عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > الذكرى

سورية

مشاهدة
2030

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الذكرى

لهيب من الذكرى وحقّك لا يخبو
متى يتلاقى بعد نأيهم الصحب
أحبّه قلبي إن بعدتم فما نأى
عن القلب لا الذكر الملحّ ولا الحبّ
على طيفكم أغمضت عيني والتقى
صيانا له في مقلتي الهدب والهدب
جلوت القذى عنها وفاء لطيفكم
فأحلامها نعمى ومدمعها عذب
نزلتم من الذكرى بقلبي منزلا
يرفّ عليه النّور والظلّ والخصب
أراكم على بعد المزار فياله
حنينا تلاقى عنده البعد والقرب
ويدنيكم منه خيال مجنّح
هراقت عليه نورها الأنجم والشهب
خيال يجوز الدّهر والكون والمنى
و يطوي الغيوب النائيات ولا يكبو
فيا بعدها من غاية لم ترح بها
مطيّ ولا حطّ الرّحال بها ركب
ولله ما أوفى الخيال فبيننا
و بينكم منه الرّسائل والكتب
يلمّ فيلقاكم ويشكو اليكم
من البعد ما نشكو ويصبو كما نصبو
ونظمأ لولا نهلة من رحيقه
أديرت فلا الساقي أفاق ولا الشرب
سلاف من الذكرى أديرت كؤوسها
فما شرب الندمان لكنّهم عبّوا
نعيتم فلم يخلص إلى القلب نعيكم
و لم تتقبّله البصيرة واللّبّ
إذا مرّ وجه عابر رحت أجتلي
أساريره بشر عليهنّ أم رعب
لعلّ الذي ينعاكم كان كاذبا
فيا نعمة قد كان يحملها الكذب
يجسّ الطبيب النّبض حيران ذاهلا
و هيهات لا يغني الطبيب ولا الطبّ
ويرجو على اليأس المرير وإنّه
خداع الأماني والتعلّة والحبّ
وللأهل أبصار روان تعلّقت
بعينيه إيجاب هنالك أم سلب
وصمت مرير دون ما فيه من أسى
بكاء الثكالى والتفجّع والندب
فوارحمتا للنّاهلات من الصّبي
ألم يتهيّب من براءتها الخطب
غرائر من نعمى الدلال تلفّتت
فأعوزها عطف الأبوّة والحدب
فيا للصّبي الهاني شجاني أنّه
حزين ومن طبع الصبي اللهو اللّعب
فيا ربّ لا راع الطفولة رائع
و يا ربّ لا ألوى بنعمائها كرب
ويا ربّ للأطيار والفجر والندى
إذا شئت لا للعاصف الغصن الرطب
إذا نهلّ غرب من صغير جرى له
من الملإ الأعلى على صفوة غرب
إذا عبرات الطفل مرّت بمجدب
من النفس روّته ففارقه الجدب
دموع كعفو الله لو مرّ بردها
على الرّملة الحرّى لنضّرها العشب
ويا ربّ مر تصبح نسيما معطّرا
على كلّ محزون زعازعها النكب
ويا ربّ عندي من كنوزك حفنة
من الحبّ أذريها ولكنّها تربو
تمنّيت لو فاضت حنانا ورحمة
من الظالمين الخنزوانة والعجب
فلا يعوز الإنسان حبّ ونعمة
و لا يعوز الطّير الجداول والحبّ
أرى الفرد لا يبقى وإن طال حكمه
و يبقى بقاء الحقّ والزمن الشعب
وأشهد أنّ الظلم يردي فلو طغى
على السفح هضب شامخ زلزل الهضب
شكت جبروت الكثب حبّات رملها
إلى الله فانهارت مع العاصف الكثب
***
أبا أحمد هل يرفع الستر مرّة
عن الملأ الأعلى وتنكشف الحجب
وفزنا من النور المصون بلمحة
تقرّ بها عين ويندى بها قلب
وكشّف للأخرى صفاء مغيّب
حبيب إلى قلبي ولكنّه صعب
ولحت لنا في عالم الحقّ بدعة
من النّور يخبو كلّ حسن ولا تخبو
فرحنا نحيّي من نحبّ تحيةّ
تنازعها الشوق المبرّح والعتب
أتنأى فهلاّ وقفة يشتفي بها
خليل ويقضي حقّ لوعته صبّ
أتنأى وما ودّعت أهلا ولا حمى
فأين الحنان السمح والخلق الرّحب
***
أبا أحمد هذي المواكب أقبلت
يضيق بها شرق المنازل والغرب
رأت بشرك المرموق في وجه أحمد
فللعين من نعمى طلاقته شرب
أبا أحمد في ذمّة الله صارم
من الحقّ لا يشكو الضراب ولا ينبو
يمان محلّى فهو في السلم زينة
و تكشف عنف الموت في حدّة الحرب
سقى الله بالذكرى على غير حاجة
و لا حاد عن أطيابها الغدق السكب
عهودا لنا كالنور أمّا نعيمها
فسمح لمن يهوى مفاتنه نهب
لبسن الصبى بردا فلا خزّ فارس
يدلّ ولا الديباج والوشي والعصب
عهود نجيبات الأصائل والضحى
و إن قلّ في الإنسان والزّمن النجب
ولله ما أحلى مرابع لهونا
ينادم تربا في خمائلها ترب
ينيخ ذوو الحاجات فيها رحالهم
و تصهل في أفيائها الضمّر القبّ
أحنّ إذا فارقتني بعض ساعة
و تحمد في الحبّ اللّجاجة لا الغبّ
شببنا على محض الوفاء وصفوه
كذلك آبائي وآباؤكم شبّوا
ويجمعنا نجر قريب سمت به
لغسّان أقيال غطارفة نجب
وحب رمته في اللّهيب لصهره
صروف الليالي والقطيعة والذنب
وكأس تساقينا ثلاثين حجّة
عذوبتها طبع وتقطيبها كسب
أشمّ عبيرا من ترابك عاطرا
أمنك استعار العطر والنضرة الترب
فحيّت ثراك المزن كفّك لا الحيا
و جادته بالسّقيا يمينك لا السحب
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الثلاثاء 2007/02/13 06:57:58 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com