عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > المفتي فتح الله > هَوى كَوكَبٌ مِن أَنجُمِ العلم نَيّرُ

لبنان

مشاهدة
657

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هَوى كَوكَبٌ مِن أَنجُمِ العلم نَيّرُ

هَوى كَوكَبٌ مِن أَنجُمِ العلم نَيّرُ
فَلا غَرْوَ أَنّ الجهلَ يَبدو ويظهرُ
هَوى الفلَكُ الأّعلى لِتَكسِفَ شَمسُه
فَيا لَيتَها دامَت وَلا تَتَغيَّرُ
فَيا لَهفَ قَلبي لَيسَ كَالمَوتِ فاجِعٌ
وَلَيسَ سِواهُ النّاسُ تَخشى وَتحذَرُ
وَلَيسَ بِغَيرِ المَوتِ لِلنّاسِ قاهِرٌ
وَلَم يَكُ غَيرُ اللَّهِ لِلمَوتِ يَقهَرُ
فَمَوتُ أُهَيْلِ العِلمِ أَعلى مُصيبَةٍ
نَعَم مَوتُ خَيرِ الخَلقِ أَعلى وَأَكبرُ
وَلَو أَنَّ في الدّنيا خُلوداً لِعالِمٍ
لَمَا الرُّسْلُ قَد كانَت تَموتُ وتُقبَرُ
وفي فَقدِ نورِ الدّينِ في الدينِ ثلمَةٌ
وَلَيستْ تُسَدُّ الدَّهرَ صاحِ وتُجبَرُ
ولا بِدْعَ أن قد كان نوراً فإنّه
هو الشمعةُ الغَرّا تُضيء وتُزهِرُ
هو العالِمُ النِّحرير والفاضل الذي
بِتَحقيقِهِ كلّ العلومِ يحرَّرُ
هو الجهبَذُ المِفْضال ذو الفِطنة التي
تكاد بلا فِكرٍ تضيء وتُنْوِرُ
عَليُّ السّجايا والخليقةِ والذُّرى
وَمَنْ بِلِسانِ الصّدقِ مِنْ بعدُ يُذْكَرُ
هوَ البحرُ بَحرُ العلمِ وَالحِلمِ وَالنّدى
هوَ البَرُّ ذو التّقوى النقيُّ المُطْهَرُ
ذَكيٌّ نضيجُ الرأيِ وهوَ إياسُه
فما حِذقُه المشهور في الناس يُنكَرُ
تَصدَّر للتدريسِ مِن زمنِ الصِّبا
وكان له أهلاً ونِعمَ التصدُّرُ
فَفي أيِّ علمٍ قام يقرأ درسَهُ
تخال لسانَ العلم يُثني ويشكرُ
يؤمُّ بأهل الفضل حيث مؤذِّنٌ
يَقولُ بِأعلى صوتِهِ اللّه أكبرُ
فإنْ كان مثلَ الدّرِّ تقدير غيرِه
فَتَقديرُه درٌّ ثمينٌ وجوهَرُ
وَمِن حينِ أودى ذَلِك البدرُ غارِباً
فَلا بَدرَ قَد يَبدو وَلا لَيلَ يبدُرُ
فَمَنْ لِعُلومِ الدّين مِن بَعدِ نورِهِ
ومَنْ لِكِتابِ اللّهِ بَعدُ يفسِّرُ
وَمَنْ لأَحاديثِ النبيِّ مُبيِّنٌ
وَمَنْ لأصولِ الفِقهِ بعدُ يقرِّرُ
وَمَنْ ذا لِعِلْمِ النَّحوِ يُبدي نُكاته
وَمَنْ ذا لأَسرارِ البلاغةِ يُظْهِرُ
وَمَن ذا لِتَأليفِ المَعارِفِ بَعده
وَمَن ذا لِتَصنيفِ العلومِ يصدَّرُ
وَمَن ذا الّذي للشّعر يودعُ حكمَةً
ويسلبُ لبّاً بالبيان ويسحَرُ
فَمَن كانَ ذا كَتمٍ لِحُسنِ صِفاتِهِ
فَإِنّي بِها ممّن يَبوحُ وَيجهرُ
فَفي مِثله الأَمثالُ تُضرَبُ في الورى
وَفي مِثلِهِ العَلياءُ تَسمو وَتفخَرُ
يَعزُّ عَلَينا أَن نَراهُ بِمَيِّتٍ
وَأنّا نَرى قَبراً لَهُ فيهِ يُقبَرُ
فَيا مَوتُ إِن أَطفأتَ شَمعةَ جِلَّقٍ
فَإِنَّ لَها نوراً إِلى الحَشرِ يظهرُ
وَما ماتَ مَنْ في النّاسِ خَلَّف فَضلَهُ
وَما ماتَ مَنْ في النّاسِ بِالمَدحِ يُذكَرُ
سَأَبكيهِ ما قَد دمتُ حيّاً بأدمُعٍ
تَسيلُ بِها كَالوابِل الهَطل أَنهرُ
وَأَنظِم في تَمداحِهِ كلَّ درّةٍ
تخلّد في الدّنيا إِلى يومَ يُحشَرُ
وَلَو أَنّه يُفدى لَكُنتُ فَدَيتُهُ
بِروحي وَما أَقوى عَليهِ وَأَقدرُ
وَلَكِنَّ ربّ الخَلقِ بِالمَوتِ قَد قَضى
وإنّ فناءَ الخَلْقِ أمرٌ مسَطَّرُ
فَطوبى لَه لَمّا دَعاهُ إِلهُهُ
إِلى جَنّةِ الفِردَوسِ بِالحُورِ تَعمرُ
فَسارَ مُجيباً يَحمَدُ السَّيرَ والسُّرى
وَبِالجودِ وَالرِّضوانِ فيها يبشَّرُ
ومن نفحةِ الفردوس عند دخوله
يفوز بها أرِّخ بطيبٍ ويظفر
عَلى قَبرِهِ المَعمورِ مِن غَيثِ رَحمةٍ
سَحابةَ رِضوانٍ تسُحُّ وتمطِرُ
مَدى دَهرِهِ ما دَامَتِ الأرضُ والسّما
وَما قَد هَوى نَجمٌ وَما الشّمسُ تُسفِرُ
وَما طابَ في التّمداحِ شعرُ خِتامِهِ
بِنَظمِ اِبنِ فَتحِ اللَّهِ مِسكٌ وعَنبرُ
المفتي فتح الله
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/05/25 06:26:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com