رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ | |
|
| وَحنت عليَّ البانة الهَيفاءُ |
|
وَبَكى الغَمام عَليَّ مِن أَسَف وَقَد | |
|
| كادَت تُمَزق طَوقَها الوَرقاءُ |
|
ماذا تُريد الحادِثات مِن امرئ | |
|
| مِن جُندِهِ الشعراء وَالأُمَراءُ |
|
دَعها تَمُدّ كَما تَريد شِباكَها | |
|
| فَلَرُبَما عَلَقت بِها العَنقاءُ |
|
أَنا ذَلِكَ الصل الَّذي عَن نابِهِ | |
|
| تَلوي المَنون وَتلتَوي الرَقطاءُ |
|
وَفَمي هُوَ القَوس الأَرنّ وَمقولي | |
|
| الوتر الشَديد وَأَسهُمي الانشاءُ |
|
فكر ينظم في البَديع فَرائِداً | |
|
| مِن دونِها ما يُلفظ الدأماء |
|
لَو لَم يَكُن حَظي أَضاع فَضائلي | |
|
| لتضوّعت بِأريجها الأَرجاءُ |
|
وَلع الزَمان وَأهله بَعداوتي | |
|
| ان الكرام لَها اللئام عداءُ |
|
أَتحطّ قَدري الحادِثات وهمتي | |
|
| مِن دونها المَريخ وَالجَوزاء |
|
هَيهات تَهضم جانبي وَعَزائمي | |
|
| مِثل البَواتر دَأبها الإِمضاءُ |
|
صَبراً عَلى كَيد الزَمان فَإِنَّما | |
|
| يَبدو الصَباح وَتَنجَلي الظَلماءُ |
|
أَنا وَالمَعالي عاشِقان وَطالَما | |
|
| وَعد الحَبيب فَعاقَهُ الرقباءُ |
|
لَو كانَت الأَقدار يَوماً ساعَدَت | |
|
| مثلي لَخافَت سَطوَتي الخَلفاءُ |
|
وَأُرت بِالخَيل السَوابق عَثيرا | |
|
| تَعمى إِذا اكتحَلَت بِهِ الزَرقاءُ |
|
ثُم اِنتَضيت مِن البُروق صَوارِماً | |
|
| فَرقاً تراها المُقلة العَمياءُ |
|
وَهَززت لِلمَوت الزؤام عَوامِلاً | |
|
| صَمّاً لِمَوقع طَعنِها إِصغاءُ |
|
وَرَميت أَكباد المُلوك باسهم | |
|
| مَثل الأَراقم ما لَهُنَّ رقاءُ |
|
أَو كنت مِن أَهل الثَراء غَدَت يَدي | |
|
| بِالجود وَهِيَ سَحابة وَطفاءُ |
|
وَأَمال لي المال الذُرى فَسَموتَها | |
|
| وَإِذا بخلت فَإِنَّني المِعطاءُ |
|
وَإِذا جبنت فَأَنَّني لَيث الشَرى | |
|
| أَو فهت قالوا هَكَذا البَلغاءُ |
|
وَأَتى الزَمان مُسالِماً فَصُروفه | |
|
| وَبَنوه عِندي وَالعَبيد سِواءُ |
|
وَإِذا الآله أَرادَ خَيراً بِامرئ | |
|
| أَلقَت أَزمتها لَهُ النَعماءُ |
|
وَلَقَد بَلَوت العالمين فَلَم أَجِد | |
|
| ذا ثَروة يَوماً وَفيهِ رَجاءُ |
|
وَلَئن قَصَدت كَريمَهُم بِقَصيدة | |
|
| يَوماً فَمدح المَدح منهُ عَطاءُ |
|
أًفنيت عُمري في طلاب أَولى النَدى | |
|
| متعللاً بِعِسى يجاب نِداءُ |
|
وَأَضلَني داعي الشَبيبة وَالصبا | |
|
|
غَضت عَن العَلياء طَرفي بُرهة | |
|
| ثُم اِنجَلَت عَن ناظري الأَقذاءُ |
|
فَعلمت أَن الأَكرَمين هُم الأُلى | |
|
| شَرَفوا وَباقي العالمين هَباءُ |
|
لَم يَبقَ غَير بَني النَبيّ مُحَمد | |
|
| في الأَرض مَن يُعزي إِليهِ سَخاءُ |
|
قَومٌ هَمَت جَدواهُم وَبِمَدحِهم | |
|
| في كُلِ وادٍ هامَت الشُعراءُ |
|
وَلَو اِقتَدَحَت زِناد فكرك فيهم | |
|
| لأَراكَ وَصف علاهم الايراءُ |
|
ان لم يجزك ابن النَبي لمانع | |
|
| ان الشَفاعة مِن أَبيه جَزاءُ |
|
وَلَقَد أَجَلُّ مَدائحي وَأَصونها | |
|
| عَن غَيرِهم وَتَصونني العَلياءُ |
|
فَهِيَ الكَواكب لا ترام وَمالَها | |
|
| إِلّا ابن عَون في الوجود سَماءُ |
|
ملك سَما سُلطانَهُ وَتَقاصَرَت | |
|
| عَنهُ المُلوك لِأَنَّها أَسماءُ |
|
وَلو اِرتَقوا يَوماً لأَخمصه اِنتَهوا | |
|
| لِمَراتب ما فَوقَهنَّ عَلاءُ |
|
وَصلتهُ أَبكار العَلاء كَواعِباً | |
|
| مِن قَبل ما وَصلتهم الشَمطاءُ |
|
ذكرى لَهُم عَبث أَذا ذَكر اسمَهُ | |
|
| ما لِلنُجوم مَع الصَباح بَقاءُ |
|
رذ بحر جَدواه يُنلك جَواهِراً | |
|
| وَدَع السُيول فَاِنَهُنَّ غَثاءُ |
|
ضربت سرادقها المَهابة فَوقَهُ | |
|
| فَإِذا بَدا بادَت بِهِ الأَعداءُ |
|
تَخشى الأُسود الغلب سَطوة بَأسَهُ | |
|
| أَبَداً كَما تَخشى الأُسود الشاءُ |
|
وَتَهابَهُ شمّ الأُنوف لِطول ما | |
|
| شئت عَلَيها الغارة الشَعواءُ |
|
عَزم كَما يَمضي القَضاء وَهمة | |
|
| كَالدَهر لا أَمَدٌ وَلا اِستقصاءُ |
|
يَخشى وَيرجى سَيفه وَنَواله | |
|
| ما لاحَ بَرقٌ أَو هَمَت أَنواءُ |
|
وَتَراه يَختَرط الحسام براحة | |
|
| سالَ النضار بها وَقام الماءُ |
|
فَإِذا حبا أَحيَ بِفَيض غَمامه | |
|
| وَإِذا سَطا شَقيت بِهِ الأَحياءُ |
|
يا أَيُّها الملك المُفدّى دَعوة | |
|
| يا مَن لَديهِ لا يَخيبُ دُعاءُ |
|
أَولَيتني الآلاء ثُمَ تَرَكتَني | |
|
| مِثل الَّذي حَلّت بِهِ اللأواءُ |
|
ما كانَ ذا أَملي الَّذي أَملتهُ | |
|
| فيكُم وَأَنتُم سادة كُرماءُ |
|
أَوَ لَستمُ أَدرى بِما كُنتُم بِهِ | |
|
| تعدونني وَمَتى يَكون أَداءُ |
|
إِن كانَ دائي سوء حَظي رُبَما | |
|
| يَشقى الفَصيح وَتَنعم العَجماءُ |
|
وَالشَمس تُشرق في السَماء وَطالَما | |
|
| بالغيم قَد حجبت لَها أَضواءُ |
|
وَالأَرض واحدة وَلَكن رُبَما | |
|
| تَظما الرياض وَتَرتَوي الصَحراءُ |
|
لَكن أَحكام الآله بِذا قَضَت | |
|
| يَعطى الغَبيّ وَتحرم الفَصحاءُ |
|
يا خَير مَن غرَرُ المَكارم تَنتَمي | |
|
| لندى يَديه وَتَعتَزى الأَنداءُ |
|
لا تَحسَبَنّي بِالوَضيع مَكانة | |
|
| في القائِلين وَما أَقول هُذاءُ |
|
لَئِن اِنتَمى لَكَ كُل فعل في اللقا | |
|
| فَقَد اِنتَمى لي القَول وَالالقاءُ |
|
وَسَليقَتي تلكَ الَّتي أَبَداً لَها | |
|
| كَحسامك الماضي الحَديد مضاءُ |
|
أَنتَ الَّذي شَهد السَحاب لِجوده | |
|
| وَأَنا الَّذي شهدت لي الأُدَباءُ |
|
لي في اِمتِداح علاك باع طائل | |
|
| أَبَداً وَأَنتَ لَكَ اليَد البَيضاءُ |
|
مني المَدائح وَالمَنائح مِنكُم | |
|
| لا غبنَ ان كِلَيهما آلاءُ |
|
تَعتاض مِن بَذل النضار جَواهِراً | |
|
| هَذا بِذاك وَفي البَقاء نَماءُ |
|
رفقاً وَرَعياً لِلحُقوق فَإِنَّما | |
|
| بِالزَهر تَزهو الرَوضة الغَناءُ |
|
ما زلت أَجلو وَصفكم حَتّى بَدا | |
|
| كَالشَمس لا رَمزٌ وَلا إِيماءُ |
|
وَحَبوتموني بَعدَها بِقَطيعةٍ | |
|
| أَكَذا يَكون تَكرّمٌ وَحَباءُ |
|
مِن لي بِحَظ الأَغبياء فعلتي | |
|
| عزَّ الدَواءُ لَها وَجلَّ الداءُ |
|
أَقسَمت بِالبَيت الحَرام وَزَمزم | |
|
| وَالمشعرين وَما حَواه حَراءُ |
|
اني أَراكُم خَيرَ مِن وطئ الثَرى | |
|
| فيمَن أَراه وَما لَكُم نظراءُ |
|
محضتكم صَفوَ الوِداد محبة | |
|
| فيكم وَفي مثلي يَكون وَفاءُ |
|
لا تَحسَبوا أَني نَسيت عهودَكُم | |
|
| فوداد مثلي لَيسَ فيهِ جَفاء |
|
وَأَرى المُلوك فَإِن أَرَدت مَديحَهُم | |
|
| أَغدو كَأَنّي أَبكَمٌ فَأَفاء |
|
وَتَطيعني الغرر الشَوارد فيكُم | |
|
| فَكَأَنَّها مِن وَصفكم املاءُ |
|
وَلَقَد بَعَثت اليكم بيتيمة | |
|
| غَرّاءَ لَيسَ كمثلها غَرّاءُ |
|
كَالشَمس تَمحو الشُهب طَلعَتها وَقَد | |
|
| تلغى القباح وَتذكر الحَسناءُ |
|
وَلَئن بَقيت مدحتكم بِقَلائد | |
|
| تَعنو لِفَصل خطابها الخَطباءُ |
|
وَلأُثنينَّ عَلَيكُمُ بِفَرائد | |
|
| تَبقى وَإِن أَفنى يَدوم ثَناءُ |
|