شهبُ المَعارف قَد تبلَّج نورُها | |
|
| وَتَلألأت في الخافقين بدورها |
|
وَبِرَوضةِ الشَهبا النَضيرة ازهرت | |
|
| وَبِكُلِّ دائِرةٍ ينمُّ عَبيرها |
|
كَم مِن جَهول صادَهُ شرك الرَدى | |
|
| مِن جَهلِهِ فاستنقذتُهُ صُقورها |
|
وَلَقَد تَبَدَّدت الجَهالة وَلثَّنت | |
|
| بِمَعارف آياتها وَسُطورُها |
|
وَكَبت فَوارسُها وَشُتِّت شَملُها | |
|
| وَاندكَّ معقلها وُهدِّمَ سورُها |
|
وَنَبت صوارمُها بحدِّ يَراعةٍ | |
|
| اضحى بروعُ الغافلين صريرها |
|
يا أَيُّها الآسي ارفقنَّ بِحالَتي | |
|
| إِني ضَعيفٌ بِالمَحبَةِ ذائِبُ |
|
وَبدونها كلُّ الرَغائب يَنتهي | |
|
| يَوماً إِلى حَدِّ الدَمارِ مَصيرها |
|
وَلِذاكَ اضحت للعقولِ قَلائِداً | |
|
| وَتَشيَّدت عِندَ المُلوكِ قصورُها |
|
فَتَفاخرت بكمالها وَجمالها | |
|
| وَتَبسمت بلقى المدير ثُغورها |
|
فَهوَ المروّجُ في الدَوائر سوقها | |
|
| وَهُوَ الضَمينُ لعزّها وَخَفيرُها |
|
اَعلى مَكانتها وَزادَ سناءَها | |
|
| حسناً سميُّ المصطفى وَنصيرُها |
|
ما جاءَ تَوفيق المَعارف مثلهُ | |
|
| فردٌ وَجامع شَمها وَمديرُها |
|
وَبجدّهِ قَد زانَها بِقلادَةٍ | |
|
| فاقت بِها كلَّ النحورِ نحورُها |
|
وَبسلكِ فكرتهِ الفَسيحة ضمَّهاً | |
|
| فَتنَّظمت بَعدَ الشَتات شذورُها |
|
فَهُوَ ابن بجدتها وَخابرُ امرها | |
|
| فلذاكَ آل إِلى النَجاحِ مسيرُها |
|
وَهُوَ المسهّلُ لاتساعِ نِطاقها | |
|
| سُبُلاً تعسَّرَ ان تَهون وَعورُها |
|
سَطَعت فوادي شَمس حسن صفاتَكُم | |
|
| وَشعاعُها بالاستقامَةِ ذائِبُ |
|
بلغت إِلى قمم الكَمال فكيف لا | |
|
| وَمليكنا عَبد الحَميدِ مجبرُها |
|
وَذَكاءُ حكمتِهِ يعزّزُ شَأنها | |
|
| وَضياءُ طلعتِهِ البَهجِ يُنيرُها |
|
لا زالَ في عَرشِ الصُعودِ تقلُّهُ | |
|
| جندُ السَلامَة وَالدُعاءُ سُرورُها |
|
وَمواكبُ الشَهباءِ تهتفُ فَليدم | |
|
| عُثمانُ نوري قَيلُها وَمنيرها |
|
رفعت لَهُ ضمن القُلوبِ معاهِداً | |
|
| فَكَبيرها يَدعو لَهُ وَصَغيرها |
|
وَالمُنشدُ الداعي يَقولُ مُؤَرّخاً | |
|
| يَحيا بتوفيق المَعارف نورُها |
|