هوَ السَعدُ قَد وافى إِلىَ تونِسَ الخَضرا | |
|
| وَحَلَّ ذُراها بِالمَسَرَّةِ وَالبُشرى |
|
فَهَزَّت لَهُ أَعطافَها وَتَزَيَنَّت | |
|
| وَعَمَّ الهَنا في قُطرِها عِندَما أَثرى |
|
جَهِلنا المُهَنيّ وَالمُهَنَّى وَإِنَّما | |
|
| نَرى الكُلَّ مِنهُم باسِمَ الثَغرِ مُفتَرا |
|
كَأَنَّهُم نَشوى وِصالِ مُماطِلٍ | |
|
| سَقاهُم عُقَيب الصَدِّ مَشمولَةً بِكرا |
|
وَلِم لا وَقَد ناطَ المُعَظَّمُ بابنِها | |
|
| وَبابنِ أَياديهِ وِزارَتَهُ الكُبرى |
|
هوَ المُصطَفى بنُ الصادِقِ الوَعدِ وَالَّذي | |
|
| زَكا مَحتِداً ذا عِزَّةٍ وَسَما نَجرا |
|
وَقَلَّدَهُ نيشانَ بَيتِهِمُ الَّذي | |
|
| بِهِ صارَ سِلماً نالَها وَحَوى الفَخرا |
|
تَخَيَّرَهُ المَولى هِلالاً فَصاغَهُ | |
|
| وَأَبدَعَ فيهِ الصَنعَ حَتّى غَدا بَدرا |
|
يُضيءُ لِمَن يَسعى لِشامِخِ عِزِّهِ | |
|
| وَيَسري لِعيدَيهِ فَسُبحانَ مَن أَسرى |
|
وَلا بِدعَ أَن أَولاهُ خالِصَ وِدِّهِ | |
|
| وَشَدَّ بِهِ أَزاراً وَأَشرَكَهُ أَمراً |
|
وَأَبداهُ سَهماً مِن كِنانَتِهِ الَّتي | |
|
| بِباطِنِ ما تَحويهِ دونَ الوَرى أَدرى |
|
وَجَرَّدَهُ سَيفا صَقيلاً وَصَعدَة | |
|
| فَغالَبَ لَمّا هَزَّهُ البيضَ وَالسَمرا |
|
وَأَجراهُ في يَومِ الرِهانِ مُجَلِّياً | |
|
| فَكانَ بِهِ دونَ المُصَلّي بِهِ أَحرى |
|
هوَ الصادِقُ الباشا المُشيرُ مُحَمَّدٌ | |
|
| أَعَزَّ الوَرى صيتاً وَأَعلاهُمُ قَدرا |
|
وَأَكمَلُهُم خَلقاً وَخُلقاً وَهَيبَةً | |
|
| يُقصر عَنها قَيصَرٌ وَكَذا كِسرى |
|
إِذا ظَفِرَت مِنهُ العُيونُ بِنَظرَةٍ | |
|
| يُشيرُ بِها لِلترب يَقلِبُهُ تِبرا |
|
وَإِن قارَعَ الأَضدادَ طالِعُ سَعدِهِ | |
|
| فَما أَكثَرَ القَتلى وَما أَرخَصَ الأَسرى |
|
أَقامَ الأَنامَ في أَمانٍ وَغِبطَةٍ | |
|
| فَذا رافِعٌ كَفّاً وَذا ساجِدٌ شكرا |
|
وَأَلحَفَهُم ثَوبَ الحَنانِ وَمَن بِهِ | |
|
| تَرَدّى فَلا يَخشى المَعَرَّةَ أَو يَعرى |
|
أَلا يا مُجير المُلتَجينَ وَمَن لَهُ | |
|
| فَخامَةُ مُلكٍ يَملأ القَلبَ وَالصَدرا |
|
وَمالِكَ رِقيِ سَيِّدي وَابنَ سَيدي | |
|
| وَلَستُ بِباغٍ أَن أُرى بَعدَهُ حُرّا |
|
تَهَنّ أَيا فَخرَ المُلوكِ بِدَولَةٍ | |
|
| وَعِزٍّ وَإِسعادٍ وَأَنتَ بِهِ أَحرى |
|
وَلا بَرِحَت أَيّامُ دَهرِكَ كُلها | |
|
| بِآثارِكَ الحَسنا مُحَجَّلَةً غَرّا |
|
إِلىَ أَن تَرى هَذا الوَزيرَ كَما تَشا | |
|
| وَلا وَزَرٌ يَخشاهُ بَعدُ وَلا وِزرا |
|
بِجاهِ رسولِ اللَهِ جَلَّ جَلالُهُ | |
|
| وَآلٍ وَصَحبٍ وَالَّذين غَزوا بَدرا |
|
عَلَيهِ صَلاةٌ مَع سَلام يَعُمهم | |
|
| وَيُرضيهِم عَنّا بِذي الدارِ وَالأُخرى |
|