هم تأوبه من بعد ما هجَعا |
قد بات منه يراعى النجم مكتنعا |
أضحى الفؤاد به من لوعة خبلا |
والعين تسكب من تذرافها دفَعا |
يبكي على مريم يوما وحقّ له |
ان لا يزال عليها باكيا وجِعا |
وكنت قلت لنفسي عند صدمتها |
يا نفس لا تكثري في مريم الجزعا |
فحاولته فما اسطاعت ولا عجبٌ |
ألا ترى سلوةً عنها ولا وزَعا |
يا نفس صبرا على ما كان من شجن |
فان للّه ما أعطى وما نزعا |
وعاذلٍ راح في لومي فقلت له |
إليك عنّي بهذا اللوم يالكُعا |
ان التي فارقتني بالمليحة قد |
خلّت عليّ هموما تحطم الضَلَعا |
يا ليلة بتها جنب المليحة لم |
أهنأ وقد نام عني القوم مضطجعا |
شكوى إلى اللّه منها ليلة فجعت |
ومنه يوما أنى من بعدها فجعا |
إني فجعت وهذا الموت ليس به |
عارٌ بحسانة كالبدر إذ لمعا |
خود مقابلة الاعراق ماجدةٌ |
لا لؤم فيها ولا فحشاً ولا طبعا |
دين حنيفٌ وأخلاقٌ مطَهّرةٌ |
وعفّةً وتقاةٌ نورها سطعا |
إلى حياء وحلم زانه ورعٌ |
وبرّ أمّ لها بالفضل قد صدعا |
ما زلت والقلب مسرور بها جذلٌ |
في خفض عيش وما راء كمن سمعا |
حتى دعاها إلى المولى المهيمن ما |
يدعو الملوك ويدعو الأعصم الصدقا |
على حداثة سن عندما بلغت |
عشرين عاما وعاما واحدا تبعا |
لو أنها رضيت فيها النفوس إذا |
لجدت فيها بنسوان الورى جمعا |
فالشمس تذكرنيها كلّما بزغت |
والبدر يذكرنيها كلّما طلعا |
يا ليت مالك نفخ الصور عاجله |
كيما أرى الخلق يوم الحشر مجتمعا |
حتى أرى مريما والناس في شغُل |
أرمى بطرفي إليها أو نسير معا |
كأنني حيثما أرنو لطلعتها |
راعى سني لزبات أبصر القزَعا |
يا ربّ مريم قد وافتك وافدةً |
فاجعل لها جنّة الفردوس مرتبعا |
في عيشة في جوار المصطفى دعة |
رغد وشفّعه فيها حيثُما شفعا |
واغفر لها ذنبها والطف بفاطمة |
من بعدها وأخ من ثديها رضعا |
محمّد إن قلبي لي يزل يكما |
من بعد أمكما مستهتراً ولعا |
صلى ملائكة المولى الرحيم لها |
والمسلمون إذا صلوا له الجمَعا |
وحاملو العرش والروح الامين وروح |
اللّه عيسى وإدريس الذي رفِعا |
وكل راكب نضو قد تخوفه |
وراجل جاء يمشي حافيا وقعا |
وكل من حج بيت اللّه مبتهلا |
لبّى وطاف ومن بالمرتين سعى |
وأجّل اللّه أجرى في مصيبتها |
وأجرَ عزّة بالصبر الذي شرعا |
اناله وإليه راجعون عسى |
أن يخلف الخلف المحمود والوزعا |
والحمد للّه ان اللّه ليس له |
ند وأحمدُه في كل ما صنعا |
ثم الصلاة على المختار من مضر |
ما ناح أورق في خضراء أو سجعا |
وءالهِ الطاهرين الطيبين مع الص |
حب الكرام ومن أمسى لهم تبَعا |