سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب | |
|
| فَفَزتُم بِما فَوقَ المُنى وَالمَناصب |
|
بِماذا نَهني كُل نَفس كَريمة | |
|
| بِذُل الأَعادي أَم بعز الحَبائب |
|
قَضيتُم مِن العَلياء يا آل مُحسن | |
|
| مَناكم وَلَكن بِالقَواضي القَواضب |
|
رَكبتم لَها الأَهوال شَرقاَ وَمَغرِباً | |
|
| عَلى كُل ناج مِن كِرام النَجائب |
|
قَدمتم عَلَيها بِالقَنابل وَالقَنا | |
|
| فَدانَت وَفي الإِقدام نَيل الرَغائب |
|
حَميتم حِماها يا ذَوي عَون فَاِغتَدَت | |
|
| وَمِن دونَها الحَرب العوان لراغب |
|
وَتَطلبها الأَعداء جَهلاً وَإِنَّها | |
|
| لأَمنع مِن نَجم السُهى وَالكَواكب |
|
إِذا اِزدَهت الأَيّام كُنتُم صباحها | |
|
| وَكانَت أَعاديكم ظَلام الغَياهب |
|
وَأَسيافَكُم مَثل الكَواكب فيهم | |
|
| لَها طالع مِن سَعدَكُم غَير غارب |
|
لعزكم تَعزى المَعالي وَتَنتَمي | |
|
| العَوالي إِذا جالَت جياد السَلاهب |
|
إِذا صَدَرَت أَرماحَكُم شكت الصَدى | |
|
| وَإِن وردت شَكَّت صُدور الكَتائب |
|
لَكُم قَصَبات السبق يا آل مُحسن | |
|
| إِلى الغاية القُصوى وَأَقصى الكَتائب |
|
بِجَرد عَلَيها مِنكُم كُل باسل | |
|
| إِلى بسل تَفرى أَديم السَباسب |
|
ظللتم عَلَيها بِالسَرى تَبعثونها | |
|
| لماء عليٍّ وَهُوَ أَصفى المَشارب |
|
إِلى أَن ضَرَبتُم في بِجيلة لللعلى | |
|
| مَضارب عزّ مِن أَعَزّ المَضارب |
|
أَدَرتُم عَلى دُور النَفيل دَوائِراً | |
|
| هَوَت بِالأَعادي في مَهاوي المَصائب |
|
هَزَزتم بِها أَرماحَكم فَمَلكتم | |
|
| بَني مالك وَالطَعن ملء الجَوانب |
|
فَلَما رَأى صَرف القَضا عمر مَضى | |
|
| وَنار الفَضا في أَهله وَالأَقارب |
|
وَسرتم تؤموا بِالسرى طرف العلى | |
|
| عَلى كل طَرف زان صَدر المَواكب |
|
وَبادرتُم بِالطَعن قَلب برحرح | |
|
| وَدستم حمى دوس بِجَيش محارب |
|
أَتوا لَكُم طَوعاً وَكُرهاً وَأَذعنوا | |
|
| وَما هِيَ إِلّا نَظرة في العَواقب |
|
رَأوا كُلَ قَوم قَد عَصوكم أَطاعكم | |
|
| دماهم وَداموا تَحتَ ناب النَوائب |
|
وَلَو خالَفوكم ما تَخلف مِنهُم | |
|
| عَلى الأَرض إِلا صارِخات النَوادب |
|
طَرَقتُم بِأَسد الحَرب قَرية ثروق | |
|
| فَفرّت سَليم مِنكُم كَالثَعالب |
|
دَخَلتُم إِلَيهُم أَرضَهُم فَنصرتم | |
|
| عَلَيهُم بِضَرب مُخرج لِلضَرائب |
|
رَقيتُم لَهُم تلك العِقاب عُقوبة | |
|
| بِما قَد جَنوه مِن ثِمار المَعائب |
|
وَأَضَرمتُم النيران فيهُم وَأَضرموا | |
|
| لَهُم نار حَرب مثل نار الحَباحب |
|
كَررتُم عَلى أَهل الجِبال بِمثلها | |
|
| جِبال رِجال سيّرت بِالرَكائب |
|
وَكانت عَليهم لا لَهُم فرقابهم | |
|
| لِأَسيافكم ترنو بَعَيني مُراقب |
|
وَما ثَبَتوا إِلّا قَليلاً وَزَلزلوا | |
|
| وَأَبطالَكُم ما بَينَ ضار وَضارب |
|
رَأوا باترات البيض تغمد فيهم | |
|
| وَتَخرج مِن أَصلابهم وَالتَرائب |
|
فَملوا وَمالوا لِلهَزيمة بَعدَها | |
|
| وَملتم عَلى أَرواحَهم ميل ناهب |
|
أَضلَهُم نَوم اللَيالي وَقَد نَسوا | |
|
| صَباح الهَوادي وَالمَنا مِن مَناقب |
|
وَما علموا أَن ابن عون بن محسن | |
|
| عليهم يسدّ الطُرق مِن كُل جانب |
|
فَيا قابض الأَرواح وَالنقع أَسود | |
|
| بِأَبيض محمّر المَضارب قاضب |
|
وَيا تارِكاً عرب المَشارق عبرة | |
|
| وَيا مرعباً بِالأَخذ أَهل المَغارب |
|
رَأتكَ الحجازيون ذا الرَأي وَالحجا | |
|
| تنكس رايات العِدا بِالمَقانب |
|
تَنال المَعالي بِالغَوالي وَتَنثَني | |
|
| فَتَسحب ذيل النَصر فَوق السَحائب |
|
تَعود عَلى الأَعداء فَوقَ نَجائِبٍ | |
|
| مَناسمها تَتلو حوافي الجَنائب |
|
فَلا زلت مَنصور اللواء مؤيداً | |
|
| رَشيداً وَلا زالوا بصفقة خائب |
|
وَدُمتم وَدامَ الملك يا آل محسن | |
|
| دَوام الثُريا وَالنُجوم الثَواقب |
|
وَدونَكُم بَكراً تَطوق جيدها | |
|
| بلؤلؤ نطق في سلوك المَناقب |
|
نخصّكم بالحمد وَالشُكر وَالثَنا | |
|
| بِأَصدَق مَدح فيكم غير كاذب |
|
إِذا حفها حسن القبول فقد قَضَت | |
|
| مِن الرتب العَلياء كُل المآرب |
|
|
| غلام بكم يرجو أَجل المَطالب |
|
يَقول مع الاخلاص فيها مؤرخاً | |
|
| سما سعيكم في المَجد أَسنى المَراتب |
|