الدَهرُ أَصبَحَ مُشرِقاً بِتَجَلّيهِ | |
|
| وَأَرى المَعالي بِالبَهاءِ تَجَلَّت |
|
وَمَظاهِرُ الإيناسِ يَسطَعُ نورُها | |
|
| وَاليَمَنُ قارَنَها بِأَبهى بَهجَة |
|
حَيثُ الأَماني بِالتَهاني آذَنَت | |
|
| وَأَتى البَشيرُ يَجُرُّ ذَيلَ العِزَّة |
|
وَرَنا إِلى العُليا وَرَطِبَ سَمعُنا | |
|
| بِبِشارَةٍ جاءَت بِأَطرَبِ رَنَّة |
|
وَلَوِ اِستَطَعتَ حَشَوتَ فاهُ جَواهِراً | |
|
| وَلَو أَنَّ روحي في يَدي ما عَزَّت |
|
قالَ اِحمَدوا وَالحَمدُ أَوَّلَ واجِبٍ | |
|
| وَالشُكرُ مَفروضٌ إِزّاءَ النِعمَة |
|
فَالحَقُّ يَقدِرُ قَدرَ أَربابِ النُهى | |
|
| وَيُمَيِّزُ الحُسنى وَيَجزي بِالَّتي |
|
هَذاكَ خَيري أَحمَدَ المَشكورَ مِن | |
|
| رِفعَتٍ لَهُ في المَجدِ أَرفَعُ رايَة |
|
عِلمُ الفَضائِلِ نُخبَةِ العَصرِ الَّذي | |
|
| عَصرُ الزَمانِ بِقُوَّةٍ وَبِمِرَّة |
|
لَمّا رَأَوهُ يَحوزُ أَكرَمَ شيمَةٍ | |
|
| وَمَقامُهُ أَحرى بِكُلِّ كَرامَة |
|
قَد جَلوهُ بِرُتبَةِ الباشا الَّتي | |
|
| هِيَ في الحَقيقَةِ كَم إِلَيهِ تَمَنَّت |
|
لِتَفوزَ مِنهُ بِعِزَّةٍ لَم تَلفِها | |
|
| وَتَذوقُ طَعمَ إِمارَةٍ وَنَزاهَة |
|
وَأَضاءَ كَونَ مَهابَةٍ هُوَ بَدرُها | |
|
| حَفَّت بِهِ العَلياءُ حَفَّ الهالَة |
|
دَع عَنكَ لَومي عاذِلي في حُبِّهِ | |
|
| فَاللَومُ إِغراءٌ وَأُذني صَمت |
|
فَهوَ الهُمامُ وَمَن هُمامُ مِثلُهُ | |
|
| جَمَعَ الشَهامَةَ في لَطيفِ الرِقَّة |
|
وَهوَ الزَكي وَلا زَكي نَظيرُهُ | |
|
| في حُسنِ رَأيٍ أَو تَوَقُّدِ فِكرَة |
|
وَهوَ العَظيمُ وَلا جِدالَ صَنيعُهُ | |
|
| وَجَميلُ صُنعِ المَرءِ أَجمَلُ صِبغَة |
|
وَهوَ الَّذي أَدّى الأَمانَةَ حَقَّها | |
|
| في يَومٍ لا بِرَجي اِمرُؤٌ لِأَمانَةِ |
|
ها أَنتَ قُل لي قَولَ أَوَّلَ ناقِدٍ | |
|
| وَاِصدَع بِهِ حَقّاً وَلا تَتَعَنَّت |
|
مَن ذا يُضاهي أَحمَداً في فَضلِهِ | |
|
| أَو فِعلِهِ المُجتازُ عَلى كُلِّ مُروءَة |
|
قُلِ الوَفاءَ بَلى أُبيدَت أَهلُهُ | |
|
| فَسِواهُ عِزٌّ وَحَقُّ رَبِّ العِزَّة |
|
وَسِواهُ لا تَلقى فَتى مُتَواضِعاً | |
|
| بَينَ الأَكابِرِ في عَلِيِّ مِنَصَّة |
|
حُلوُ الحَديثِ وَأَنَّها لِحَلاوَةٍ | |
|
| لِمَرائِرٍ شَقَّت وَلَم تَكُ شَقَّت |
|
وَزَكى نَفسُ حافِظٍ لِمَقامِهِ | |
|
| في الدينِ وَالدُنيا باقَومِ خُطَّة |
|
يَخفى وَيَعرِفُ ما يُسيء كَراهَةِ | |
|
| مِن أَن نَشُمَّ لَهُ رَوائِحَ جَفوَة |
|
وَيَجودُ بِالإِحسانِ أَنّى يَرتَجي | |
|
| وَالوَجهُ يَقطُرُ مِنهُ ماءَ بَشاشَة |
|
وَالصَدرُ رَحبُ وَالوُعودُ نَجيزَةٌ | |
|
| شيمَ الكِرامِ وَكَيفَ أَحمَدُ شيمَة |
|
لَكِنَّهُ في الجِدِّ لا يَضَعُ النَدى | |
|
| في مَوضِعِ السَيفِ اِتَّقاءَ الفِتنَة |
|
وَيُقَدِّرُ الأَشياءَ عَلى مِقدارِها | |
|
| وَيُعِدُّ لِلإِقناعِ أَكبَرَ حَجَّة |
|
ماذا أَقولُ وَقَد تَكامَلَ فَضلُهُ | |
|
| وَالقَدرُ أَرقى أَن أَفيهِ بِمَدحَة |
|
فَلتُسعِدَنَّ الرُتبَةَ العَليا بِهِ | |
|
| وَلتُشكُرَ العَبّاسَ رَبَّ الهِمَّة |
|