إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا تطرقْ باباً ياوطني أضنى شعبكْ |
لمَ تمشِي في دربٍ لا يعرفُ ظلكْ؟ |
قد يوصلُ للخذلانِ وتوهنُ خيلكْ |
أترى تلكَ الأعلامَ تمدُّ صواريها |
وتعدُّ عليكَ نسيمَ الموج وما قد يخطرُ في بالكْ |
خفّفتَ من الأحلامِ لترضيَها |
في بحركَ لم تغسلْ عيناكَ مآقيها |
في كلّ مكانٍ معضلةٌ تُحذي همكْ |
واسألْ لِمَ فرختِ الكبواتُ بأرضكْ |
لِمَ ترمَى بالتّسفيهِ وتسفكُ وقتكْ؟ |
وضعوا في رجلكَ صخرتَهم ورموكَ لتسبحْ |
الخطُّ الأحمرُ يُمحَى حين تهبُّ منَ المطرحْ |
أوُلدتَ منَ الأحزانِ لتوئدَ نجماً جاءَك يفرحْ؟ |
فلترفضْ أيَّ خريطةِ ليلٍ قد تتخطّى حدكْ |
***** |
جعلوكَ عناوينَ الأنباءِ وملحَ جرائدهمْ |
وأنا المشغولُ بغصةِ أمٍّ تشكو أبناءً نشزوا |
من يفتحُ لي باباً كي ألقيَ للتاريخِ قصيدهْ؟ |
أرنو لصبيٍّ يرسلُ صرختهُ في عينِ الشمسْ |
وينادي أينكِ شمسي؟ |
جعلوني أدفنُ في قلبي ما كنتُ مريدهْ |
لِمَ تصنعُ لي في كلّ زوايا الكونِ مرايا أبصرُ فيها بأسي |
وكأنّ همومَ الأرضِ قد اختارتْ أشكالَ تضاريسي |
لِمَ تشهرُ زلاتي في كلّ جريدهْ |
أنا فلاحٌ، أعطيتُ جنين َاللوزِ نهاري |
حتى اعتصرتْ ألبانُ التينِ على رأسي |
لي داليةٌ ألقتْ في شِعري حصرمَها |
وقيودُ البوحِ تشدُّ زمامَ الخنقِ لتُنسي |
حقاً محفوراً في الأصلابِ عقيدهْ |
من يمنحني شعراً يتخطى كلَّ فضاءْ |
لا تثنيهِ الظلماتُ ولا قطعُ الأوداجْ |
العيشُ به والموتُ سواءْ |
وسأمنحهُ عرقَ الفقراءِ وأفئدةَ النبلاءْ |
كفّي احترقتْ كي تقطفَ نجمَ نهارْ |
وسقطْتُّ على أكتافِ الليلِ وهمِّ الدارْ |
وسنابكُ حلمي تصدعُ من كدرٍ وغبارْ |
لِمَ شاردةُ الغيمِ انتثرتْ خلفي |
لَمْ تقطرْ دمعةَ حرفٍ تروي جوفي |
لن أحرثَ بورَ الشعرِ بثَورِ نفاقْ |
والصورةُ تنفرُ من قلمي |
أدعوها دعوةَ مكلومٍ، تخشى هدراً وتُراقْ |
يبستْ أغصانُ الشعرِ على سطري |
من يكسرُ فأسَ الحطابين، وكلُّ مواقدهم إفكٌ وشقاقْ |
من ينزعُ متكأَ السفهاءِ لأسندَ غرسَ نوارْ |
ألبستُ عظامَ قصيدي ثوبَ فرارْ |
خوفَ التعتيمِ وخوفَ مكيدهْ |
كمْ حمَّلني شعري إثماً لمّا استحللْتُ ورودهْ |
جاءَتْ أمواجُ الهرْجِ لتغرقني في بحرِ النوحْ |
وسمعتُ فؤادَ الطينِ يحنُّ إلى هيجانِ القمحْ |
فطرحتُ على قلبي طردَ الأمواتِ من الكلماتْ |
هل لي بسراجٍ أشبكهُ في رأسِ الخائنِ والمأفوكْ؟ |
ولأعصرَ غيمةَ شعري فوقَ جذورِ الجرحْ؟ |
هل يرتقُ جرحَكَ ياوطني غضبٌ وقصيدهْ؟ |
لشرارةُ عينٍ من طرفِ الرمحْ |
تكفي لِجُموحِ الليلِ، تفلُّ زرودهْ |
***** |
يكفيكَ هروباً يا وطني |
أينوبُ سرابُ ضحىً عن قطرة ماءْ؟ |
جعلوني في عينيكَ طريدهْ |
أمشي فوقَ الألغامِ إليك لأصنعَ من كحلِ البارودِ سراجَ جنانْ |
لا تشغلْ نفسكَ بالكرسيِّ ولا التيجانْ |
اغلقْ صنبورَ الدمعِ إذا هدموا سدَّ الطوفانْ |
وتفقدْ قفلَ القلبِ إذا اختلفَ الخلانْ |
زلزالُ الغفلةِ يخفي عنك وجودهْ |
فسيخبرُ أنفَكَ حينَ تكونُ وقودهْ |