عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > أمين الجندي الحمصي > تَوَسلت بِالمُختار أَرجى الوَسائِلِ

سورية

مشاهدة
10019

إعجاب
22

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تَوَسلت بِالمُختار أَرجى الوَسائِلِ

تَوَسلت بِالمُختار أَرجى الوَسائِلِ
نَبيٌّ لِمثلي خَير كافٍ وَكافِلِ
هُوَ الرَحمَة العُظمى هُوَ النعمة الَّتي
غَدا شُكرها فَرضاً عَلى كُل عاقِلِ
هُوَ المُصطَفى المَقصود بِالذات ظاهِرا
مِن الخَلق فَاِنظُر هَل تَرى مِن مُماثل
نجيُّ إِلَهِ العَرش لا بَل حَبيبُهُ
وَخَيرَتهُ مِن خَير أَزكى القَبايل
شَمائِلُهُ تَنبيك عَن حُسن خلقه
فَقُل ما تَشا في وَصف تِلكَ الشَمائِل
وَأَخلاقهُ فاه الكِتاب بِمدحِها
وَلا سِيما الأَعراض عَن كُلِ جاهِلِ
نَبيُّ هُدىً سَنَّ التَواضع عَن عُلا
فَحَلَّ مِن العَليا بِأَعلى المَنازِلِ
تَقيُّ تَردى الجود وَالحلم حِلَةً
تجسم فيها المَجد بَعدَ التَكامُلِ
وَفي الحَرب وَالمِحراب نور جَبينِهِ
يَريك شُعاع الشَمس مِن غَير حائِلِ
لَهُ النَسب الوَضاح وَالسُؤدد الَّذي
تَسامى عَلى هام السُهى بِالتَطاوُلِ
يَقولون لي هَل لا اِبتَهجت بِمدحِهِ
فَإِنَّك ذو فهم كَفهم الأَوائل
فَقُلت لَهُم هَل بَعد مَدحةِ رَبِنا
وَخدمة جبريل مَجال لقائِلِ
وَأَين الثَنا مِمَن رَأى اللَه يَقظَةً
وَقامَ يُناجي رَبُهُ غَير ذاهل
وَلَكنهُ بَحر البُحور تَواصَلَت
لِافضالِهِ بِالمَدح كُل الأفاضل
دَعَوتك يا اللَه مُستشفِعاً بِهِ
فَكُن منجدي يا مُنتَهى كُل آمل
سَأَلتك كَشف الضر عَني بِجاهِهِ
وَحاشاك أَن لا تَتسجيب لِسائِلِ
الهي قَد اِشتَدَت كُروبي وَلَيسَ لي
سِواك مُغيث في الخُطوب الغَوائِلِ
إِلَهي تَدارك ضعف حالي بِرَحمة
وَلُطف خَفيٍّ عاجل غَير آجل
فَإِني جَزوعٌ لا صَبورٌ عَلى البَلا
وَدائي عضال لا مَحالَة قاتِلي
وَفي علَتي حار الطَبيب فَكدت أَن
أَجاوز حَدَّ الياس مِن ذي العَواضِل
وَبِالسَقم أَعضائي اَضمحلت جَميعها
فَلَم يَبقَ مِنها مفصلٌ غَير ناحل
وَمِن فَرط ما بي مِن نحول وَلَوعة
بَكَت رَحمَةً لي حَسَدّي وَعَواذِلي
فَمِن لِأَسير الذَنب مِن وَرطة البَلا
بِفَك قيودٍ أَو بِقَد سَلاسل
كَأَني غَريبٌ بَينَ قَومي وَمالَهُم
شُعورٌ بِإِشعاري وَلا في رَسائِلي
أَنادي فَلا أَلقى مُجيباً سِوى الصَدا
فَاِحسب إِن الحَي لَيسَ بِآهل
وَإِني إِذا ما رُمتُ خلّاً مُوافيا
فَقَد رُمتُ شَيئاً عزَّ عَن كُلِ نائِلِ
وَهَل مُشفق القاه اِرحَم مِن لَظى
حَشائي وَمِن قاني دُموعي الهَوامل
أَلا لَيتَ شعري هَل تَفَرَدَت في الوَرى
بِكَسب الخَطايا وَاِرتِكاب الرَذائِلِ
وَمِن دون كُل الخَلق عولِجَت بِالأَسى
قَصاصاً وَحَسبي زَلَتي وَنَصائِلي
فَإِن كانَ هَذا بِالذُنوب وَلَيسَ لي
شِفاءٌ وَجسمي داوه غَير ناصل
فَإِني بِطَه مُستغيث وَراغب
إِلى اللَهِ فَهُوَ الغَوث في كُل هائِل
وَإِخوانهُ الرُسل الكِرام جَميعُهُم
وَباقي النَبيين البُدور الكَوامل
وَبِالخلفاء الراشِدين وَآلهِ
وَأَصحابِهِ الغُر الثِقات الأَماثل
خُصوصاً رَفيق الغارذي الرَأي وَالحجى
أَبي بَكرٍ الصِديق صَدر المَحافل
إِمامٌ فَدى خَير الأَنام بِنَفسِهِ
وَفي مالِهِ ما كانَ قَط بِباخِل
وَفي درءِ تلك الفتنة اِختَصَّ وَحده
وَلَولاه لارتدت جَميع القَبائل
كَذاكَ أَمير المُؤمنين وَعزهم
اَبو حَفصٍ الفاروق محيي النَوافل
فَتى أَيَّد الإِسلام فيهِ وَاقمعت
بِهِ البدعة السَوداء رَغماً لِناكل
بِعُثمان ذي النوبين من جَمَعَت بِهِ
يَجمَع كِتاب اللَه كُل الفَضائل
وَمَن لزم المِحراب طولَ حَياتِهِ
وَماتَ شهيداً صابِراً غَير صائل
بِقالع باب الخَيبريّ الَّذي اِغتَدى
لِراية جَيش النَصر أَعظَم حامل
عَلى أَبي السبطين في صَدرة الوَغى
مُبيد العِدى لَيث الحُروب المَداحل
بِطلحتهم ثُم الزُبري وَسَعدهم
كَذاكَ سَعيد مِن سَما بِالفَضائل
بصدق أَبي عَوف بِذي الهمة الَّتي
يَدكُّ لَها في الباس صُم الجَنادل
بِفاتح قَطر الشام سَيدنا أَبي
عُبَيدة كَشاف الحُروب العَواضل
بِحَمزة بِالعَباس عَمي نَبينا
بَسبطيهِ بِالزَهراءِ عَين الأَماثِلِ
بِمَن شَهِدوا بَدراً وَقَد اِثخنوا العِدى
بِبيضٍ حِدادٍ أَو بِسُمرٍ ذَوابِل
بِسَطوة سَيف اللَه ذي الباس خالِدٍ
فَتى الحَزم ماضي العَزم زاكي الخَصائل
أَمير بَني مَخزومٍ الشَهم مَن غَدا
بِبر يَمين المُصطَفى خَير حافل
وَمِن ثُمَ يَوم الفَتح سَبعون سَيداً
سَقاها كُؤوس الحَتف بَين الجَحافل
وَعادَ كَأَكباد البخات دَم العِدى
عَلى درعِهِ لا سيَّ فَوق الكَواهل
وَما كانَ هَذا مِنهُ إِلّا بِرؤية
يا مر الهيٍّ بَعيد التَناول
بِسائر حفّاظ الحَديث بِمَن غَدا
بِتَفسيره للحبر أَو لمقاتل
بِأَحمَد بِالنُعمان ثُمَ بِمالك
وَبِالشافِعي بَحر النَدى وَالمَسائل
وَبِالعُلماء العاملين ذَوي الهُدى
وَاتباعه مِن كُل حبرٍ وَفاضل
وَبِالأَولياء العارِفين وَبازهم
أَبي صالح مَن قالَ ما في المَناهل
بِمَن لَزِموا بَر الشَريعة فَاِنجَلى لَهُم
بَحر قُدس الذات مِن غَير ساحل
أَجرني وَاِنقذني مِن الهَم وَالعَنا
فَغَيرُك مالي مَلجأ في النَوازل
وَهَذا خِتام الصَوم تَصطَنع الجدا
بِهِ الأَسخيا مَع كُل سام وَسافل
وَفي العيد عادات الكِرام لَقَد جَرَت
بِبر اليَتامى وَاِفتِقاد الأَرامل
وَها أَنا مُحتاج فَلا تُكُ قاطِعاً
حِبال رَجائي مِنكَ يا خَير واصل
فَإِنَّك أَولى بِالمَكارم مِنهُمُ
وَاجدر بِالإِحسان مِن كُل باذل
فَحاشا ظُنوني إِن تَرد بِخَيبة
وَفي بابك المَأمول حَطَت رَواحِلي
فَإِن كانَ في العُمر اِنفِساحٌ فَعافِني
مِن السقم وَاِرحَم يا رَحيم تَناحلي
وَإِن تَكُ قَد حانَت وَفاتي فآوِني
لِدار نَعيم عَزها غَير زائِلِ
وَثَبت عِلى التَوحيد قَلبي وَمُنَّ لي
بِخاتِمَة الإِيمان مِن غَير فاضل
وَكُن لي رَحيماً في البَلاء وَفي البَلى
بَدُنيا وَأُخرى يا رَجا كُل سائِلِ
وَدُم راضياً عَني كَذاكَ وَمُرضياً
خُصومي وَيَوم العَرض لا تُكُ خاذِلي
فَإِني أَرى الدُنيا سَراباً وَأَهلُها
أَحاديث يَرويها الزَمان لِناقِلِ
وَما الكَون إِلّا كَالهَباء لِناظر
أَو الخَط في مستجر ذي جَداول
وَإِني لِراض بِالقَضاء وَما تَشا
وَعِندي يَقينٌ أَن لُطفك شامِلي
وَلَكِنَّني أَشكو البَلا لَك لا القَضا
لِأَنَّك أَنتَ الحَق اعدل عادل
وَلِلغَير لا أَشكو وَإِن سامَني الرَدى
وَفَصَّلَ فَصّالَ المَنايا مَفاصِلي
وَعَن رُتبة التَسليم في كُلِ حالَةٍ
فَوادي وَإِن ناجاكَ لَيسَ بِنازِلِ
وَحَبَّة قَلبي في مَعانيك أَنبَتَت
بِقُدس سَواد اللَيل سَبع سَنابل
تَعَرَفَت لي من قَد الست بِزَرعِها
فَلَم أَسقِها غَير الدُموع الهَواطِلِ
وَبِالكُتم مِن بَعد الحَصاد دَرَستُها
بِلبٍ خَلا عَن فِكرَةٍ وَتخايل
وَلا بَرِحتُ قَوَتي مَع الفَقر وَالغِنى
وَقوت عَيالي في الضُحى وَالأَصائل
إلا ما أَلذ القُرب بَعدَ النَوى وَما
أَمر الجَفا وَالهَجر بَعد التَواصل
تَبَرأت مِن حَولي إِلَيك وَقوَتي
وَمِن عَملي وَالعلم ثُمَ التَفاضل
لِتَقطَعني بِالقُرب عَن كُل قاطِعٍ
وَتَشغلني في الحُب عَن كُلِ شاغل
أَشاع الوَرى عَني عداتي وَاظهروا ال
شماتة فيما بَينَهُم بِالتَداول
وَبِالمَوت لَم يَشمت بِمثلي تَشفياً
مِن الناس إِلّا كُل باغٍ وَباسل
أَلَيسَ الوُجود الحَق ذاتي بِلا مَرا
وَهَذي البَرايا كُلَها محض باطل
فَلا يَحسَب المَغرور إِني مُضيعٌ
زَماني سُدى ما بَينَ هاذٍ وَهازل
فَدَع عصبة البُهتان تَفعل ما تَشا
فَما اللَهُ عَمّا يَفعَلون بِغافل
فَمِن أَينَ للخفاش أَن يُبصر الضِيا
وَهُل يَألف الجعلان وَرَد الخَمائل
وَمني عَلى روحي الصلوة مُسلِماً
وَأَصحابِهِ وَالآل مَع كُل كامل
مَدى الدَهر ما الجُندي أَنشد قائِلاً
تَوسلت بِالمُختار أَرجى الوَسائل
أمين الجندي الحمصي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/06/17 11:41:37 مساءً
التعديل: الاثنين 2013/06/17 11:43:40 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com