إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تُراوغني أسرابُ فكري وتِبياني
|
تُهاجرُ من صمتي..لأفلاكِ إنساني
|
تُغافلُ صيّادي الحياةِ...فتعتلي
|
قِبابَ نَهارِ الشِّعرِ في أرضِ وِجداني
|
أُراقبُ حَدْساً أين يَجنحُ تِيْهُها
|
وأينَ ستلقَى في المسِيرةِ أفناني؟!
|
فتأوي إليها بعدَ طولِ رَحيلِهَا
|
تُعَشِّشُ في أزهى شُجيْراتِ بُستاني
|
فَتَصدحُ آيُ السِّحرِ..مُرهفَةَ الصَّدَى
|
مُجَوِّدَةً لحنَ السَّديمِ...وَغَيْبِهِ
|
تَنُمُّ عنِ المًكنونِ في سِدْرِة المَدَى
|
وتَسعى لفِردَوس الحياةِ...بِقُربِهِ
|
يُعانِقُها الروحُ المُعَنَّى بِصَمتِهِ
|
فتحذو مَجَاليها مقاصِدُ دَربِهِ
|
فَيَا كَمْ تَنَاءى عن خُطاه سَناؤُهَا
|
ومالتْ عيونُ الشَّمسِ عن زَهْرِ قَلبِهِ
|
فَفي رقْدَة الرُّوحِ الثّقيْلةِ...ها هُنا
|
على صَخرة الأرضِ اختِناقٌ وإجْبَارُ
|
نَهارٌ يّذُرُّ المِلحَ فوقَ مُلائِهِ
|
فَتذبلُ أحلامُ السِّنينِ...وتَنْهَارُ
|
ولَيلٌ ضَريرُ الأُفْقِ...مُرْشدُهُ الجَوَى
|
إذا ضَمَّهُ النِّسْيَانُ...عَيْناهُ تَذْكَارُ
|
فَكيفَ بِحَقِّ الله...تَنبَلجُ الرُّؤَى
|
وتَهْطِلُ في غَابات رُوحِيَ أَمطارُ؟!
|
تَراءتْ قناديلُ الليالي...بِلا سَنَا
|
على دَمْعِ شَكواهَا...تشَاجَتْ شَوَاعِرُ
|
فهَاتيكَ تروي مُبْكِيَاتِ بِلادِهَا
|
وتِيكَ تُناجي البحرَ..والرِّيحُ عاقِرُ
|
وتِلكَ استعَارتْ مِنْ خيوطِ المُنى..وِشَا
|
حَهَا...فَتَوَارت بالّذي هو سَافِرُ
|
يَطُفْنَ بأحزانِ الوجودِ...وكُلّما
|
عَشِقنَ...بِهِنَّ العشقُ دوماً يُقَامِرُ
|
يُغَنِّيْنَ للنّجْم المُسَافِرِ في الدُّجَى
|
ويَنْعيْنَ نايَاتِ الخُلُودِ..مَع الفَجْرِ
|
تَمُوتُ الأغانيْ عندَ زَفْرةِ لَحْنِها
|
وَيَبقى أزيزُ الآهِ في مَسْمَع الصّبْرِ
|
وَلوْلَا اختِلاجُ الحُلْمِ في بِئرِ وَعدِهِ
|
لَعَافتْ دِلَاءُ الرُّوحِ أُسطُورَةَ القَطْرِ
|
فَتَرضى بِوَهم الرَّيِّ..مُلْتاعَةَ الظّمَا
|
وَتَحيَا بِقُدْس الصّومِ..مُرْتَابةَ الفِطْرِ
|
يُخَبِّئنَ ما في القلبِ مِنْ تَوْقِ مُدْنَفٍ
|
لِكَوْنٍ بِه الأنثى...قَصِيدةُ راهِبِ
|
تُخَطُّ بِيَد التّقوى..تَراتِيلَ لَيْلَكٍ
|
يَفُوحُ رَحيقاً مِنْ عُطورِ السّحَائِبِ
|
يَجِنُّ عليْهِ الليْلُ...فَهْوَ مَنارةٌ
|
لِبَحّارةِ الأحلامِ...عِند المَغاربِ
|
لَها اللهُ مِنْ أنثى..مَخافةَ دمعةٍ
|
تَوارتْ عن الدنيا بِجَوْف الغَيَاهِبِ
|
فيا أَيُّهَا الكَوْنُ الذي شَامَ ظِلّنَا
|
بِشَرْنَقة التّغْريبِ...والظلُّ وَاجِفُ
|
وأُنثاكَ أرضٌ تَكتوي بحمُولِها
|
بِها مِن خُطا الأيّامِ قلبٌ مُجَازِفُ
|
وشِريانُها نيلٌ يُؤزِّرُ صبرَها
|
فما شَاخت الأوصالُ..والروحُ نازِفُ
|
وَلولا يَنَابيعُ اليقين بِجَوفِهَا
|
لما سَكَنت رغْم الرّزايَا مَخاوفُ
|