إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سأطرحُ كلَّ أسبابِ الخصامِ على مدى العمرِ |
وأطرحُ كلَّ تاريخٍ يقربني إلى الأحقادِ والقهرِ |
وما أمرٌ على دربي له أمرٌ ليلزمَني |
سألقي في سرابِ الصمتِ أوهامي |
وأبحثُ عن صديقٍ قلبُه يخلو من الفتنِ |
إلى الزلاتِ أجذبُه ويسترُني |
وينسيني شقوقَ الدربِ في وطني |
أناجي مَن سيأتيني بأشرعةٍ أمرُّ بها إلى الشطِّ |
فإنَّ حبالَ مرساتي تذوبُ بملحِ معصيتي |
ذنوبٌ لمَّها عمري وتحرقُ حبلَ مغفرتي |
ألملمُها وأحملُها إلى قبري |
فلا حِبٌّ يواسيني ولا ندمٌ ألوذُ به لآخرتي |
***** |
وأسالُ كلَّ من ملأَ البلادَ عقاربَ الجوعِ |
لو اشتعلتْ سمومُ الغيظِ في عينيكَ.. |
وارتجفتْ على جنبيكَ.. |
غصةُ والدٍ يشكو إلى اللهِ |
يشير إليكَ.. |
ينزعُ حقهُ المسلوبَ من رئتيكَ.. |
كيفَ ترى إذا الإعصارُ هاجَ عليكْ |
***** |
وأعجبُ من فؤادٍ يغرسُ البلوى ويَمتنُّ؟ |
دعوني أرتقُ العثراتِ في دربي |
وأرصفُها على حبٍّ وأشعارٍ وأستنُّ |
بمنْ فُتحتْ له الأبوابُ مشرعةً |
خليلُ اللهِ لا تخفى شمائلُهُ |
بأفئدةِ الأنامِ تُرى فضائلُهُ |
وأرسمُ في خيالي روضةً لتنامَ فيها وردةٌ تحنو |
على فرخٍ يُخبِّئُ صوتَه في آخرِ الحلقِ |
***** |
ألسنا مِن ذوي الألبابِ نفخرُ أنّنا إنسُ |
ونعلمُ أنّنا في التربِ يوماً ما سنندسُّ |
فلا عقبٌ ينادمُنا ولا فلسُ |
فكيفَ إذا غرقنا في بحورٍ عذبُها يأسُ |
وليسَ لنا سفائنُ عودةٍ ترسو |
على حبٍّ، شواطئُنا عرضناها لمنْ في نفسهِ رجسُ |
وغربةُ قلبِنا تجري ولا تجدُ النّدى في صبحِها يندو |
فكيفَ غصونُنا تُروى نداوةَ غيمِنا وقلوبُنا تجفو |
ونسعى في بطاحِ الأرضِ نكبو ثم نكبو ثم نكبو.. |
ليسَ فينا مَن لنا يصفو |
فمنْ يُنجي جوانحَنا من الكبواتِ والأخلاقُ تعترُّ |
وكلُّ عذوبةٍ في الكونِ تلقفُها أيادٍ لونُها قرُّ |
وتخطفُ من جسورِ الودِّ أعمدةَ الصفا الإنسي |
سأعدو معْ زماني في رُبى اللهِ |
بأجنحَةٍ تحطُّ على غصونٍ غضَةِ اللمسِ |
***** |
سأذهبُ أجمعُ النجماتِ قبلَ غروبها عندي |
وأعلنُ موتةَ الغضبانِ في وِردي |
أعرّيها على مرأى من الإنسانِ توقاً للسماحةِ في عُرى الودِّ |
أعودُ لمنْ يعيدُ الروحَ للأجسادِ في الغيبِ |
حدودُ الوقتِ تمنعُني من الطيرانِ في الدنيا |
فمنْ يأتي بفلكِ الصفحِ ينجيني |
وأملأُ من بحارِ الصبرِ خلانا |
شغافُ القلبِ أرويها بأورادي |
سأرمي كلَّ ذاكرتي، فلا نِدٌّ ولا عادي |
سأنزلُ من مراكبكم إذا شُحنتْ من الغضبِ |
هواني في بحورِ البعدِ ينسيني |
إذا سُقيتْ مطاياكم بأحقادِ |
وهذي نفسيَ الحرّى سأنزُعها من الماضي |
أرى ريحاً ومركبةً تبلّغُني لميلادي |