بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب | |
|
| وَمَزَقَت شَملها مِن حُزنها الكُتُب |
|
وَنَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية | |
|
| عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب |
|
وَكَيفَ لا وَسماء العلم كُنت بِها | |
|
| بَدراً تَماماً فَحالَت دونَك الحجب |
|
يا شَمس فَضل فدتك الشُهب قاطِبَة | |
|
| إِذ عَنكَ لا أَنجُمٌ تَغني وَلا شُهب |
|
لَما أَصابَك لا قَوس وَلا وَتَر | |
|
| سَهم المَنية كادَ الكَون ينقَلب |
|
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية | |
|
| العُمر يوهب وَالأَيام تَنتَهب |
|
لَو اِفتدتك المَنايا عندَ ما فَتَكَت | |
|
| بِخيرَنا لفدتك العَجم وَالعَرَب |
|
وَلا اِستَهَلَت عُيون القطر باكية | |
|
| إِلّا عَلَيك وَإِن حَلّت بِنا النوب |
|
أَمسَت لِفَقدك عَين العلم سائلة | |
|
| تَرجو الشِفاء وَأَنّي يَنجَح الطَلَب |
|
بَكَت عَلَيكَ السَما وَالأَرض وَاِضطَرَبَت | |
|
| كَأَنَّما نالَها مِن حُزنِها طَرَب |
|
ما كُنتُ أَحسَب قَبل اليَوم أَن لَدى | |
|
| نُصف النَهار ضِياء الشَمس يَحتَجب |
|
لَو كانَ يَدري فُؤادي يَوم نكبته | |
|
| كَانَ الفِداء وَهَذا بَعض ما يَجب |
|
بِالرَغم مني حَياتي بَعد مَصرَعه | |
|
| سيان فرقة مِن أَحبَبت وَالعطب |
|
قُل لِلَّذي يَدَعي مِن بَعدِهِ أَدَباً | |
|
| هَيهات وَاللَه ماتَ العلم وَالأَدَب |
|
قَضى الَّذي كانَ يَزهو سَيف فكرته | |
|
| بِشارِدات المَعاني حينَ يَقتَضب |
|
لَو كانَت السُمر مِن أَقلامِهِ اِشتَبَكَت | |
|
| عَلى المَنية ما اِهتَزَت لَها قَضب |
|
وافاه صَرف القَضا يَسعى وَفي يَدِهِ | |
|
| كَأس عَلَيها المَنايا وَالرَذى حبب |
|
لا تَطلبن مِن الأَيام مشبهه | |
|
| عزّ الدَواء وَأني يَشتَفى الوَصب |
|
فَما تَريك اللَيالي مثله أَبَداً | |
|
| قَد يَنقَضي العُمر وَالآمال تَرتَقب |
|
حلم وَعلم وَجود في الوجود لَهُ | |
|
| فَضل وَفَيض سماح دونَهُ السُحُب |
|
لَيتَ المَنام الَّذي في صدقه غصص | |
|
| قَد حالَ مِن دونِهِ في اليَقظة الكَذب |
|
وَلَيتَ أَحكام أَحلامي الَّتي نَفذت | |
|
| قَضت بِحَتف أَناس حلمهم غَضَب |
|
أَين المَنايا وَأَين الشامِتون بِهِ | |
|
| وَالمُظهِرون نِفاقاً أَنَّهُم نَكَبوا |
|
إِن الكَآبة لا تخفى سَرائرهم | |
|
| قَد يَعرِفون بِسيماهم وَإِن نَدَبوا |
|
إِن يَظهروا الجَدّ مِن حُزن فإِنَّهُم | |
|
| إِذ خَلوا بِشياطين الهَوى لِعِبوا |
|
لا يَشمتوا إِن للأَيام منقلباً | |
|
| عَلَيهُم وَاللَيالي أَمنها رهب |
|
أَلَم يَروا كَم أَباد الدَهر قَبلَهُم | |
|
| مِن القُرون وَهُم مِن بعدِهُم ذَنب |
|
آمالَهُم خَيمَت فيهُم وَما عَلِموا | |
|
| أَن المَنايا لَها في حَيهم طنب |
|
لَكنَهُم قَوم سوء طالَ عمرهم | |
|
| وَقَصروا في العلى هَذا هُوَ السَبب |
|
لَو لَم يَكُن خَيرَهُم وَاللَه يرحمه | |
|
| ما عاجلته المَنايا واِنقَضى النحب |
|
إِنا فَقَدنا البَقايا الصالِحات بِهِ | |
|
| وَالصَبر عَز وَجَل الوَيل وَالحَرب |
|
مِن لِلقَوافي الَّتي كانَت محجبة | |
|
| إِذا بَدَت وَهِيَ بِالأَحزان تَنتَقب |
|
لَقَد سَبتها المَراثي في مَناقبه | |
|
| وَدَمعها في اِنسِجام هامل سرب |
|
كَأَن كَهف المَعالي لَم يَكُن أَبَداً | |
|
| لِلناس عوذاً إِذا ما حَلَت الكرب |
|
لَم يَبقَ في الأَرض شَيء بَعدَهُ حسن | |
|
| إلّا خِلال لَهُ تَعزى وَتَنتَسب |
|
لَما دَعاه إِلى الفَردوس خالِقه | |
|
| لَبّاه شَوقاً وَكادَت مُهجَتي تَثب |
|
طافَت عَلَيهِ بِها الولدان حاملة | |
|
| مِن اللَحين كُؤوساً ملؤُها ضرب |
|
وَالحور مُذ جاءَها قالَت مُؤرخة | |
|
| بُشرى فَقَد جاءَنا المَقصود وَالأَرَب |
|