عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أمين ناصر الدين > لمن أربعٌ تعلو لها شرفات

لبنان

مشاهدة
642

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لمن أربعٌ تعلو لها شرفات

لمن أربعٌ تعلو لها شرفات
وتبدو فساحاً حولها العرصات
متى يرها الرائي على حين غرةٍ
يقل أديارٌ تلك أم هضبات
تكنفها روضٌ إذا ما ترنمت
صوادحه مالت لها إلا ثلات
وإن جاده الوسمي هبت مع الصبا
له نفحاتٌ بعدها نفحات
كأن اللواتي لحن من زهراته
أوانس أغراها الهوى وقحات
فإن تخفها الأوراق تبد كأنها
حسان منيع حرزها خفرات
منازل ملء العين والنفس حسنها
وما نفع حسنٍ ما له حسنات
ومن عجبٍ أن يوهموا الناس انها
مدارس علمٍ وهي متجرات
يبيعون فيها العلم دون هوادةٍ
وكم ربحت فيه لهم صفقات
ألا إن قوماً صيروا العلم سلعةً
لهم نقمٌ للناس بل نكبات
منا كيد طماعون سودٌ قلوبهم
تحدث عنهم أنفسٌ نهمات
يخالون أن الفضل وقف عليهم
وأنهم للمكرمات حماة
وأن ضياء العلم لولا جهادهم
لأخفته من جهل الورى ظلمات
وأنهم كي يخدموا الوطن ابتنوا
مدارس فيها للغوي هداة
أباطيل فيها زخرف القول ظاهر
فأنفسهم بالمال مفتتنات
ومن أجله شادوا المدارس فخمةً
ولولاه لم تعقد بها حلقات
يرحب فيها بالغني إذا أتى
وحظ الفقير الشتم واللعنات
وهل يستوي في السوق من قل ماله
ومن صلصلت في كفه البدرات
وهل يؤثر التجار إلا أخا غني
يرى الجاه في ان تكثر النفقات
وأعظم هاتيك المدارس رغبةً
عن الخير ما تتلى به الصلوات
عهدنا ديار العلم من قبل مورداً
لكل صدٍ من مائه نهلات
فحرم ذاك الماء إلا على الألى
دنانيرهم كالشهب ملتمعات
فلو بات من ظمءٍ أخو الفقر مشرفاً
على الموت لم توهب له قطرات
فيا ويح أهل الفقر في الزمن الذي
بناةُ ديار العلم فيه عتاة
إذا طلب العلم الفقير بدت له
سبيل اليه كلها عقبات
وإن هو لم يطلبه عاش وماله
من الحي إلا النطق والحركات
ويا ويل شعب لم يبر فقيره
ولا سمعت من مخلصيه شكة
ولم تعن إلا بابتداع ضرائب
حكومته من بعدها ضربات
وأقطابها قد أترفتهم سعادة
إذ الشعب يشقى والجياع مئات
أتجمع أموال الألوف ضرائباً
لترتع في نعمائها العشرات
ويخطر في الديباج كل موظفٍ
ومعظم سكان البلاد عراة
رويداً رويداً باعة العلم قبلما
تسود من تأريخكم صفحات
منعتم من العلم الفقير طماعةً
فأنتم عليه كالزمان جناة
ورب يتيمٍ لو أصاب معلماً
لكانت له نحو العلى خطوات
أتاكم فغضنتم له جبهاتكم
فولى ومن يأسٍ له زفرات
هبوا العلم خبزاً في زمان مجاعةٍ
أليس لصرعى الجوع منه فتات
حذار فكم من طامعٍ في مصيره
لكم عبرٌ تهمي لها العبرات
وليس امرأ من همه المال وحده
بل المرء من تترى له صدقات
كفاكم هناء باعة العلم نيلكم
من المال ما تعلو به الدرجات
وحسبكم أن يحسب الغر أنكم
ألو نفحاتٍ مخلصون أباة
وحتام أنتم تدعون خسارةً
فهل من خسارٍ تعطم الثروات
موائدكم لم تحو غير توافهٍ
بها تشهد الآصالُ والغدوات
وما عرفت سمن النعاج قدوركم
ولم تبد يوماً تحتها جمرات
ولا غمرت من لحمها يد آكلٍ
ولا زنخت من دهنها جفنات
فآثر صوماً طالب العلم عندكم
على مطعمٍ لم ترضه الحشرات
وكم من غبي بعتموه شهادةً
إذا قال لم تفهم له كلمات
وإن خط سطراً أو تكلف خطبةً
فلا اللحن محصورُ ولا الهفوات
ومن باع بالمال الشهادة فالورى
عليه شهودٌ بالخداع ثقات
وأجدر منكم بالملامة أمةٌ
تضام ولكن ما لها عزمات
معودةٌ أن تستذل وتزدري
فترضى ولا تنزو بها غضبات
فلو أعرضت عنكم لأمست دياركم
خلاءً عليها للعفاء سمات
على أنه ليست هنالك أمةٌ
فما هي إلا أعظمٌ نخرات
أمين ناصر الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/06/28 02:03:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com