لا الأرحبِيُّ وَلا سَليلُ العيدِ | |
|
| أَدناكَ مِن بَرَدى غداةَ العيدِ |
|
حملتكَ أَنفاسُ البخارِ تُثيرُها | |
|
| لَهَواتُ مُتَّقِدِ الغَليلِ عَميدِ |
|
حَرّانُ صادٍ غَيرَ أَنَّ شِفاءَه | |
|
| بِالنارِ لا بِالسَّلسَلِ المَورودِ |
|
عالي الجِدارِ مِنَ الصَّفيحِ مُلَملمٍ | |
|
| كَالحِصنِ مِن زُبَرِ الحَديدِ مشيدِ |
|
القاطِرُ النّارِيُّ قَيدَ الطَّرفِ في | |
|
| غُلَواءِ ثَورَةِ شَوطِهِ المُريدِ |
|
المُستَعِزُّ عَلى اليَفاعِ بِمارِجٍ | |
|
| نارٍ تَسعرُ غَيرَ ذاتِ خُمودِ |
|
وَالمُستَقِلُّ عَلى قُعِيٍّ حُفَّلٍ | |
|
| من نجره عَبلِ الوشائِج سودِ |
|
كَالقائِدِ المِغوارِ فَوقَ الطِّرف في | |
|
| صَدرِ الطَّليعَةِ لَيسَ بِالرعديدِ |
|
كَالأَشعَثِ البَدَوِيِّ قائِدِ غارَةٍ | |
|
| غَزواً عَلى اليَعبوبِ غَيرَ لَهيدِ |
|
يَخزو الرِّياحَ مَتى تَرامى الغَليُ في | |
|
| حُجُراتِ غور أُتونِهِ الأخدودي |
|
كَالبَرقِ تَصحبُهُ البُروقُ مُظَلَّلاً | |
|
| بِغَمامِ لَيلِ دُخانِهِ المَمدودِ |
|
يَحدو لَهُ حادي اللَّظى وَيَقودُهُ | |
|
| فَاعجَب لَهُ مِن قائِدٍ وَمَقودِ |
|
يَقتادُ مُعتَزِماً قِطارَ حَوافِلٍ | |
|
| عَجِلاً ثِقالاً لَم تَكُن بِالقودِ |
|
قُورٌ بِشاكِلَةِ القِبابِ يَجُرُّها | |
|
| طودٌ بِشَكلِ الجوسق المَعقودِ |
|
فَتخالُ جامِدَةَ الجِبالِ سَوائِراً | |
|
| فَوقَ الجِبالِ وَفي صُدورِ البِيدِ |
|
وَتَرى عُكاظاً في رَفيعِ بِنائِهِ | |
|
| جدَّ المَسيرَ عَلى سُراطِ حَديدِ |
|
أَو طورَ سينا في ضَبابِ غَمائِمٍ | |
|
| يَومَ الكَليمِ وَقاصِفاتِ رعودِ |
|
يَعدو فَيَجتاب التَّنائِفَ نافِذاً | |
|
| كَالسَّهمِ بَينَ أَعِقَّة وَريودِ |
|
يُدني قصيَّ الغاي غَيرَ مواكلٍ | |
|
| لَيسَ البَعيدُ وَقَد عَدا بِبَعيدِ |
|
ماضٍ فَما عرفَ الكَلالَ وَلا شَكا | |
|
| عَرَّ المغابِنَ أَو نِقابَ جُلودِ |
|
لا الشَّمسُ صامِخَةً تَرُدُّ عِنانَهُ | |
|
| يَوماً وَلا ظُلُماتُ لَيلٍ مودي |
|
يطوي الضِّياءَ عَلى الظَّلامِ مُغامِراً | |
|
| طَيَّ الصَّحائِفِ أَو كَطَيِّ بُرودِ |
|
وَالبِدعُ أَنَّ فَتىً الفَّ يَسوسه | |
|
| فَذّاً فَيَكفيه طلابَ مزيدِ |
|
طوراً يَخُدُّ مِنَ الثُّلوجِ شَوامِخاً | |
|
| شُمّاً وَطوراً راسِياتِ جَليدِ |
|
يَغدو نَضيدُ الثَّلجِ جِلباباً لَهُ | |
|
| وَالنّارُ في الأَحشاءِ ذاتُ وقودِ |
|
يا رُبَّ يَومٍ فَوقَ صوفر قَد بَدا | |
|
| وَالريحُ نادَت بِالسَّحائِبِ جودي |
|
كَكَتيبَة زِنجِيَّة مَلمومَةٍ | |
|
| في قُبطُرِيٍّ ناصِعٍ مَسرودِ |
|
إيهٍ وَلَيلٍ في المُروجِ سَرى بِهِ | |
|
| وَالدُّجن قَيَّدَتِ الدُّجى بِقُيودِ |
|
فَحَسبتُ سارينا المفحّم قطعَةً | |
|
| مِن زَورِ ذاكَ الحِندِسِ المَصفودِ |
|
حَتّى اِنتَحى فيهِ الصَّديعَ وَأقبَلَت | |
|
| أَقوامُ قَيصَرَ ناشِراتِ بُنودِ |
|
فَوَقَفتُ مِن جَنّاتِ جِلّقَ مَوقِفاً | |
|
| قادَ النَّعيمَ إِلَيكَ غَيرَ شرودِ |
|
وَوَثقتُ مِن فِردَوس عَدنٍ بِالَّذي | |
|
| ذكرَ الأَيمَّةُ مِن نَعيمِ خُلودِ |
|
يَكفي مِنَ الدُّنيا دِمَشقاً أَنَّها | |
|
| مِنها بِمَوضِعِ حِليَةٍ مِن جيدِ |
|
وَكَأَنَّها وَجَمالُ حُوّ رِياضها | |
|
| خالٌ بِخَدِّ المَشرِقِ المَورودِ |
|
لَيتَ الزَّمانَ قَضى لِجَفني أَن يَرى | |
|
| رَحباتِها وَاِحتَزَّ حَبلَ وَريدي |
|
وَكَفاكَ أَنَّكَ قَد نَزَلتَ شعابها | |
|
| فَحَللتَ أَطيَبَ تُربَةٍ وَصَعيدِ |
|