قِف فالمَقامُ مَقامُ إِبراهيما | |
|
| واِنشق مِنَ الأَرَج العطير شَميما |
|
اِقصُد رياضَ الذكر وَاِدخُل آمِلا | |
|
| حَرَماً عَلىَ مَرِّ الزَمان مُقيما |
|
فيهِ ثَوى طودُ العُلوم وَبحرُها | |
|
| أُستاذُ تونسَ رُكنُها الملثوما |
|
هَذا أَبو إِسحاقَ أَفضَلُ لابِسَ | |
|
| حُلَل الثَناء وَدُرّها المَنظوما |
|
هَذا الرياحي قُطبُ دارَة قُطرَنا | |
|
| مَن فاقَ جلَّتهُ الكِرامُ عُموما |
|
هَذا سِراجُ العارِفينَ بِرَبِّهِم | |
|
| كَم قَد هَدى وَأَفادَ قَوماً هيما |
|
مَلأ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ فَضلُهُ | |
|
| لَمّا سَعى لَهُما وَذادَ هُموما |
|
كحُلولُهُ فاساً ليجلِبَ ميرَةً | |
|
| في عام قَحطٍ أذهبَ المطعوما |
|
فَأَجَلَّهُ سُلطانُها وَأَنالَهُ | |
|
| برّا وَنيلاً واسِعاً وَجَسيماً |
|
وَمِنَ المُقدّس رُكنِها مِشكاتها | |
|
| أَعني التَجاني قُطبها المَكتوما |
|
نالَ العِنايَةَ وَالمَرامَ وَخَصَّهُ | |
|
| بِلَطائِفٍ تَستَوجِبُ التَقديما |
|
وَأَتَتهُ تَسعى خُطَةُ الفُتيا الَّتي | |
|
| نالَت بِهِ فَخراً يَعز عَظيما |
|
واِجتازَ مِصراً عامَ حَجّ فَبَرَّهُ | |
|
| سُلطانُها وَأَفاضَ عَنهُ سُجوما |
|
وَسَما لِقِسطَنطنيَّةَ في مُعضَل | |
|
| لَولا شَفاعَتُهُ لَكانَ أَليما |
|
فَأَثابَهُ السُلطانُ فَوقَ سُؤاله | |
|
| وَحَوى بِها صَيتاً وَبَثَّ عُلوما |
|
وَدَرى المَشارِقُ وَالمَغارِبُ أَنَّهُ | |
|
| أَضحى لِنور النَيِّرَين قَسيما |
|
ثُمَّ اِبتَنى هَذا المَقامَ لِرَبه | |
|
| وَلِذكر مَن أَولاهُ فيهِ نَعيما |
|
وَبِهِ ثَوى وَثَوى بَنوهُ اللذ بهم | |
|
| جَيشُ الجَهالَة قَد غَدا مَهزوما |
|
زانوا المَنابِرَ وَالمَحافِلَ فتيَةً | |
|
| وَغَدوا بُدوراً في العُلا وَنُجوما |
|
الطَيِّبُ الأَرضى الهُمامُ مُحَمَّدٌ | |
|
| وَعلي الرضى الحاوي الجَلال فَطيما |
|
تُسقي العِهادَ عُهودُهُم بِسَحائِبٍ | |
|
| مِن رَحمَةٍ وَتَزيدُهُم تَسليما |
|
يا طالِبَ الوزلفى وَمُرتادَ الهُدى | |
|
| وَمَن اِبتَغى مِن رَبِّهِ تَكريما |
|
اِقصد ثَلاثَتَهُم وَشَيخَ طَريقهم | |
|
| واِسأل إِلَهاً غافِراً وَرَحيما |
|
وَاخلص لَهُم وَبِهِم دُعاءَكَ راجيا | |
|
| نَيلَ المُراد وَعَمِّمَن تَعميما |
|
وَلِمَن ثَوى في ذا الثَرى أَوزارَهُ | |
|
| وَلِمَن أَعانَ وَأَثبَتَ المَنظوما |
|
وَسَل الإِلَه لِمن كَساها ما تَرى | |
|
| فَأَنارَها وَأَتَمَّها تَتميما |
|
الصادِق الباشا المُشير مُحَمَّد | |
|
| أَندى المُلوك يَداً وَأَكرَمض خيما |
|
نَصراً وَإِسعادا وَعِزّا كُلَّما | |
|
| أَهدى الرَبيعُ إِلىَ الرياض نَسيما |
|
وَاِنظُر لِتاريخ المَقام فَإِنَّهُ | |
|
| بَيتٌ مِنَ الدُرِّ النَضير نَظيما |
|
يا مَن يؤَمِّلُ بابَهُ كُن آمِناً | |
|
| قِف فالمَقامُ مَقامُ إِبراهيما |
|