بِكُلِّ الوَرى أَمرُ المَنونِ فَنافذُ | |
|
| وَفيها المَنايا بِالسّهامِ تُراشقُ |
|
وَكُلُّ مَليكٍ سَوفَ يَرحَلُ ظاعِناً | |
|
| وَلابدّ يَوماً لِلحياةِ يفارقُ |
|
وَكُلُّ دِيارٍ سَوفَ تَعفو رُسومُها | |
|
| وَفيها غُرابُ البَيْنِ بِالبَيْنِ ناعِقُ |
|
فَتَبَّت يَدا دَهرٍ أَصابَ بِسَهمِهِ | |
|
| لِبَدرٍ بِهِ كانَت تُضيءُ المَشارقُ |
|
عَلىالسّجايا اِبن المكارِمِ وَالنّدى | |
|
| همامٌ بِهِ ذَلَّت أُنوفٌ شَواهِقُ |
|
هِلالُ العُلى قَد غابَ مُذ لاحَ شارقاً | |
|
| لِهَذا أُرى بِالدمعِ أَنّيَ شارقُ |
|
قَد اِسوَدّت الأَكوانُ عِندَ فراقِهِ | |
|
| كَما أَنَّهُ اِبيَضَّت لَدَيهِ المَفارِقُ |
|
قِفا نبكِهِ عاماً وَعاماً نَنوحُهُ | |
|
| وَتَندبُه مِنّا قلوبٌ خَوافِقُ |
|
وَعُوجَا عَلى قَبرٍ لَقَد ضَمَّ جِسمَه | |
|
| يفوحُ به طِيبٌ لمن هو ناشِقُ |
|
فَيا أَيّها الدّهرُ الّذي كانَ عَبدَهُ | |
|
| لَقَد خُنْتَ مَولىً مِنهُ تَخشى الخَلايقُ |
|
مَددتَ لَهُ أَيدي المَنِيّةِ غادِراً | |
|
| وَأَنتَ لَه صافي المَودّةِ رايقُ |
|
وَنِلتَ مُراداً لَم تَنلهُ أوايلٌ | |
|
| وَلَيسَ لَهُ يَوماً تَطولُ اللَّواحِقُ |
|
فَقُبحاً لَهُ دَهراً مبدِّدَ شَملِنا | |
|
| وَمِنْ بَينِنا عِقدَ الكَمالاتِ سارقُ |
|
فَيا أَيُّها المَولى الَّذي جَدَّ سايراً | |
|
| إِلى جَنَّةٍ لِلحُورِ فيها يُعانقُ |
|
دُعيتَ إِلى أَمرٍ فَلَبَّيْتَ عاجِلاً | |
|
| مُجيباً وَقَد شَدّت لَدَيك السوابقُ |
|
وَعَجّلتَ فينا بِالتَفرُّقِ مُسرعاً | |
|
| وَقَد كانَ مِنّا قَد يعزّ التفارُقُ |
|
عَلَيكَ رِضاءُ اللَّهِ ما ناحَ طائرٌ | |
|
| وما طَلعَت شَمسٌ وَما اِسوَدَّ غاسِقُ |
|