أَراكَ تَرى فكري عَلى الحَمد أَقدَرا | |
|
| وَقَدرك أَجدى بِالمَديح وَأَجدَرا |
|
وَقَصر عَنك الوَبل وَالقَطر في النَدى | |
|
| فَجارَيت بِالآلاء كِسرى وَقَيصَرا |
|
لِأَنك باريت السَموات رفعة | |
|
| وَبرّك قَد أَجرى عَلى البَر أَبحُرا |
|
وَإِني أَراكَ البَدر وَالشَمس في الضُحى | |
|
| بِمَكة أَو كَالغَيث وَاللَيث في السَرى |
|
وَكَيفَ تَباريك المُلوك وَمَن بَرا | |
|
| أَحلك بِالبَيت المُحَرَم مَنبَرا |
|
يؤمك مِن شَرق البِلاد وَغَربِها | |
|
| مِن الوَفد راجي الرَفد أَشعَث أَغبَرا |
|
وَذي ظِماءٍ وافى إِلى وَرد زَمزَم | |
|
| فَأَورَده جَدوى يَمينك كَوثَرا |
|
وَجَيش لهام يَضرب الهام في الوَغى | |
|
| تَرَكتُ عَلَيهِ النسر قَد مَدّ منسرا |
|
وَبيض بِبيض المُرهفات فَلقتها | |
|
| وَسُمر جَلَت كَأس المَنية أَحمَرا |
|
وَأَنعلت بِالتيجان خيلكَ فَاِنثَنَت | |
|
| وَقَد صارَ مِنها أَخضَر اللَون أَشقَرا |
|
إِذا أَصبَحت نَجداً أَظَل غُبارَها | |
|
| هَذيلاً وَداسَ الهول دَوساً وَحَميرا |
|
تَسير بِها مثل الجِبال كَتائِباً | |
|
| تَخط بِسُمر الخَط في الأَرض أَسطُرا |
|
فَتوردها صَدر الرَدى وَتردها | |
|
| وَما كُل هاد أَورَد الخَيل أَصدَرا |
|
بِذي لجب لَف السَباسب بِالرُبا | |
|
| وَلَثَّم وَجه الأَرض حَتّى تَسَتَرا |
|
تَعَرّض بَينَ الشَرق وَالغَرب وَاِرتَقى | |
|
| لِنَجم الثُريا حينَ غَصَ بِهِ الثَرى |
|
إِذا لَم تُطاولك المُلوك بِطولها | |
|
| فَقَد بَسَطَت عُذراً لِمَن كانَ قَصرّا |
|
وَمَن ذا الَّذي أَحرى بِمَجدك مِنهُمُ | |
|
| وَمَدحك في التَنزيل جاءَ مُحَرَرا |
|
وَأَعلى مُلوك الأَرض كِسرى وَلَم يَكُن | |
|
| لَهُ نَسَب داني البُتول وَحَيدَرا |
|
وَإِن كانَ بِالإِيوان أَظهَر فَخرَه | |
|
| فَحَسبُك بِالمحراب وَالبَيت مَظهَرا |
|
إِلى خَير خَلق اللَه تَنَمى أُصولَكُم | |
|
| فَكُنتُم بِهِ في الناس أَكرَم عُنصُرا |
|
وَقَد جاءَ مِنهُ لِلنَبيين خاتم | |
|
| فَلَم يَرَ قَدرَ الكَون يَبلغ خُنصُرا |
|
وَأَنتُم بَنوه وَالَّذين بِفَضلِهم | |
|
| أَتى الروح بِالذكر المُبين مخبرا |
|
وَمَن ذا الَّذي بِالشعر يَبلغ مَدحكم | |
|
| وَفي هَل أَتى ما قَد أَتى وَتَصَدرا |
|
فَيا اِبن الَّذ قَد سادَ في الحلم أَحنَفا | |
|
| وَبَذل اللها معناً وَفي اليَأس عَنتَرا |
|
أَتاني كِتاب مِنكَ بِالعَتب أَشرَعَت | |
|
| أَسِنة مِن أَملى الكِتاب وَحبرا |
|
أَتَحسَب أَني قَد تنصلت في الَّذي | |
|
|
بَرئت مِن الإِسلام إِن كُنتَ كاذِباً | |
|
| عَلَيكُم بِما قالَ الطَبيب وَحذرا |
|
فَخُذها لِجَيش الحَمد فيكُم طَليعَةٌ | |
|
| تَريكَ نَظاماً قَد تَقَدَم عَسكَرا |
|
سَأَجري عَلَيكُم بِالقَوافي سَوابِقاً | |
|
| إِذا رامَ مَجراها النَسيم تَعَثَرا |
|
وَأَنظُر مِن شَكوى الملال لِفكرتي | |
|
| وَآتي الَّذي أَملى العِتاب فَأَثرا |
|
فَلا زلت مَقصوداً وَلا زلت قاصِداً | |
|
| أَراكَ تَرى فكري عَلى الحَمد أَقدَرا |
|