لِمَن يا ترى أَشكو بِمَدمَعيَ الهملِ | |
|
| وَما ليَ في لُبنانَ من مخلِصٍ خِلِّ |
|
لَقَد كانَ لي فَضلٌ عَلى كُلِّ صاحِبٍ | |
|
| فَأَنكر صحبي كلَّ ما كان من فَضلي |
|
أَأَشكو إِلى القانون غَدرَ مَعاشِري | |
|
| وَقد أَصبَحَ القانونُ يوطِأ بِالرِجلِ |
|
غداةَ طَلَبتُ النورَ أَنكَرَني الملا | |
|
| وَلَمّا اِدَّرعتُ الصِدقَ أَنكَرَني أَهلي |
|
تمرَّدَ فَردٌ من بِلاديَ مرَّةً | |
|
| وَصَوَّبَ نَحوي نبلَتين من العذلِ |
|
لِأَنّي لا أَمشي عَلى نَهجِ جاهِلٍ | |
|
| يَسيرُ شَموخَ الأَنفِ في ظُلمَةِ الجَهلِ |
|
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ يُقارِنُه الوَفا | |
|
| لما حكَّم الجَهلَ المُغرّر بِالعَقلِ |
|
وَلكِن تَعامى عَن هداهُ لِأَنَّهُ | |
|
| أُصيبَ من الدُنيا بمسٍّ من الخَبلِ |
|
رَأَيتُ فَتاةً أَمسِ يَربطني بِها | |
|
| غَرامٌ نَما في الصَدر مجتَمِع الشَملِ |
|
لَها في لماها العذبِ بَسمَةُ طاهِرٍ | |
|
| تُنيرُ دُجى الظَلماءِ من شِعرِها الجَثلِ |
|
فَقُلتُ لها إِنّي عَلى الوُدِّ قائِمٌ | |
|
| وَلكِن بُعادي سَوف يُخني عَلى الوَصلِ |
|
فَإِنّي سَأَنأى عَن بِلادي مُسافِراً | |
|
| فَلَستُ أَطيقُ الظُلمَ في البَلَدِ المحلِ |
|
رَأَيتُ هنا رَهطاً من الناسِ آثَروا | |
|
| يدَ الظُلمِ أَن تَعلو وَتفتك بِالعَدلِ |
|
رَأَيتَهُم وَالقَيدُ حَول رِقابِهِم | |
|
| وَأَيديهِم مَشدودَة الرَبطِ بِالغُلِّ |
|
يَقودُهم مِن سافِل الخَلقِ زُمرَة | |
|
| تُحاوِل نَفثَ السَمِّ فيهِم كَالصَلِّ |
|
تَبثُّ من الأَغراضِ فيهِم مبادئاً | |
|
| أَشدَّ بِجِسم الإِجتِماعِ من السلِّ |
|
تُريدُهُم عُمياً عَن النورِ وَالدُجى | |
|
| يُخَيّشمُ فَوقَ الحَقِّ سَدلاً عَلى سَدلِ |
|
وَتَهزَأُ بِالشَخصِ الَّذي لَم يُصخ لَها | |
|
| وَلكِن سَوادُ الهَدبِ أَبقى مِن الكَحلِ |
|
فَقالَت كُن الحَق المُحَرَّرَ في الوَرى | |
|
| وَدع حَشَراتِ الأَرضِ تَزحفُ في الوَحلِ |
|
فَما أَنتَ مِمَّن يُثبطُ الهَمُّ سَعيَهُ | |
|
| وَثابِر عَلى كَشفِ الظَلامِ بِلا مَطلِ |
|
وُجودُك في الدُنيا لِتَخدمَ مبدءاً | |
|
| فَلا تَبنِهِ إِن كُنتَ شَهماً عَلى الرَملِ |
|
وَأَملِ تَعاليمَ الحَياةِ عَلى المَلا | |
|
| فَإِنَّ يَدَ الأَجيالِ تَكتُبُ ما تَملي |
|
وَلا تَستَرقَّ النَفسَ من أَجل بَغيَةٍ | |
|
| وَدس حَشراتِ المُستَبِدّينَ بِالنَعلِ |
|
فَمَن يَستبح هضمَ الحُقوقِ لِغايَةٍ | |
|
| فَذلِكَ أَولى بِالحَقارَةِ وَالرَذلِ |
|
وَأَسد مَع الأَحرارِ أُغنيَّةَ العَلى | |
|
| فَما الحُرُّ إِلّا بُلبُلُ المَجدِ وَالنُبلِ |
|
وَما الحرُّ إِلّا ذلِكَ العامِلُ الَّذي | |
|
| تَمَشّى عَلى هامِ العبودَةِ وَالذُلِّ |
|
هو الحُرُّ رَمزُ الحَقِّ رَمزُ فَضيلَةٍ | |
|
| تَسيرُ مَع الأَجيالِ في الشَرَفِ المُعلي |
|
أَذابَ عَلى جَمرِ الحَياةِ دِماغَه | |
|
| وَصيَّرَه زيتاً ينّور في السبلِ |
|
تَقولُ ابنةُ الأَجيالِ وَهيض مطلَّةٌ | |
|
| من الهَيكَلِ الأَسمى عَلى عالَمِ النَسلِ |
|
تُرى مَن رَأى قَبلي الوجودَ مهدّماً | |
|
| وَمن ذا رَأى الأَحرارَ بانِيَةً قَبلي |
|
هنا سَكَنت تِلكَ الفَتاةُ وحدَّقَت | |
|
| إِلى المَلا الأَعلى بِأَعيُنِها النُجلِ |
|
وَمن ثَغرِها نورُ المساواةِ مشرقٌ | |
|
| يفسِّر أَنَّ الملك في خلقِهِ مثلي |
|
وَحريَّة قَد أَشرَقَت من جَبينِها | |
|
| وَرَمزُ إِخاءٍ وَالسَلامُ على الكُلِّ |
|