إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عطرُ زيت الزّيتون أشتمُّه مضمّخاً |
بدماءِ رجالٍ وقفوا خلفَ الشّمس |
بهمسات أطفالٍ حَلُمُوا بيومِ النّصر |
وبزفرة نساءٍ |
علّقن النّصرَ أوسمةً في كلّ صدر. |
أحسُّ نسماتِكَ وطني |
تأتي إليّ، من هناك |
من ذلك الجنوب اللّبنانيّ |
فأرتعش. |
أرى من هناك صباحَ يومٍ جديد. |
ماذا تفعل النّسوةُ يا ترى؟ |
الدّيك يصيح معلناً انبلاجَ صبحٍ فقيد |
والتّأوهُ يزيد. |
هذه امرأةٌ من بلادي تستيقظُ |
على نغمِ التّرابِ الحبيب |
تدبُّ كدبيبِ نملٍ عاملٍ |
لفجرٍ وليد. |
ماذا تفعل يا ترى؟ |
من المنزل، إلى الزّريبة، إلى المعجنِ |
تخبز الخبز الحبيب. |
أتشتمّون رائحَته؟ |
إنّه شهيٌّ ولذيذ. |
أحسّه كإبتساماتِ طفلٍ غرّيد. |
والرّجال، حانَ وقتُ عملِهم |
أصواتُ أقدامِهم، معاولِهم |
ترنُّ في أذني |
أليسوا هم من كانوا خلف الشّمس |
ليومٍ لهيبٍ؟ |
يسقون بمعاولِهم، عرقهِم، شجرَ الزّيتون |
مضمّخاً بدمائهم، لأملٍ مهيب. |
والأطفال، ألم يستيقظوا بعد؟ |
المدارسُ، فتحِتْ أبوابَها. |
أحسُّ همسَهم، مداعباتِهم، غِنجَهم |
ورِمْشَ عينهم صانعاً نصراً، أكيد |
يأتيني مع عبق الياسمين. |
ماذا يفعلون؟ |
يغسلون وجوهَهُم، |
يتناولونَ كوب الحليب؟ |
أم يحملون حقيبةَ ألمٍ جديد؟ |
أمّي، أريد أن أرتديَ قميصَ أخي |
لا |
بلى، أمّي |
أريدُ أن أضَعَه وِشَاحاً حولَ عنقي |
والحقيبةُ بنيّ |
عَلمٌ بلا مَصير |
الحقيبةُ أمّي |
دمٌ وعزٌّ وتحرير |
فلسطين، أمّي تنتظر منّا المزيد. |