هاتِ اِسقِني مِن رائِقِ الصَهباءِ | |
|
| وَاِنهَب فَدَوَيتُكَ غَفلَةَ الرَقباءِ |
|
وَاِمزُج خُلاصَتَها بِمَحلولِ الهَنا | |
|
| وَاِجعَل رَحيقَ الأُنسِ لِلنَدماءِ |
|
وَاِقلَع أَزارَكَ يا نَديمَ وَغَنِّني | |
|
| وَاِخلَع عِذارَكَ في مَدى الأَهواءِ |
|
فَالحَظُّ قامَ مَعَ المَسَرَّةِ راقِصاً | |
|
| وَالصَفوُ دارَ لِخِدمَةِ الجُلَساءِ |
|
في صالَةٍ ظَهَرَت بِأَحسَنِ رَونَقِ | |
|
| وَتَجَمَّلَت أَرجاؤُها بِمَراءِ |
|
ما بَينَ غاداتٍ يَتَّهِنُ تَدَلُّلاً | |
|
| بِمَلاحَةٍ تَسبي وَحُسنَ رِواءِ |
|
مِن كُلِّ خَودٌ بِالجَمالِ تَبَرَّجَت | |
|
| وَبِظَرفِها اِستَغنَت عَنِ الأَزياءِ |
|
الوَجهُ نافَسَ زَهرَةً في ضَوئِها | |
|
| وَالصَدرُ ناهِدُ كَوكَبُ الجَوزاءِ |
|
وَالرَدفُ دارَ بِجُرمِهِ في مُحورِ | |
|
| خَطُّ اِستِواهُ يَمُرُّ بِالأَحشاءِ |
|
وَالشُهبُ مِن تِلكَ اللِحاظِ تَتابَعَت | |
|
| يا وَيحَ مَن رَجَمتَهُ بِالإيماءِ |
|
وَالشِعرُ في أَنواعِهِ ما بَينَ مَع | |
|
| قوصٍ وَمَرسولِ حِذاءِ حِذاءِ |
|
مِسكٌ تَمَسَّكَ بَعضُهُ في بَعضِهِ | |
|
| وَالبَعضُ سالَ فَفاحَ في الأَرجاءِ |
|
وَالمِشطُ فيهِ مَغرِزٌ كَأَنامِلٍ | |
|
| بِخَواتِمٍ مِن لُؤلُؤِ لَألَآءِ |
|
فَكَأَنَّ نادَينا وَهُن رَواقِصٌ | |
|
| وَجَوالِسٌ بِتَجَلَّةٍ وَسَناءِ |
|
كَونَ وَهنِ كَواكِبَ سَيّارَةٍ | |
|
| وَثَوابِتٌ تَزهو بِكُلِّ ضِياءِ |
|
وَكَأَنَّما البوفيه مَرصوفاً بِهِ | |
|
| ما يَشتهي وَتَلَذُّ عَينُ الرائي |
|
وَالكاعِباتِ بِهِ غُدُوّاً روحاً | |
|
| وَالغيدُ تَرفُلُ في حُلى وَنَهاءِ |
|
جَناتِ عَدنٍ لِلنَعيمِ تَهَيَّأَت | |
|
| بِالحورِ وَالوِلدانِ وَالنُعماءِ |
|
لَكِنَّني وَالشَيبُ صالٍ بِمَفرَقي | |
|
| وَالدَهرُ مالَ بِصَبوَتي وَصَبائي |
|
أَصبَحتُ عَن هَذي المَحاسِنُ نائِياً | |
|
| لاحِظ لي في ظُبى أَو هَيفاءِ |
|
وَلَقَد نَبَذتُ اللَهوَ لا أَرجو سِوى | |
|
| في أَحمَدَ خَيري وَنِعمَ رَجائي |
|
هُوَ ذَلِكَ الشَهمُ الَّذي ما فاتَني | |
|
| دونَ المَلا في الثَورَةِ الشَنعاءِ |
|
لَم تَثنِهِ الصِدقُ الَّذي أَعطى الصَدا | |
|
| قَةَ حَقَّها في شِدَّةٍ وَرَخاءِ |
|
فَبِطولِهِ وَبِفَضلِهِ لا غَروَ أَن | |
|
| وَحَّدَت فيهِ مَوَدَّتي وَإِخائي |
|
أَمّا المَحامِدُ وَالمَآثِرُ وَالحَجى | |
|
| حَدِّث بِلا حَرَجٍ وَلا اِستِثناءِ |
|
هَذي المَحاكِمُ يا لَهُم مِن ذِكرَةٍ | |
|
| فيها بِحُسنِ رَوِيِّهِ وَقَضاءِ |
|
فَبِدِقَّةِ التَحقيقِ أَصبَحَ مُرشِداً | |
|
| لِلطالِبينَ وَقُدوَةَ الزُمَلاءِ |
|
وَإِلَيكَ بِنُها كَم جُنَّت مِن غَرسِهِ | |
|
| إِثمارَ خَيرٍ في مُنى وَصَفاءِ |
|
وَكَفاهُ ما أَجرى بِأَعلى هِمَّةٍ | |
|
| لِمَدينَةِ المَنِيّا مِنَ الأَعلاءِ |
|
فَلَكُم طَريقٌ قَد عَنى بِسُلوكِها | |
|
| فيها وَأَوصَلَها لِكُلِّ فَناءِ |
|
وَجَميلٌ مُنَزَّهٌ تَوَلّى نُظمُهُ | |
|
| حَتّى غَدا كَالرَوَةِ الفَيحاءِ |
|
وَالأَمنُ هَذا لا سَبيلَ لِوَصفِهِ | |
|
| فَالأَسَدُ وَالأَنعامُ في الأَفناءِ |
|
هَذي مَآثِرٌ لَم تَنَلها قَبلَهُ | |
|
| بِاِبنِ الخَطيبِ وَجُلَّةَ الخُلَفاءِ |
|
حَتّى الحُكومَةُ شُكرُهُ قَد أَعلَنَت | |
|
| وَتَرَنَّمَت بِفِعالِهِ الحَسناءِ |
|
وَتَأَمَّلتُ مِنهُ البُحَيرَةً أَن تَكو | |
|
| نَ كَهَذِهِ في الأَمنِ وَالأَثراءِ |
|
وَلَسَوفَ يَحلو بِها لِذَوي الصَدى | |
|
| وَتَروقُ في صَرفٍ وَفي أَرواءِ |
|
فَتَرى بِأَحسَنَ حالَةٍ لَم تُؤتِها | |
|
| وَتَعُد أَوَّلَ رَبوَةٍ خَضراءِ |
|
زَهراءُ لِلزِراعِ تَعجَبُ لا تَرى | |
|
| مَن تَأَلَّفَ فيها وَلا جَدباءِ |
|
فَالِلَهِ عودُهُ الجَميلُ وَخَصَّهُ | |
|
| بِصَنيعَةِ التَوفيقِ دونَ رِياءِ |
|
وَأَعانَهُ في كُلِّ مَشروعٍ لَهُ | |
|
| وَأَعاذَهُ مِن خُلَّةِ الأَعياءِ |
|
مَتَّعتُ أَحمَدَ بِالرَفاهَةِ وَالهَنا | |
|
| وَبَلَغتُ أَعظَمَ رُتبَةٍ عَلياءِ |
|
وَبَقيتُ في الدُنيا بِأَكمَلِ صِحَّةٍ | |
|
| وَبِزينَةِ الأَموالِ وَالأَبناءِ |
|
ما سارَ نَجمٌ بِالسُعودِ وَما بَدا | |
|
| نَجمٌ بِرَوضَةِ بِهجَةِ غِناءِ |
|
رَمَضانُ هَذا قَد أَتاكَ مُبارَكاً | |
|
| وَمُبارِكاً لِسَعادَةٍ وَبَقاءِ |
|
مُثُنِّ عَلانِيَةً بِما قَدَّمَتهُ | |
|
| قَبلاً لَهُ مِن مِنَّةٍ بَيضاءِ |
|
مُتَوَسِّلاً يَبغي الرِضا مُتَوَسِّماً | |
|
| فيكَ الوَفا لِجَماعَةِ الفُقَراءِ |
|
أَنعِم عَلَيهِ بِما بِهِ عَودَتُهُ | |
|
| لِيَعودَ شاكِرَ نِعمَةِ الإيفاءِ |
|
أَو ما سَمِعتُ ذا الَّذي قيلَ في | |
|
| هَذي البِقاعُ وَسائِرُ الأَنحاءِ |
|
قالوا أَتى يَختالُ في تاريخِهِ | |
|
| شَهرُ الصِيامِ لِأَحمَدَ بِثَناءِ |
|
وَكَفى بِها مِن ذِكرَةٍ وَإِشارَةِ | |
|
| يا أَحمَدَ الأَفعالِ وَالأَسماءِ |
|
هَذا ثَنا عَبدُ اللَطيفِ يَبُثُّهُ | |
|
| بِالحَمدِ مَشفوعاً وَحُسنُ دُعاءِ |
|
وافاكَ يَرفُلُ في ثِيابِ صَداقَةٍ | |
|
| قَد زَرَرَت بِجَواهِرٍ لِصَفاءِ |
|
فَعَساهُ يَحظى بِالقُبولِ تَسامُحاً | |
|
| وَيَفوزُ مِنكَ بِنِعمَةِ الإِصغاءِ |
|