ماذا عَلى البَدرِ المُحَجَّبِ لَو سَفَر | |
|
| إِنَّ المُعَذِب في هَواهُ عَلى سَفَر |
|
مِثلُ الخلال أَو الخَيال فَأولَهُ | |
|
| حَتّى خَيالك لِلتَّجانُس في الصُوَرِ |
|
يا فاضِحَ الغُصنِ النَضير بِقَدِّهِ | |
|
| وَالشَمس إِن حَسَرَ القِناع وَإِن سَفَر |
|
مِن أَينَ لِلأَغصانِ قامَتُكَ الَّتي | |
|
| تؤتي مَتى شِئتَ الثِمارَ أَو الزَهَر |
|
ذِكرى لِمَعهَد أُنسنا وَوِصالَنا | |
|
| وَالدَهرُ مِن إِسعافه غَمض البَصر |
|
في رَوضَةٍ صاغَ الرَبيعُ حُليَّها | |
|
| لمّا بها دُرُّ السَحائِب قَد نُثر |
|
وَالقُضبُ راكِعَةٌ وَتَسجُد عِندَما | |
|
| تَبدو لَها تِلكَ المَحاسِنُ وَالغُرَرُ |
|
وَالراحُ يَسبَحُ في الكؤوس حُبابُها | |
|
| ذَوبٌ مِنَ الياقوتِ طُوِّقَ بِالدُرَر |
|
مِن عَهد لُقمانَ الحَكيم تَعَتَّقَت | |
|
| وَرَوَت عَلَيهِ ما تَخَلدَ وَاِشتَهَر |
|
مِمّا تَخَيَّرَها المَجوسُ بدنَها | |
|
| فَهيَ اللَهيبُ وَما الحبابُ سِوى الشَرَر |
|
يَرضى عَن الأَقدارِ شارِبُها الَّذي | |
|
| يُفني المَجالِس في مُعاتَبَةِ القَدَر |
|
وَالعودُ يَنفُثُ ما أَقَل جَنانَهُ | |
|
| مِن نَغمَةٍ الوَرقاء أَيام الشَجَرِ |
|
فَيُجيبُهُ رجع الرباب مُؤيِداً | |
|
| لشَكاته وَالطارُ يَشهَدُ بِالخَبَر |
|
مِن كَفِّ شادٍ شادَ مربَعَ أُنسَنا | |
|
| مَهما تَغَنّى أَو تَهازَجَ في السَمَر |
|
يُصبي الحَليمَ بِضَربِهِ وَبِطَرفِهِ | |
|
| وَعذارُهُ سَلَبَ النُفوسَ وَما اِعتذَر |
|
فَسَقى دِيارَكَ تونسٌ مِن ديمَةٍ | |
|
| تَهمي بِماء الأَمنِ لا ماءِ المَطَر |
|
دارُ المَسَرَّةِ لا خَلَت مِن أُسرَةٍ | |
|
| تُهدي المَحاسِنَ في الأَصائِلِ وَالبُكَر |
|
وَسَقى بِها عَهدَ المُبَرَّزِ اَحمَدٍ | |
|
| ابنِ الهُمامِ أَبي الضيافِ المُشتَهِر |
|
العالِمُ الثَقَةُ الوَزير المُرتَضى | |
|
| العُمدَةُ الصَدرث الزكيّ الشَهمُ الأَغَر |
|
إِنسانُ مُقلَتِها وَدُرَّةُ عِقدِها | |
|
| وَهوَ الَّذي رَفَعَ اللِواءَ عَلى قَدَر |
|
فَخرُ اليَراعِ وَصَدرُ حِلَّةِ أَهلِهِ | |
|
| مِن كُلِّ مَن نظَمَ القَريضَ ومن نثَر |
|
باهى بِهِ الخَطيَّ بَل أَغنى بِهِ | |
|
| وَكَفى عَنِ الصَمصامِ وَالسَيفِ الذَكَر |
|
يَرمي بِهِ الغَرَض البَعيد فَيُصمِهِ | |
|
| وَيَقودُ مَن خَلَعَ العَنانَ وَمَن نَفَر |
|
بِلَطائِفٍ سارَت مَسيرَ الشَمسِ في | |
|
| أَهلِ البَداوَةِ وَالمَعاقِل وَالحَضَر |
|
وَبَدائِع بَهَرَت فَأَعشى نورُها | |
|
| عَينَ الحَسود فَلاتَ عَينٌ أَو أَثَر |
|
قُل لِلمُحَدِث عَن مَكارِم أَحمَدٍ | |
|
| حَدِّث عَن البَحر الخِضَمِّ وَلا حَذَر |
|
أَخَطيبَ هَذا الصقع وابنَ خَطيبِهِ | |
|
| وَلَكَ الأَمانُ مِنَ الزَمان إِذا اِكفَهَر |
|
وَعمادَهُ وابنَ العَميد وَفَخرَهُ | |
|
| والفاضِلُ الأُستاذَ وَالمَولى الأبَر |
|
خُذها وَلا مِن فَريدَة دَهرِها | |
|
| تَسبي النهىَ لَكِن بِسِحرٍ مُستَمر |
|
مِمّا تَخَيَّرها الوَدودُ فَصاغَها | |
|
| عقداً تُنظَّم بِالجَواهِر وَالدرَر |
|
تَهني بصحتكَ الَّتي هي عيدُها | |
|
| وَالعيد الأَكبَرِ وَالقُدومِ مِنَ السَفَر |
|
تأميلها تَقبيلُ راحَتكَ الَّتي | |
|
| هيَ عُمدَتي في كُلِّ وَردٍ أَو صَدَر |
|
فاِخلد لَنا في نِعمَةٍ تَزدادُ ما | |
|
| أَثنى الحَبيبُ عَلى المحب وَما شَكَر |
|
وَمَتى شَدا في دَوحِهِ القُمري وَما | |
|
| هَبَّ النَسيمُ عَلى الرِياضِ مَعَ السَحَر |
|