جثا اللَيلُ ملتَفّاً بِبُردِ السَرائِرِ | |
|
| وَفي صَدرِهِ المَفؤودِ رِعشَةُ جائِرِ |
|
كَأَنّي بِهِ وَالصَمتُ في جَنَباتِهِ | |
|
| مَواكِبُ كُفّارٍ أَمامَ الضَمائِرِ |
|
وَفي القبَّةِ السَوداءِ لحفٌ كثيفَةٌ | |
|
| عَلى مَهدِها نامَت عُيونُ الزَواهِرِ |
|
كَأَنّي بِهذي اللحفِ جبَّةُ سارِقٍ | |
|
| وَقد أُخفَيت فيها عُقودُ الجَواهِرِ |
|
هَفا شَبحُ الأَحلامِ من غورِ كهفِهِ | |
|
| وَقد عَلِقَت أَذيالُهُ بِالمَحاجِرِ |
|
كَأَنَّ غَطيطَ النائِمينَ نَواسِمٌ | |
|
| يُحَرِّكُها الصَفصافُ فَوقَ المَقابِر |
|
لَدُن فَتَحت أُمي نَوافِذَ مخدعي | |
|
| تمشّى إِلى قَلبي أَريجُ الأَزاهِرِ |
|
كَأَنَّ مَصاريعَ الكَوى وَهيَ شُرَّعٌ | |
|
| جُفونُ يَتيمٍ موجَعِ القَلبِ حائِرِ |
|
أَنا في سَريرٍ من قُماشٍ مُطَرَّزٍ | |
|
| تَدَلَّت عَلى جَنبَيهِ بيضُ السَتائِر |
|
كَأَنّي ميِّتٌ في رخامِ ضَريحِهِ | |
|
| تكفِّنُه شَفّافَةٌ من حَرائِرِ |
|
أَرى قَلَمي المَظلومَ في هَدأَةِ الدُجى | |
|
| يَنامُ مَعَ الأَوراقِ قُربَ المحابِرِ |
|
بِماذا تُراهُ يَحلُمُ الآنَ إِنَّني | |
|
| لَأَسمَعُ مِنهُ مثلَ زَفرَةِ شاعِرِ |
|
أَيا قَلَمي ما ضَرَّ لَو كُنتَ سِكَّةً | |
|
| تَطوفُ شَريفاً في الحقولِ النَواضِرِ |
|
تحيّيكَ أَسرابُ الطُيورِ وَتَنحَني | |
|
| أَمامَك أَعناقُ الزُهورِ السَواحِرِ |
|
أَيا قَلَمي ما ضَرَّ لَو كُنتَ سِكَّةً | |
|
| تخلِّدُ لي بَينَ الجِبالِ مَآثِري |
|
فَأَرفَعُ نَفسي عالِياً بَعد خَفضَةٍ | |
|
| وَتُظهِرُ أَسمى في السُهولِ مَفاخِري |
|
وَيا صُحُفاً يَجري مدادُ عَواطِفي | |
|
| عَلَيها وَيُلقيها الريا في المَساخِرِ |
|
فَقَدتُكِ هَلّا كُنتِ أَرضاً خَصيبَةً | |
|
| يَسيلُ عَلَيها من جباهِ الجَبابِرِ |
|
يُذيبُ عَلَيها الفَجرُ كَوثَر طُهرِهِ | |
|
| أَرَقَّ وَأَصفى مَنهَلاً من كَواثِري |
|
فَكَوثَرُهُ يُحيى الفَقيرَ وَكَوثَري | |
|
| يُثيرُ حَياةً في جَمادِ الدَفاتِرِ |
|
أَيا قَلَمي نم في الخُمولِ وَلا تُفِق | |
|
| وَيا صُحُفي نامي فَقَد نامَ خاطِري |
|
وَيا فَجرُ لا تَطلع عَلَيَّ فَفي الدُجى | |
|
| مَدافِنُ فيها تَستكنُّ شَواعِري |
|