أيا حاديَ الأظعانِ غَرِّدْ فقد بَدَا | |
|
| لنا حَضَنٌ واستقبلَتْنَا صبَا نَجْدِ |
|
وبشَّرنا وعدٌ من المُزْنِ صادقٌ | |
|
| بواصٍ من الحَوذَانِ والنَّفَلِ الجَعْدِ |
|
وطارح رَذاياها وقد مَلَّتْ السُّرَى | |
|
| أغاريدَ يُغْرِينَ الطلائحَ بالوَخْدِ |
|
فانّ بذاكَ الجَوِّ فاتنةَ اللُّمَى | |
|
| أسيلةَ مجرَى الدمعِ واضحةَ الخَدِّ |
|
إِذا ما المَدارَى خُضْنَ سُودَ لِمامِهَا | |
|
| خلطنَ فُتاتَ المِسْك بالعَنْبَرِ الورد |
|
لقد طالَ عهدي بالحِمَى وحلولِهِ | |
|
| ولولا شقائِي لم يَطُلْ بِهمُ عهدي |
|
أسائِلُ عنهُ من لَقِيتُ وعنهمُ | |
|
| متى جادَهُ غيثٌ وما فعلوا بعدِي |
|
هلِ اخضَرَّ واديهمْ فعاشُوا بغِبْطَةٍ | |
|
| أمِ استبدلوا الصَّمَّانَ بالأجرعِ الفردِ |
|
وهل جذوةُ النارِ التي يُوقِدُونَها | |
|
| لها حيث شَبُّوها دليلٌ على كبْدي |
|
وهل نُغْبَةُ الماءِ التي يرِدُونَها | |
|
| عن الحائمِ الحَيرانِ ممنوعةُ الوِرْدِ |
|
أقولُ لأصحابي غَداةَ تزافَرُوا | |
|
| رُويدَكُمُ إنَّ الهَوى داؤُه يُعْدِي |
|
إِذا ما قدحتُمْ نارَ وجدٍ فإنَّما | |
|
| شرارتُها فيكم وجَمْرَتُها عِندي |
|
أقولُ لأنضَاءِ الغَرامِ عشيّةً | |
|
| بِبُصْرَى وأنْضَاءُ المَطِيِّ بنا تَخْدي |
|
أقيما صدورَ العِيس واستخبروا الصَّبَا | |
|
| عن الحَيِّ بالجَرْعاءِ ما فعلوا بعدِي |
|
وما طابَ نَشْرُ الريحِ إلا وعندَها | |
|
| أخابِيرُ من نَجْدٍ ومن ساكِني نَجْدِ |
|
وقد زادَها حُبَّاً لديَّ ونعمةً | |
|
| سفارتُها بينَ الأراكةِ والرَّنْدِ |
|
تظنونَ حالي في الهَوى مثلَ حالِكمْ | |
|
| وهيهاتَ إني في الهَوى أمَّةٌ وحدِي |
|
وكيف تَساوى الحال بيني وبينَكمْ | |
|
| وأعظمُ ما تشكونَ أهونُ ما عِندي |
|
ومن طولِ إِلْفِي في الهَوى ورياضتي | |
|
| لنفسي على قُربِ الأحِبَّةِ والبُعْدِ |
|
أذُمُّ جفُوناً ليس يقرحُهَا البُكا | |
|
| وأُنكرُ قلباً لا يذوبُ من الوَجْدِ |
|