أيها القائد الكبير الخطيرُ |
أَنت للسيف من صِباك سميرُ |
أَقسم السيفُ أَن يكون أميراً |
إِن نضاهُ على عِداهُ الأمير |
سر بجو العلى إلى حيث تهوى |
فالمعالي تسيرُ حيث تسير |
ولك القلبُ أَينما كنت برجٌ |
ولك الصَّدرُ منبرٌ وسرير |
كنتَ في الحرب آية البأس حتى |
هابكَ القرنُ وهو ليثٌ هصور |
فسحقتَ الجيوشَ تلوَ جيوشٍ |
وغدت تحتك الرَّواسي تمور |
وحُصونٍ في رمسَ قامت جِبالاً |
شاهقاتٍ تهابهُنَّ النُّسور |
ما حمتها صحائفٌ من حديدٍ |
بل حمتها من الجنود الصُّدور |
قلبُ غورو والموتُ عذبٌ لديه |
يومَ يدعو إلى الجهاد النفير |
حمَّس الجند في المعارك حتى |
باتَ كلٌّ إلى المنون يطيرُ |
ما بناهُ الأَلمان في نصف قرن |
زعزعتهُ من أسه كفُّ غورو |
هي خطت والنصر طوعٌ لما خط |
طت وربُّ النصر العزيزُ القدير |
مَن عليه عوَّلت في كلّ خطبٍ |
مستجيراً به ونعمَ المجير |
أيها البوش لا توحوا فهذي |
شيمةُ الدهر والحظوظُ تدور |
قد سكرتم عُجباً وتهتم دلالاً |
فانظروا اليومَ كيف كان المصير |
كنتمُ سادةً فصرتم عبيداً |
وعقابُ الشعب العتي النيرُ |
يومَ طارت يمينُ غورو ترنَّح |
تم سروراً وهل يليق السرور |
كان ذا منكم غروراً وما يعل |
ق إلا بالأَغبياءِ الغرور |
إنَّ يمناهُ ان تطر يبقَ فيه |
قلبُ ليثٍ على الليوث يُغير |
أَوَ ما فيه همَّةٌ لا تسامى |
أوَ ما فيه عزمةٌ لا تخور |
كانتِ الحرب بالسلاح فأَمست |
حرب فنٍ يفوز فيها الخبير |
جئت غورو لبنان والأمنُ فيه |
ضائعٌ والبلاءُ طامٍ غزير |
جئت لبنانَ والعيونُ دوامٍ |
وفؤادُ الفقير فيه كسير |
فتدارك حشاشةً في بنيه |
قبلَ أَن ينزل البلاءُ الكبير |
إنَّ جيراننا استطالوا علينا |
فصبرنا ولم يَرُعنا الزَّئيرُ |
وربضنا حولَ العرين أُسوداً |
ووقفنا والقلبُ فينا يفورُ |
كيف نُغضي على الهوان وفينا |
كلُّ حُرٍ به العدى تستجير |
نحن قومٌ إلى الضَّياغمِ نُعزى |
لم يهُلنا شرُّ العِدى الُمستطير |
نحنُ لولا حبُّ السلامِ لَطِرنا |
مثلما كنا للحروبِ نطير |
نحن لولا هيامُنا بفرنسا |
لجهلنا وما علينا نَكير |
إِنَّ في صَدرنا نُفوساً كباراً |
كلُّ خطبٍ في مُقلتيها صغير |
فاذخرنا لحادثاتِ الليالي |
فابنُ لبنانَ في الوغى مشهور |
يا أبا الخرمِ عالجِ الداءَ فينا |
إِنَّ داءَ الشقاقِ داءٌ مُبير |
فرَّقَ التُركُ بيننا من قُرونٍ |
فغدونا والغِلُّ فينا يَثور |
إِن عينَ السماءِ ترعاكَ يقظى |
وقلوبَ الأعوانِ حولك سورُ |