عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > جرجي شاهين عطية > أنأى وما رسم الديار بناء

لبنان

مشاهدة
704

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أنأى وما رسم الديار بناء

أنأى وما رسم الديار بناء
وأغيبُ عنها وهي في أحشائي
وأسير عن لبنان وهو بمهجتي
باقٍ فما سيري وما إسرائي
حيّاكَ يا لبنانُ هتانُ الحيا
يا أرضَ كل شهامةٍ ووفاء
يا نزهة الألباب بل يا موطنَ
الأحبابِ بل يا منبت الأدباء
مني السلامُ على هضابك والرُّبى
وربوعك المأنوسةِ الغناءِ
وعلى ذويك وساكنيك تحيتي
فعليهم شرعاً وقفتُ ولائي
قومٌ كرامُ النفس والأقوالِ
والأفعالِ والأجدادِ والآباء
أصحابُ كل عزيمةٍ شماء ماضيةٍ
وكل سجيةٍ غرَّاءِ
متفردون بهمةٍ وبسالةٍ
ومروءةٍ ونباهةٍ وذكاءِ
فكان عز أرضهم خصتهمُ
بين الأنام بعزةٍ وإباءِ
وكأن رفعة طورهم أجرت بهم
مجرى الدماء محبة العلياءِ
يا حسنَ ذاك الطور بل يا نعم ذاك
الترب بل يا طيب ذاك الماءِ
هي جنة في الأرض طيبة الجنى
حكم الإله يبعدها لشقائي
قد جار دهري بالبعاد فسامني
فرط الصبابة بعد طول هناءِ
ولقد غدوت بغربتي في كربةٍ
موصولةٍ بمرارةٍ وعناءِ
أقضي الليالي ساهراً متذكراً
تلك الديار وصحبة الرفقاءِ
أتذكر الجبل الذي فارقتهُ
يسبي النُّهى ويقرُّ عين الرائي
ودَّعت فيه أقاربي ومعارفي
وجميع إخواني وأهل صفائي
فهجرتُ كل مسامرٍ من بعدهم
حتى القريض وكان إلف صبائي
ما كنت أحسب في نعيمي أنهُ
سيكون هجري للجنان جزائي
ما كنت أحسبُ أنني سأسير عن
وطني الرحيب لموطن السجناء
يا قاتل الله الليالي انها
عاضت صفاء معيشتي بجفاءِ
قد غادر تني والقتاد أسرتي
ونوائبي زادي ودمعي مائي
كم بت في شوقٍ إلى ذاك الحمى
أرعى نجوم القبة الزرقاء
حتى أتتني منهُ ذات صيانةٍ
تسبي القلوبَ بقامةٍ هيفاءِ
وبمنطق عذبٍ إذا أسمعتهُ
أغنت حلاوتهُ عن الصهباءِ
ألفاظها السحر الحلال ووجهها
بدر الكمال يضيء في الظلماءِ
خصصتُ في حكم الهوى قلبي لها
وقفاً فحلت جانبَ الأحشاءِ
لا بدعةٌ في أكرم الأصهار أن
يمنن بأكرم غادةٍ عذراءِ
فهو الكريم ابن الكرام وكم لهُ
عند الأكارم من يدٍ بيضاء
أهدى إليّ خريدةً من نظمه
زينت بكل طريفةٍ حسناء
جمعت من اللفظ اللطيف وبهجة
المعنى الظريف ورقة الإنشاء
هي درةٌ من بحر علمٍ رائقٍ
جلت بقيمتها لدى العلماء
أكرم بناظم عقدها من فاضلٍ
سامي المزايا ثاقب الآراء
متصدر في سدّة الأحكام لا
يغريه لا نصرة الضعفاء
لا يختشي في العدل لومة لائمٍ
أبدا ولا يهتزُّ للإطراء
وله يراعٌ كالحسام وفطنةٌ
تجلو دجى النكبات والأرزاء
لابدع يا إلياس أن أطرفتني
من سحر قولك آية البلغاء
فلأنت ذو الأدب الفريد
وناهج الرأي السديد وصاحب الآلاءِ
قلدتني منك الجميل وإنني
ما عشتُ لا أقوى على الإيفاء
وزففتني حكماً ونصحاً باهراً
فيه تقلُّ مدائحي وثنائي
ما أنت يا إلياس بالرجل الذي
تخفى عليه حقائق الأشياء
فسد الزمان فما ترى من صادقٍ
في أهله أو منصفٍ بقضاءِ
وذوو الجهالة حيث كانوا في الملا
أعداءُ أهل العلم والفضلاءِ
كم بات في الدنيا لقوم سيداً
من ليس إلا سيد الجهلاءِ
ولكم بأهل الدين راعي بيعةٍ
ما كان يصلح راعياً للشاءِ
إني امتحنت بني الزمان فلم أجد
في مدعي الإخلاص غير رياءِ
ولأنت تعرفني وتعرف إنني
أرعى العهود وقد خبرتَ وفائي
مني إليك قصيدة حمَّلتها
شوقاً أذابت ناره أحشائي
تهديك مني ألفَ ألفِ تحيةٍ
في الصبح والآصال والأمساءِ
وعسى يرد الله عهد مسرةٍ
ولَّي فيجمع بيننا بلقاءِ
جرجي شاهين عطية
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/08/02 03:14:38 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com