سامَرتَ ما كذبتكَ نَفسُكَ مُنيَةً | |
|
| بِالأَشرَفِيَّة من جمال خَيالا |
|
عرضت بِضاحِيَةِ الرَّميلَة بَعدَما | |
|
| منعت بِمُنعَطف الغَناسِ وِصالا |
|
وَوَفَت بوادي الحازمِيَّة مَوعِداً | |
|
| وَمَضَت تجشمكَ الوُعود مطالا |
|
أَجمالُ خلّي مِن دَلالِكِ سمتني | |
|
| زِنَةَ المَنِيَّةِ في هَواكِ دَلالا |
|
أَصعَرتِ خَدَّكِ دونَ صبك نَخوَةً | |
|
| حَتّى خَلَعتِ عَلى اللَّهيفِ خِبالا |
|
لَو أَنَّ سُؤلَكِ قَذفُ حَبَّةِ مُقلَتي | |
|
| صَيَّرتُها بِجَميلِ خَدِّكِ خالا |
|
هَلّا ذَكَرتِ عَلى خَميلاتِ الحِمى | |
|
| عبراتِ صَبِّكِ يَومَ قُلتِ وَقالا |
|
وَالعَهد في سَفحِ الجوارِ غَداةَ لَم | |
|
| تَتَهَيَّبي الرَّقباءَ وَالعذالا |
|
وَغَداةَ في وادي الخَريبيةِ اِنبَرى | |
|
| مِن ماءِ طَرفِك مُسبِلٌ شَيّالا |
|
وَحَلَفتِ أَنَّكِ لَو تَصَرَّمتِ العُرى | |
|
| تَرعينَ عَهدَك بِالعَلِيِّ تَعالى |
|
وَبِمار سَرجَس تلمسينَ جِدارَهُ | |
|
| حَلفاً يَبوعُ لَهُ الخَليعُ جِلالا |
|
وَمَنَحتَني يَومَ الكَسايِرِ نَظرَةً | |
|
| وَالعاذِلاتُ يُطِلنَ فيك جِدالا |
|
فَأصابَني وَأصابَهُنَّ نبالُها | |
|
| لكِنَّما اِختَلَفَت بِنا أفعالا |
|
فَشَرِبتُ مِن صِرفِ الحميَّا جُرعَةً | |
|
| وَلَقينَ مِن وَهَجِ المَضيضِ نِصالا |
|
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني مُستَرسِلٌ | |
|
| لِلحُبِّ أعتَدُّ السلوَّ ضلالا |
|
أنتاب أطلالَ الدِّيارِ بِمُهجَةٍ | |
|
| تَرَكت ذَخائِرَها النوى أَطلالا |
|
وَإِذا نَظَرتُ إِلى الخَوالِدِ خلتُها | |
|
| كانَت لما جَشَمَ الفُؤادَ خَيالا |
|
حَتّى أَقَمتُ وَقَد أَقامَ لي الهَوى | |
|
| في الخَدِّ مِن نُؤيِ القِبابِ مِثالا |
|
كَبِدٌ يُقَرِّحُها الجَوى وَحُشاشَةٌ | |
|
| تُدمى وَزفرَةُ لَوعَةٍ تَتَعالى |
|
وَلَقَد ذَكَرتُك وَالخُطوبُ تَعِلُّني | |
|
| غُبراً أصبنَ دَمَ الفُؤادِ فَسالا |
|
نَزَلَت بِساحي المُضلعاتُ وَأمطَرَت | |
|
| كَحَلٌ عَلَيَّ صَواعِقاً أهوالا |
|
لَو أَنتِ وازِنَةُ الحِمامِ وَمَوقِفي | |
|
| رَجَحَ المُصابُ عَلى الحِمامِ فَشالا |
|
وَذَكَرتُ عَهدَكِ وَالصَّواعِقُ تَلتَظي | |
|
| حَولي وَفُرّاطُ الرَّدى تَتَوالى |
|
حَتّى إِذا ما البَرقُ أومضَ نورُهُ | |
|
| وَتَهاتَنَت دِيَمُ السّحابِ عَزالى |
|
خايَلتُ مِن قَسَماتِ وَجهِكِ جمرَةً | |
|
| وَمُؤَشّراً عَذبَ الرُّضابِ زُلالا |
|
ما خِفتُ لَولاكِ الحِمامَ وَقَد يَرى | |
|
| مِثلي مُغاوِلَةَ المَنِيَّةِ قالا |
|
وَلَقَد أَقولُ إِذا استَحَرت من فَتىً | |
|
| بَلّاغُ شبلي عَن أَخيهِ مَقالا |
|
ما كانَ ضَرَّكَ لَو عَطَفتَ عَلى اِمرئٍ | |
|
| عَرَكتهُ ثائِرَةُ الخُطوبِ هُزالا |
|
أَوَّاه لَو أَنَّ المُنى صَدَقَت لَهُ | |
|
| يَوماً تَمَنّى أَن يَكونَ رِمالا |
|
هَب أَنَّ أسبابَ الإِخاءِ تَصَرَّمَت | |
|
| قَسراً بِقُوَّةِ غالِبٍ يَتَغالى |
|
حَصداءُ في نَظَرِ النُّهى مشزورَةٌ | |
|
| تَأبى الحَقيقَةُ أَن تُسامَ زَوالا |
|
فَلما تَقاضَيتَ المُحيطَ وَأَنتَ في | |
|
| سِعَةٍ لَو انَّك تُصدِقُ الآمالا |
|
حسبُ اللَّبيبِ مِنَ الكَلامِ إشارَةٌ | |
|
| وَلَقَد يَضُرُّ إِذا الكَليمُ أطالا |
|
وَلَأَنتَ إِن سَكتَ المُفَوَّهُ قائِلٌ | |
|
| وَلَئِن يقل كُنتَ الفَتى الفَعّالا |
|
لَو كُنتَ مُنطَلِق العَواطِفِ حُرَّةً | |
|
| خَوَّلتَ لا أتجَشمُ التسآلا |
|
لكِنَّما صَعَقَت شُعورَك قُوَّةٌ | |
|
| تَرَكتُك عِندَ نَوازِلي تَمثالا |
|
وَغَدَوتَ لَو وافاكَ طارِق مَطلبي | |
|
| تُبدي اِبتِسامَة مُزدَرٍ مُختالا |
|
ما أنتَ زاريه وَلكِن عامِلٌ | |
|
| أزراكه قَسراً فَحلتَ وَحالا |
|
صَلتانُ يَلعَبُ بِالنُّفوسِ كَأنَّما | |
|
| كانَت لَهُ وَالعاطِفاتِ مَجالا |
|
وَإِذا زَرَيتَ الآتِياتِ فَلا تَرى | |
|
| رَجُلاً إِذا عَدَّ الزَّمانُ رِجالا |
|
يَبقى التَّفَرُّقُ ما بَقِيتُ كَما تَرى | |
|
| خَفّف عَلَيكَ وَلَو أَزولُ لزالا |
|
هَب فَرَّقت أَيدي العَوامِلِ بَينَنا | |
|
| تَأتي القُرونُ فَتَجمَعُ الأَطلالا |
|
وَيَقولُ ثَمَّ الناظِروكَ وَغَيرُهُم | |
|
| هذا شَقيقُ الشّاغِلِ الأجيالا |
|
لا تَحسَبَنَّ مِزاجَ عَصرِكَ خالِداً | |
|
| صَرفُ الزَّمانِ يُبَدِّلُ الأَحوالا |
|
وَيَكونُ أَدنى ما يَنالُ تَغَيُّراً | |
|
| أَوفى البِلاد حَضارَةً وَجَمالا |
|
لطَبائِع الإعصارِ آجال كَما | |
|
| لِلنّاسِ لكِن قَد تَكونُ طوالا |
|
هذي حَقائِقُ لا يَرى تَصديقَها | |
|
| قَلبٌ تَساوى بِالعُداةِ خِصالا |
|
لا أرتَجى تَخويلَ نَفسي مُنيَةً | |
|
| مِن بَعدِ عِلمٍ لا يُطيقُ جِدالا |
|
لكِنَّما أَمَلُ النُّفوسِ مغامِرٌ | |
|
| حَتّى يَكونَ كَما عَلِمتُ مُحالا |
|
وَتَرى الغَريقَ مَتى هَوى مُتَلَمِّساً | |
|
| بَينَ الغِمارِ مِنَ الهَواءِ حِبالا |
|