وَسيعَ صَدري اِنقَضَت في ضيقِهِ حيلي | |
|
| وَصَولَةَ الهَمِّ أَفضَت بي إِلى العِلَلِ |
|
وَكادَ صَبري يَهي لَولا بِهِ بَقيتُ | |
|
| بِقِيَّةٍ مِن بَقايا الحَزمِ لَم تَزَلِ |
|
ما كُنتُ أَحسَبُ إِنَّ الدَهرَ يَبخَسُني | |
|
| شَيئاً وَيَنسَخُ مِن آياتِهِ عَمَلي |
|
وَيَستَمِرُّ عَلى حالٍ توصِلُني | |
|
| بِسُلَّمِ النَحسِ مَرفوعاً إِلى زُحَلِ |
|
وَكانَ مِن قَبلُ أَن أُبدي ساءَتهُ | |
|
| حيناً فَحيناً يُواسيني وَيُحسِنُ لي |
|
فَكانَ لِلنَفسِ أَوقاتَ تَعَلُّلِها | |
|
| فيها الأَماني بَينَ اليأسَ وَالمَلَلِ |
|
وَحَبَّذا حالَةٌ كانَت مُعَزِّيَةً | |
|
| لَولا تَحَوُّلِها بِالبُؤسِ وَالعَطَلِ |
|
جُزيتَ يا دَهرُ لَم تَجمِل مُعامَلَتي | |
|
| أَينَ الوَفاءَ وَأَينَ الكَيلَ بِالكَيلِ |
|
هَل ذا جَزاءُ اِمرِئٍ كانَت سَجينُهُ | |
|
| حُبُّ التَعاوُنِ في خَصبٍ وَفي مَحلِ |
|
لَم يَدَّخِر قَط ديناراً إِلى عَوزِ | |
|
| وَلَم يُضنِ بِإِسعافٍ لَدى سُؤلِ |
|
وَكَم أَعانَ أُناساً في مَضايِقِها | |
|
| بِالمَالِ وَالجاهِ في عُسرٍ وَفي زَلَلِ |
|
وَكَم حُقوقٌ بِمَسعاهُ لَقَد حَفِظَت | |
|
| وَأَنفُسٌ وَقِيَت مِن فِتنَةٍ جَلَلِ |
|
مَولايَ يَعلَمُ وَالإِخوانَ إِن عَدَلوا | |
|
| قالوا بِذَلِكَ وَالأَعمالَ تَشهَدُ لي |
|
لَكِنَّني لَم أَِد واحَسرَتاهُ عَلى فِعلي | |
|
| مِنَ الدَهرِ إِلّا خَيبَةِ الأَمَلِ |
|
قالوا جَنَحَت وَلا وَاللَهُ ما صَدَقوا | |
|
| إِلّا إِلى الحَقِّ لا لِلأَثَمِ وَالزَلَلِ |
|
وَكَيفَ تَقبَلُ الحُرَّ مَنقَصَةً | |
|
| يَسومُ بِالسوءِ جانيها وَلَم يَقُلِ |
|
أَم كَيفَ يَسعى إِلى ما فيهِ نَكبَتُهُ | |
|
| مَن لَم يَكُن في غِنى عَن نَهلَةِ الوَشَلِ |
|
لَكِن ذا الجَهلِ طَبعاً لا يَظُنُّ سِوى | |
|
| أَنَّ المَلا مِثلُهُ في طَبعِهِ السَفَلِ |
|
وَمَن يَوقلُ إِلى الغَيلانِ أَعيُنَكُم | |
|
| حُمرٌ عَل رَأيٍ ما قالوهُ في المَثَلِ |
|
وَمُذ فُصِّلَت وَأُغمِضَتِ الجُفونُ عَلى | |
|
| قَذى الضِرارِ بِلا شَكوى وَلا جَدَلِ |
|
عَجِلَت أَبدالَ ما أُعطِيَتِ وا أَسفا | |
|
| مِنَ المَعاشِ فَكانَ الوَيلُ في البَدَلِ |
|
وَضاقَ حالي فَحَوَّلتُ الأُمورَ إِلى | |
|
| فَنِّ الدِفاعِ مَعانِ مُنتَهى الخَجَلِ |
|
فَأَمني كُلَّ مُضطَّرٍ قَضَيتَهُ | |
|
| تَحتاجُ صَرفاً وَبَعدَ النَهوِ يَنقُدُ لي |
|
فَقُمتُ ما اِستَطَعتَ حَتّى العَجزُ أَقعَدَني | |
|
| وَكانَ خَفا حَنينُ أُجرَةِ العَمَلِ |
|
ثُمَّ اِتَّخَذتَ القُرى كَيلاَ أَرى أَبَداً | |
|
| راضٍ بِما كانَ مِن عَلِ وَمِن نَهلِ |
|
مُعَلِّلُ النَفسَ مِن يَأسٍ وَموجِدَةً | |
|
| بِقَولٍ مَن قالَ إِنَّ العِزَّ في النَقلِ |
|
هُناكَ قالوا اِغتَنى وَالكَسبُ أَفعَمَهُ | |
|
| وَحَسبُهُ الطَينَ وَالأَشغالَ مِن سُبُلِ |
|
نِعمَ غَنيتَ وَلَكِن عَكسَ ما زَعَموا | |
|
| بِعِزَّةِ النَفسِ لا بِالطينِ وَالشُغلِ |
|
أَما الشِراءُ فَما عِندي لَهُ أَثَرٌ | |
|
| وَلَيتَني عَن عَناءِ الدينِ كُنتُ خَلي |
|
وَأَينَ لي بِالغِنى مِن غَيرِ ما سِعَةٌ | |
|
| وَعيشَةِ الطينِ لا تَخفى عَلى رِجلِ |
|
لَكِنَّهُم رَجَموا يا لَيتَهُم رَجَموا | |
|
| لَمّا رَأَوني عَلى حالي وَلَم أَحُلِ |
|
وَما دَروا أَنَّهُ دونَ القِوى جَلَدُ | |
|
| لِلشامِتينَ وَإِنَّ السُمَّ في العَسَلِ |
|
لَكِن مِن يَدِهِ في الماءِ لَيسَ كَمَن | |
|
| يَداهُ في النارِ فَرقُ الإِثنَينِ جَلي |
|
وَيَعلَمُ اللَهُ أَنّي ما اِدَّخَرتُ سِوى | |
|
| شُكري إِلَيهِ وَنِعمَ الحَظِّ مِن قَبلي |
|
فَهوَ الرَجاءُ إِذا ما كُنتُ مُرتَجِياً | |
|
| وَهوَ المُؤَمِّلُ في حُلى وَمُرتَحَلي |
|
فَإِن أُقابِلُ بِالحُسنى وَأَنصَفَني | |
|
| ذا الدَهرِ نِلتُ المُنى قَبلَ اِنقَضا أَجَلي |
|
أَو لا فَحَسبي بِها وَاللَهُ مَكرَمَةَ | |
|
| حُسنِ الخِتامِ وَهَذا مُنتَهي جَذَلي |
|