ظَهَرَ الهِلال فَكانَ سَعدك أَزهَرا | |
|
| وَجَلال مَجدك في المَعالي أَظهَرا |
|
وَبَدا وَبَدر عُلاك في إِقباله | |
|
| يَغشى الهِلال بِنور ما قَد أَظهَرا |
|
قَد حَلَ في بدء المحرم مَنزِلاً | |
|
| مِن دون طالعك الَّذي قَد أَسفَرا |
|
ما لاحَ مِن غَرب وَيمنك مُشرق | |
|
| إِلّا وَكانَ الفَرق أَسنى مَنظَرا |
|
وَرَآك فَوقَ صُعوده وَسُعوده | |
|
| قَدراً وَأَجدَر بِالسُمو وَأَقدَرا |
|
يَتَكَلف البَدر الكَمال وَينثَني | |
|
| صُفر اليَدين يُدير وَجهاً أَصفَرا |
|
يَبدو وَقَد سَحَبَ السَحاب لِنوره | |
|
| ذَيلاً تَضمخ حينَ أَسفَر عصفرا |
|
وَعلاك تَتَخذ الثُرَيا مَوطِئاً | |
|
| وَتَجل قَدراً ان تَحل عَلى الثَرى |
|
وَلَقَد هَمَمت بِأَن أَصوغ قَلائِداً | |
|
| تَروي الصحاح فَتستَقل الجَوهَرا |
|
لِلّه سُؤددك المُحيط كَماله | |
|
| بِالوَصف حَتّى نَستَمد الأَبحُرا |
|
فاهنأ بِعام أَنتَ غُرة يمنه | |
|
| بِالعز أَيمَن كَيفَ شئت وَأَيسَرا |
|
جَعَلَ الهِلال طَليعة لِقدومه | |
|
| وَالجَو رقاً وَالكَواكب أَسطَرا |
|
وَهِيَ المَواقيت الَّتي قَد أَوضَحَت | |
|
| لِلناس ما شاءَ الإِله وقَدَرا |
|
لازلت في أَسنى المَعالي كَعبة | |
|
| طافَ السُرور بِرُكنِها مُستَغفِرا |
|
يا بَدر تَم في سَماء جَلاله | |
|
| يَسمو عَلى بَدر السَماء إِذا سَرى |
|
أَبشر فَإِن عَلا كَمالك أَرخَت | |
|
| بُشراي عام العز جاءَ مُبَشِرا |
|
بِكَ العلم في كُل المَعالم أَزهرا | |
|
| وَأَشرَق أَنواراً وَأَظهَر أَزهُرا |
|
يَعوذ بِكَ الإِسلام في كُلِ حادث | |
|
| جَليل رَأى هَذا الجَلال فَكَبّرا |
|
وَلَو جاءَكَ البَحر المُحيط مَكاثِراً | |
|
| لَقُلت لَهُ لاقَيت للعلم كَوثَرا |
|
فَأَينَ العَروسي وَهُوَ بالعلم ناطق | |
|
| وَخَيرَهُما مَن كانَ يَلفظ جَوهَرا |
|
خَضم إِذا يَممت نَحوَ رِحابِهِ | |
|
| وَجَدت شَريفاً أَكرَم الخَلق عُنصِرا |
|
تَأَلق في التبيان مِصباح نورِهِ | |
|
| وَأَوضح مَعناه البَديع فَنَوّرا |
|
مَتى رمت مِن عَلياه تَفسير آية | |
|
| وَجَدت خَبيراً بِالبَيان مُفَسِرا |
|
وَإِن جالَ في النُطق الفَصيح تَجد لَهُ | |
|
| لِساناً قريشياً بَليغاً مقررا |
|
وَإِن كُنتَ في علم العُروض مُعرِّضاً | |
|
| بعلم القَوافي مِنهُ جاريت أَبحُرا |
|
هُوَ البَحر في كُل العُلوم مَتى طَما | |
|
| رَوَت مِنهُ بَل عَنهُ المَدائن وَالقُرى |
|
تَمَهل إِذا ما جئت ناديه سائِلاً | |
|
| كَما شئت وَاِحذَر سَيله إِن تَحَدّرا |
|
لَهُم همم لا تَرتَضي النجم مَوطِئاً | |
|
| وَلا البَدر كُرسياً وَلا الشَمس مَظهَرا |
|
كَذلك أَفعال الكَريم الَّذي إِذا | |
|
| تَقَدَم فيما شاءَ لِمَن يَتَأَخَرا |
|
إِذا ما اِصطَفاه اللَه الناس مَلجأ | |
|
| بِهِ أَورَد الفَضل العَميم وَأَصدَرا |
|
فَلا زالَ ذا جاه جَليل مُؤمل | |
|
| نَرى طالِباً مِن غَيرِهِ الخَير لَن يَرى |
|
سَأشكُره شُكراً جَميلاً عَلى المَدى | |
|
| يَفوق شَذاه المسك إِذ كانَ أَعطَرا |
|