عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > تامر الملاط > إيهٍ فَما تَحتَ السَّماءِ جَديدُ

لبنان

مشاهدة
620

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إيهٍ فَما تَحتَ السَّماءِ جَديدُ

إيهٍ فَما تَحتَ السَّماءِ جَديدُ
مِثلُ الخَوالي قابِلٌ وَعَتيدُ
في خاطِرِ الأَيّامِ مَوجِدَةٌ وَفي
صَدرِ الزَّمانِ ضَغائِنٌ وَحُقودُ
نارٌ هِيَ الدُّنيا يَشُبُّ أُوارُها
لكِن لَها مُهجُ النُّفوسِ وَقودُ
حَربٌ حَياةُ ذَوي الحَياةِ يَحُثُّها
بَطَلاً طِرادٍ باسِلٌ وَعَنيدُ
لَيلٌ وَصُبحٌ دائِبانِ عَلى القِلى
وَكِلاهُما مُستَطرِدٌ مَطرودُ
لا تَنقَضي أَبَدَ الأَبيدِ وَغاهما
وَالعالِمونَ مطارِدٌ وَطَريدُ
أَمّا السَّلامُ فَبَينَ أجداثِ الأُلى
هدأت بِهِم تَحتَ التُّرابِ لحودُ
وهم الأُلى زَعَموا بِأَنَّ مَقَرَّهُ
فوَهُ المَدافِع فَالسَّلامُ بَعيدُ
حَسبوا الوَعيدَ بِهِ الكَفيلَ وَما دَرَوا
أَنَّ المَطامِعَ دونها التَّهديدُ
فَإِذا استَمَرَّت بِالنُّفوسِ مَآرِبٌ
هَيهاتِ يُطمعُ بِالسَّلامِ وَعيدُ
وَلَئِن يَكُن قالَ المَقالَ مُجَرِّب
حَنك فَآراءُ الرِّجال تحيدُ
لِلسَّيفِ في كَفِّ المُدَرَّبِ نبوَةٌ
عِندَ القِراعِ وَلِلزِّنادِ صُلودُ
تِلكَ الهَريتَةُ إِنَّ في لَهواتِها
شَرَراً يَذوبُ لِحَرِّهِ الجُلمودُ
لا يَستَقِرُّ السّلمُ في أَفواهِها
حَتّى يَكونَ مِنَ الجَحيمِ بَرودُ
في الدَّهرِ يَومٌ مِن لَهيبِ كُراتِها
لِلكَونِ مِنهُ ما رَأَتهُ ثَمودُ
خُذ بِالمَقولِ وَدَع مَكانَةَ قائِلٍ
فَالنّور مِن جِلدِ الدُّجى مقدودُ
فَلَئِن تروني نِضوَ خَطبٍ بالِيا
فَالرَّأي فَخمٌ وَالكَلامُ جَديدُ
سَيَقولُ مِن أعقابِ آدَمَ قائِلٌ
صدق المَريض وَما يَقولُ أَكيدُ
أَعِدا اذدِكارَك يَوم مِتسَ وَما دَهى
فَالخَطبُ دانٍ ما طَوَتهُ عُهودُ
أَنَسيتَ يَومَ حِصارِ باريسٍ وَكَم
فيهِ تَقَطَّعَ نابِضٌ وَوَريدُ
وَتَقَوَّضت تِلكَ الحُصون وَبُدِّلَت
تِلكَ الثُّغورُ وَمَجدُها المَشهودُ
بُدِّلنَ بَحراً غَيرَ أَنَّ غِمارَهُ
مُهَجٌ تصوبُ وَأدمعٌ وَصَديدُ
تَيّارُ دَمعٍ فَوقَ لُجٍّ مِن دَمٍ
وَسَحابُ نار وَاِرفٌ مَمدودُ
فَلَكَم تَصابى لِلرَّدى مُتَهَالكاً
هَرِمٌ وَشُيِّبَ في المهادِ وَليدُ
تِلكَ الخطوب منَ القَوابِلِ ذرَّةٌ
مَن عاشَ يُبصِر فَالمَسيرُ وَئيدُ
ميتانِ بَل حَيّانِ مؤودانِ في
جَدَثِ الزَّمانِ كِلاهُما مَلحودُ
يَحيا السَّلامُ مَتى تعش روحاهُما
إِن كانَ يَحيا مائِتٌ مَؤودُ
الحَقُّ صِرفاً لا يُزنُّ بِريبةٍ
وَالعَدلُ بَحتاً بِالهُدى مَشدودُ
تَنصاعُ أطماعُ المَساعي مِنهُما
صَرعى وَأهواءُ النُّفوسِ تَبيدُ
هَيهات من عَنقاء مُغرِبَةٍ يَدٌ
وَمِنَ السُّهى مُتَطاوِلٌ وَمُريدُ
في الخَلقِ عَمّا تَبتَغي عَجزٌ وَفي
خُلُقِ الزَّمانِ تَجهمٌ وَصُدودُ
قُل لِلقُبورِ إِذاً تعهدكِ الحَيا
فَلأنتِ وَحدَك لِلسَّلامِ مهودُ
سرّانِ صانَهُما الزَّمانُ عَنِ الفَتى
آتيهِ ثمّة حَظّه المَرصودُ
مَن لَم تُدَرِّبهُ الخُطوبُ هَوَت بِهِ
شِيَمُ السَّليقَةِ فَالزَّمانُ يَكيدُ
مَن أَدبتهُ النّائِباتُ سَما لَهُ
خُلُقٌ يَكيدُ النّائِباتِ حَميدُ
فَمِنَ العَوادي لِلأَريبِ مَعاقِلٌ
وَمِنَ الشَّدائِدِ عُدَّةٌ وَعَديدُ
وَلَرُبَّما بَدَرتهُ قاضِيَةٌ فَما
أبقى عَلَيهِ صَرفُها المريدُ
كيما يَنالُ مِنَ الخُطوبِ فَوائِداً
وَيردُّ كَيدَ زَمانِهِ وَيَذودُ
ثَوبُ الحَياةِ وَإِن حرصتَ مُهَلهِلٌ
خَلِقُ البَنائِقِ واهِنٌ مَسرودُ
طوراً يُرَقِّعهُ الرّجاءُ وَتارَةً
غِرُّ الأَماني وَالبِلى صِنديدُ
خُلِقَ الأَسى تِربَ السُّرورِ وَمِثلهُ
خُلِقَ النّواحُ وَتربهُ التَّغريدُ
في السُّخطِ حِلمٌ وَالجبانةِ شِدَّةٌ
وَالذُّلِّ عِزٌّ وَالقَناعَةِ جودُ
لَولا سَجايا اللُّؤمِ ما عُرفت وَلا
وَثُقَت خِلالٌ لِلعلى وَعُهودُ
ما باتَ يَهتَزُّ الكَريمُ تَفاخُراً
لَو لَم يَكُن لِلباخِلينَ وُجودُ
ما عَزَّ قَدرُ الباسِلينَ شَجاعَةً
في الحَربِ لَو لَم يُخلَقِ الرّعديدُ
تَذوي البِلادُ وَتَستَعيدُ نَضارَةً
وَالمَجدُ يَذهَبُ تارَةً وَيَعودُ
أَرضٌ يصوبُ لَها النَّعيمُ سَعادَةً
زَمَناً وَأرضٌ تَلتَوي وَتَميدُ
لا الهونُ يَبقى لِلَّتي أقوت وَلا
يَبقى لِرَبّاتِ السّعودِ سُعودُ
لا تَحسَبَنَّ جَمالَ عَصرِك خالِداً
ما في الحَياةِ لِذي الحَياةِ خُلودُ
تِلكَ المَحافِلُ أَنت أَدرى بِالَّذي
يَجنيهِ مِنها جاهِلٌ وَرَشيدُ
خُطَطٌ دَعاها قَومُهُ حريةً
لكِنَّها عِند الصَّحيحِ قُيودُ
إِنَّ الَّذي سَمَّيتُموهُ تَمَدُّناً
سَيُرى وَرُكنُ بِنائِهِ مَهدودُ
بِالكَهرُباءِ وَبِالبُخارِ سَما لَهُ
مَجدٌ وَفي هذَينِ سَوفَ يبيدُ
ضَلَّ الأُلى قالوا الثّباتُ حَليفُهُ
دونَ السُّقوط وَحَظّهُ التَّأييدُ
ما في الغَوامِضِ ضامِنٌ لِحَياتِهِ
حَتّى يُصاحِبَ عُمرَهُ التَّخليدُ
إِن فاتَهُ حُكمُ التواءِ الدور لا
يَعدوهُ في مَرِّ الزَّمانِ جَليدُ
هَيهاتِ ما خُلِقَ الثَّباتُ وَلا البَقا
إِنَّ الدَّليلَ عَلى الزَّوالِ سَديدُ
صَعِدت وَصَوَّبتِ العُصور وَلَم يدم
في الدَّهرِ تَصويبٌ وَلا تَصعيدُ
فَانظُر إِذا كانَت تَطولُ حَياتُهُ
أَو لا يَكونُ لِعُمرِهِ تَمديدُ
أَوَ هَل يُعَمِّرُ فَوقَ ما في الشَّرقِ قَد
عَمَر التَّمَدُّنُ قَبلَهُ وَيَسودُ
وَهَلِ الفَضيلَةُ فيهِ أَنضَرُ أَيكَةً
أَو مَجدُ هاتيكَ العُصورُ زَهيدُ
فَإِذا فَطَنتَ فَلا تَرى في خُلقِهِ
مَعنىً إِلى طولِ الحَياةِ يَقودُ
كَلّا وَلا في كُنهِهِ وَصفٌ بِهِ
يَحيا وَيَفضُلُ غَيرَهُ وَيَزيدُ
هَبهُ تصعّدَ في المَعارِفِ جاهِداً
جهداً فَإِنَّ السّاقِطَ المَجهودُ
وَهَبِ الفَضيلَةَ واحِداً لِكِلَيهِما
فَرجالُهُ غَيرُ الَّذينَ أُبيدوا
ما في تَمَدُّنِ مَن مَضَوا وَهنٌ وَلا
في مَجدِهِم لِلمُستَزيدِ مَزيدُ
فَقُصورُ عَصرِكَ دونَ شُمِّ قُبورِهِم
وَلَقَد يَلَذُّ لِعَصرِكَ التَّقليدُ
ما بُرجُ إيفَلَ ذَرَّةٌ إِن قِستَ مِن
أَهرامِ مِصرٍ وَالعيانُ شَهيدُ
لَيتَ القَريضَ عَلى التَّرَسُّل مُسعداً
كيما أعدُّ شَواهِداً وَأزيدُ
لكِنَّما حَسبُ اللَّبيبِ إِشارَةٌ
عِندَ التَّرَسُّلِ فَالقَليلُ مُفيدُ
ما عِزُّ لَندَنَ فَوقَ عِزَّةِ رومَةٍ
أَيّامَ كانَت تَزدَهي وَتَميدُ
ما مَجدُ باريسَ العَتيدُ بِعادِلٍ
مَجداً لِبابِلَ وَالزَّمانَ بَعيدُ
ما في عِداءِ السِّينِ ما قَد كانَ في
عدياتِ دِجلَةَ وَالطُّلولُ شُهودُ
أَيّامَ كانَت حجرَتَيهِ وَحَولهُ
تِلكَ القُصورُ عَلى النُّجومِ تَسودُ
تِلكَ المُعَلَّقَةُ الحَدائِقِ سمكُها
في الجَوِّ مَرفوعُ العِمادِ مَشيدُ
لا بِالسَّماءِ وَلا الصَّعيدِ كَأَنَّما
بِالخافِقاتِ سِماكُها مَعقودُ
جَنّاتُ آطامٍ وَحُوُّ خَمائِلٍ
نُضرٍ لَها بَينَ الغَمامِ رُكودُ
مُتَهَدِّلاتٌ في السّحابِ كَأَنَّها
لِلزّاهِراتِ خَلاخِلٌ وَعُقودُ
تِلكَ الأَواهِلُ بِالعَواهِلِ أَصبَحَت
مَغنى أَوابِد في القفارِ تَرودُ
تِلكَ الغَرائِبُ بالعظائمِ بُدِّلَت
دمناً غرائبَ بالهوان تؤودُ
عَفَّت مَعالِمُها السّنون وَأَظلَمَت
فيها وهادٌ أَقفَرت وَنُجودُ
ما دامَتِ الدُّنيا لِآشورٍ وَلا
حازَ البَقاءَ بِمَجدِهِ نَمرودُ
هَلَكَ الفَراعِنَةُ الَّذينَ عَهدتهُم
وَمَضى الأَكاسِرَة المُلوك الصيدُ
دَرَجَ القَياصِرَةُ الأُلى خَفَقَت لَهُم
في الخافِقينِ حَجافِل وَبُنودُ
أَقوت مَعاهِد قَومِ يونانَ الأُلى
راضوا اللَّيالي وَالزَّمانُ شَرودُ
خَوَت العُروشُ عُروشُ فَونيقى وَقَد
كانَ الزَّمانُ بِما تُقِلُّ يَؤودُ
أَينَ العَظائِمُ حَولَ صور وَقَبلها
صيدونُ تَزأَرُ في ذُراهُ أسودُ
لَو أَنَّ آثارَ الرِّجالِ تُعيدُهُم
بعثتهمُ آثارهم فَأُعيدوا
فَهُمُ الأُلى صَرَعوا البِحارَ وَذَلَّلوا
تَيّارها وَالماخِراتِ جُنودُ
خَلَقوا المَفاخِرَ لِلزَّمانِ وَمَهَّدوا
سُبُلَ المَعارِفِ حَبَّذا التَّمهيدُ
إِنَّ الَّذي بَدَعَ الكِتابَةَ فَوقَ من
بَدَعَ البُخارَ إِذا اِستَقَلَّ عَميدُ
لَولا الكِتابَةُ ما فَخَرتَ وَلا عَلا
صَوتُ البُخار تَضُجُّ مِنهُ رُعودُ
ما نفع أَسلاكِ البروقِ أَو الَّذي
يَطوي المَفاوِزَ وَالسراطُ حَديدُ
إِن لَم تصرَّ عَلى الطُّروسِ يَراعَةٌ
تُدني القَصِيَّ فَينفدُ التَّبعيدُ
تِلكَ الشُّعوبُ مَضَت وَما أبقَت سِوى
أَثَرٍ يُجَدِّدُ ذِكرَها وَيُعيدُ
خَلَعوا عَلى الدُّنيا الضّياءَ وَأظلَموا
وَاِستَأثَرَت بِهِم اللَّيالي السّودُ
أقوى تَمَدُّنهم وَبُدِّدَ شَملُهُم
وَلِكُلِّ شَملٍ لائِمٍ تَبديدُ
بادوا وَبَدَّلتِ العُصورُ جَمالَهُم
تِرباً وَرَبُّكَ دائِماً مَوجودُ
ثَوبُ العُلُوّ عَلى الهُبوطِ مُفَصَّلٌ
لا يَخدَعَنَّك إِن صَعِدتَ صُعودُ
لا تَطمَعَنَّ مِنَ النَّعيمِ بِطائِلٍ
كُلٌّ لِيَومِ كَريهَةٍ مَولودُ
ما في الحَياةِ سَعادَةٌ أَمّا الَّذي
خَشِيَ الإِلهَ فَإِنَّهُ لَسَعيدُ
تامر الملاط
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/07/22 02:36:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com