يا يوسف الحسن فيكَ الصَب قَد ليما | |
|
| ولو رأوك هووا لِلأَرض تَعظيما |
|
بِمَن حَباك فُنون الحُسن تَتميما | |
|
| لُح كَوكَباً وَامش غُصناً وَالتفت ريما |
|
فَإِن عداك اسمُها لَم تَعدُك السيما
|
شهدٌ بثغرك لَم تبرد بِهِ كبدُ | |
|
| عَقارب الصدغ في حافاتهِ رصدُ |
|
تبدي ثلاثاً وَلَكن لَم تَنلك يَدُ | |
|
| وَجهاً أَغر وَجيداً زانَهُ جَيَدُ |
|
وَقامة تُخجِل الخطيَّ تَقويما
|
سفرت فَالبَدر لا تحكيك غرتُهُ | |
|
| وَالخشف دونكَ عَيناه وَنَظرتُهُ |
|
دَعاكَ صبُّك إِذ حارَت بَصيرته | |
|
| يا مَن تجل عَن التَمثيل صُورته |
|
أَأَنت مثلتَ رُوح الحسن تَجسيما
|
عَهدتني لَم أَجد لي في النَسيب يَدا | |
|
| وَلَم أَكُن لِنضار الشعر منتَقِدا |
|
وَيَوم لي بابليُّ اللَحظ مِنكَ بَدا | |
|
| نَطقت بِالشعر سحراً فيكَ حينَ غَدا |
|
هاروتُ طرفك يُنشي السحر تَعليما
|
عَناصري أَنتَ مَعدود كخامسها | |
|
| وَمِن حَواسِّيَ مَعدودٌ كسادسها |
|
يا صُورة الحُسن جلت عَن مجانسها | |
|
| لَو أَبصرتك النَصارى في كَنايسها |
|
مُصوَّراً ربعت فيكَ الأَقانيما
|
أَضحى مَحبّوك في دين الهَوى أمما | |
|
| وَكَم سَفكتَ لَهُم في مقلتيك دَما |
|
فَلم تَزَل فاتِناً طوراً وَمنتقما | |
|
| إِذا سفرتَ تَولَّى المُتقيْ صَنَما |
|
وَإِن نَظَرت تَوقَّى الضَيغم الريما
|
هَواك راحة قَلبي في مَتاعبِهِ | |
|
| وَالقَلب يَبرد مِن أَبراد لاهبه |
|
يا للرجال ألا عَونٌ لِصاحبه | |
|
| مَن لي بِأَلمَى نَعيمي بِالعَذاب بِهِ |
|
وَالحُب أَن تَجد التَعذيب تَنعيما
|
قَد اتبعناه وَالتهيام سنَّتُهُ | |
|
| وَكَوثر الريق لِلعُشاق منَّتُهُ |
|
رُضوانه الخال وَالخدان جنتُهُ | |
|
| لَو لَم تَكُن جَنةَ الفردوس وَجنتُهُ |
|
لَم يَسقِني الريقَ سلسالاً وَتَسنيما
|
أَهدى لَكَ الفَلَكُ الدوَّارُ أَنجمَهُ | |
|
| صبا فوشحه فيها وَخَتَّمَهُ |
|
فَاعجب لَهُ وَمليك الحُسن عَلَّمه | |
|
| أَلقى الوشاح عَلى خصر تَوَهَّمَهُ |
|
فَكيفَ وَشَّحَ بِالمرئيِّ مَوهوما
|
دم الشَقيق مراقٌ في أَناملِهِ | |
|
| وَالخَيزران عَليل مِن تَمايله |
|
يا حسنه حينَ باهى في شَمائله | |
|
| وَرجَّ أَحقافَ رَملٍ في غَلائله |
|
يَكادُ ينقدُّ عَنها الكَشحُ مَهضوما
|
غُصن تَنوء بِهِ مِن رَدفه هضبُ | |
|
| ينوشها مِن أَعالي فرعه عَذَبُ |
|
يَمشي وَفي ساقه مِن حِجْله ندبُ | |
|
| إِن آلَمَ الحِجْلُ ساقيه فَلا عَجبُ |
|
فَقَد شَكى مِن دَقيق الدرز تاليما
|
نَشاط صَبوتِهِ يمشيه مبتدرا | |
|
| وَثقل أَردافه يَثنيه منهصرا |
|
فَإِن مَشى جائِلاً حِجْلاً وَمؤتزرا | |
|
| الردف وَالساق رَدّا مشيَه بهرا |
|
وَالدرع منقدَّةً وَالحِجْلَ مَفصوما
|
بَراه رَبٌّ قَدير في تَصرُّفه | |
|
| فَكانَ أَبدَع شَكل في تَكيُّفه |
|
نَبي حسن أَمنّا مِن تَحرُّفه | |
|
| في وَجهِهِ رُسِمَت آيات مصحفه |
|
تُتلى وَلم يَخشَ قاريهن تَأثيما
|
فآية السحر فيها عَينه اِكتَحَلَت | |
|
| وَآية النمل في طرس العذار حلت |
|
وَعَينه هِيَ صاد حَولَها اِكتمَلَت | |
|
| ذي نُون حاجبه لَو حاؤه اِتصَلَت |
|
في ميم مبسمه لَم تَعد حاميما
|
تَعلم اللحنَ إِبراهيمُ مِن فَمِه | |
|
| وَنال علمَ الأَغاني في تعلُّمه |
|
فَعود إِسحق ملغى في تَرنُّمه | |
|
| وَلحن مَعبَدَ يَجري في تكلمه |
|
إِن أَدمج اللَفظ تَرقيقاً وَتَرخيما
|
كَم بِتُّ ألثمه شَوقاً وَيلثمني | |
|
| وَأجتَني الدرَّ غَضاً إِذ يكلِّمني |
|
فَإِن تبسَّم لي وَالشَوق يُؤلمني | |
|
| أَشيمُ بَرقَ ثَناياه فَيوهمني |
|
تَأَلُّقَ البَرقِ نَجديّاً إِذا شيما
|
يَا حَبَذا ماء واد مِنهُ شربُكُمُ | |
|
| يَردنَ سربُ المَها فيهِ وَسربُكُمُ |
|
سَقاكُم الغَيث كَي يَخضر شِعبُكُمُ | |
|
| يا نازِلي الرَمل مِن نَجدٍ أُحِبُّكُمُ |
|
وَإِن هَجرتم فَفيما هَجرُكُم فيما
|
نَسيتمُ بِزرودٍ طيبَ مجلسِنا | |
|
| وَإِذ حميّا الهَوى مالَت بأرؤُسِنا |
|
فَما دَنا غَير ريّاكُم لِمعطسنا | |
|
| أَلَستُمُ أَنتُمُ ريحانَ أَنفُسِنا |
|
دُون الرَياحين مجنياً وَمشموما
|
إِني وَإِن كُنت نائي الجسم ضَيفُكُمُ | |
|
| وَالقَلب مأواه واديكُم وَخيفُكُمُ |
|
فَلُّوا غِرار الجَفا لا فُلَّ سَيفُكُمُ | |
|
| إِن يَنأ شَخصُكُمُ فَليدنُ طيفُكُمُ |
|
لَو أَن للعين إغفاءً وَتَهويما
|
عَهدتكم نجعةَ الصادي بموئلِكمْ | |
|
| وَتَنقعون الظما في بَرد سلسلِكم |
|
فَها أَنا حائم مِن حَول مَنزِلِكم | |
|
| هَل توردون ظِماءً عَذب منهلِكم |
|
أَم تصدرون الأَماني حُوَّماً هيما
|
حَتّى مَتى يَتقاضى الصَبُّ دينَكُمُ | |
|
| وَكَم أَكابد في الترحال أينَكُمُ |
|
كَأَنَّما القَلب مني ضاعَ بَينَكُمُ | |
|
| لي بَينَكُم لا أَطالَ اللَه بَينَكُمُ |
|
غَضيضُ طَرف يَرد الطرف مَسجوما
|
رَضعت قَبل اللبا مِن درِّ إلفتِهِ | |
|
| وَما تَرعرعتُ إِلّا في محبتِهِ |
|
هَيهات أَن تفطموني عَن مَودته | |
|
| أَنا رَضيع هَواه مُنذُ نَشأته |
|
وَنشأتي لَن تَروني عَنهُ مَفطوما
|
كَم ذا تجور عَلى العاني وَتظلمُهُ | |
|
| كَأنه حل في شرع الهَوى دَمُهُ |
|
رَضيت يا مَن لَهُ رِقِّي أُسَلِّمُهُ | |
|
| يا جائِراً وَعَلى عمد أَحَكِّمُهُ |
|
أَعدل وَجُر بِالَّذي وَلاك تَحكيما
|
قَضى الَّذي جَعل الأَشياء في عللِ | |
|
| فَكانَ في رَجل ما لَيسَ في رَجُلِ |
|
بِقسمة لَكَ فيها غَير ما هوَ لي | |
|
| لَكَ الصبا وَالجَوى لي وَالعُلى لعلي |
|
وَقُل لِهادي الهُدى طَرداً وَتقسيما
|