عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أمين ناصر الدين > أقام الهوى في مكمن مترصدا

لبنان

مشاهدة
790

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أقام الهوى في مكمن مترصدا

أقام الهوى في مكمن مترصدا
ليصبي خلياً أو يضلل ذا هدى
يخال الفتى صعب المفادة جاهلا
إذا لم يهم بالغيد مثنى وموحدا
تعود أن تعنو القلوب لحكمه
وهيهات أن ينسى الهوى ما تعودا
ومر به والحي في غفلةٍ فتى
أغر المحيا طاب خنقاً ومحتدا
فأبدى له حسناء ظن جبينها
لجيناً يحاكي فوقه الشعر عسجدا
وأيقن أن الشمس عند غروبها
جلت شفقا في خدها فتوردا
لها عنق لم تحو وجرة مثله
متى يبد تحسبه زلالا تجمدا
إذا نطقت واهتز لدن قوامها
ترى ساجعا فوق الأراكة غردا
فلما رأها خال أن فؤاده
بأهداب هاتيك الجفون تقيدا
وحين دنت منه رنت ثم أعرضت
وسارت كظبي راح يطلب موردا
فأوقفه حسن الصبية ذاهلا
يقول بروحي بعض حسنك يفتدى
وصار يمني نفسه برجوعها
ليهدي إليها قلبه المتوقدا
وبعد قليل أقبلت وجبينها
حكى زنبقا يعلوه من عرق ندى
فهم بإعلان الغرام فصده
حياء وكان النطق منه تنهدا
وجازت وما ألق عليه تحية
ولا فوقت نبل الجفون مسددا
فما شك في أن الفتاة رصينة
ممنعة تحيي الظلام تعبدا
فعاد كأرباب الغرام مفكرا
يردد أشعار المحبين منشدا
وحاول أن يمحو من القلب رسمها
فخاب وأحيا ليله متسهدا
وجنّت على هند الدجنة فانتحت
مكانا لها فيه سرير لترقدا
وأطبقت الأجفان نلتمس الكرى
فألفته عن أجفانها قد تشردا
ولما تمادت في التخيل أبصرت
خيال الفتى في مظهر اللطف قدبدا
فحرك مرآه سواكن وجدها
وقالت تناجيه حياتي لك الفدى
نظرتك في هذا النهار فقال لي
فؤادي بهذا تدرك النفس مقصدا
وأيقنت إني قد فتنتك عند ما
سمعتك من فرط الجوى متنهنا
ولكن تعمدت الرزانة حيلة
لتزداد نار الحب فيك توقدا
فجزت وفي وجهي قطوب ولم اكد
أفوتك حتى خلت صبري تبددا
يقلبك مني ما بقلبي منك يا
حبيب فكن لي بانعطافك منجدا
وما برحت هند تناجي خياله
إلى أن بدا شادي الصباح مغردا
ففارقها طيف الحبيب وقد جرى
على عجل بالشوق منها مزوّدا
وكان الفتى يحبي الظلام مفكرا
ويحمل أعباء الهوى متجلدا
يظن التي بالجفن أصمت فؤاده
أبت تتحاشى في هواه مفندا
ولم يكن يدري أنها فتنت به
فلا تتحاشى في هواه مفندا
وراح يسلي النفس ذات عشية
وفي ذاك ما يجلو عن الخاطر الصدا
وإذ كان يجتاز الطريق التقى بها
فقال ألا لا أستطيع تجلدا
وما لبثت أن سلمت وتبسمت
فأبصر منثور اللآلي منضدا
وأسرع في رد التحية قائلا
رعى الله وجها بالمحاسن مفردا
وقد كان من فرط المسرة كالذي
أعيدت إليه الروح من قبضة الردى
وما افترقا حتى بني لهما الهوى
بناء على أس الوفاء موطدا
ومرّ على الصبين حولان والجوى
يزيد على رغم العذول تجددا
يراعي الفتى من هند شمسا منيرة
وترقب منه في الدجنة فرقدا
وناداهما داعي الغرام ألا اعقدا
قرانا لكيما تدفعا البعد إن عدا
فقال الفتى إن تسلمي كنت زوجتي
فقالت تنصر دون أن تتردا
فقال رجوت المستحيل وإنني
لأشهد أن الله أرسل أحمدا
أجابته إني لن أزف إلى امرئ
له غير إيماني ولو كان سيدا
فقال لها لو كنت صادقة الهوى
لغادرت عيسى واتبعت محمدا
فقالت له لو كان حبك راسخا
لما اخترت إلا معبدي لك معبدا
أجاب كلانا ذو اعتصام بدينه
إلى ذاك قد أضحى لنا العقل مرشدا
وهيهات أن أختار بعدك غادة
فأقضي حياتي ناكسا متعبدا
أجابته هند لست أثبت في الهوى
على العهد ممن قلبها لك أوجدا
نذرت على نفسي الترهب رغبة
بأن لا أرى للحب بعدك مشهدا
لقد قرَّب الحبُّ الفؤادين واغتدى
لجسمك عن جسمي هوى الدين مبعدا
أمين ناصر الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/06/26 10:55:22 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com