عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > جرمانوس الشمالي > تَزاحمَ الدَمعُ في كانونَ وَالمطرُ

لبنان

مشاهدة
632

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تَزاحمَ الدَمعُ في كانونَ وَالمطرُ

تَزاحمَ الدَمعُ في كانونَ وَالمطرُ
تزاحمَ الجَمع في تَشييع مَن خسروا
يا مَن نَقَشتم على المصباح دائِرَةً
سَوداءَ مِن لَمحها قَد اظلمَ البصرُ
ما للحنادس غشت نور طَلعتِهِ
لِلّهِ قُولوا لَنا ما الرزءُ ما الخبرُ
قالوا كسوناهُ ثَوباً نَحنُ نَلبسهُ
مِن بَعدِ نقاشِه وَالدَمعُ منهمرُ
انّا فَقَدنا نقولا مِن لغيبتهِ
تَبكيهِ عين الذكا ما كرَّتِ العُصرُ
تَبكيهِ بَيروت دَمعاً كَالدِماءِ لَهُ
في كُلِ خدٍّ عَلى انحائِهِ أَثرُ
كَم مشكلاتٍ جلا عَنها غياهبها
بلمحةٍ بعدَ ما حارَت بِها الفكرُ
اقلامهُ بيَّضت ما الدَهرُ سودهُ
وَفي الدَعاوى غَدَت للحق تَنتَصِرُ
غاصت بلجّ المَعاني وَانتَقَت درراً
وَاليَوم اَمست بسجن النُون تَنحصرُ
تملك مُهجَتي وَالقَلب مِني
اسير بِعادِهِ يَرجو اقتِرابا
يُبكى طَويلاً علي تلكَ الأَنامل إِذ
كانَت تُصاغُ بِها في نَظمِهِ الدررُ
ابكار افكارِهِ تَحلو لخاطبها
وَنقدها في مَجالي عَقدها العِبَرُ
كَم مِن أَضابير كتبٍ زانَ طلعتها
نَظماً وَنَثراً بِها الاعلامُ تفتخرُ
وَما غَلا من لَغي الاعجام ترجمهُ
حَتّى اغتنى مِن إِلَيها كان يَفتقرُ
مِنها قَوانين اَحكام مشكلةٍ
مرعيةٍ يَقتَفيها البَدوُ وَالحَضرُ
وَفي النَياشين مصداقٌ لخدمتِهِ
ذات الخَليفة من في ظلهِ الظفرُ
كَأَنَّها انجمٌ في صَدرِهِ سَطَعَت
بِنورها لاحَ فَضلٌ فيهِ مستتر
سَبعين عاماً قَضى بالعلمِ مجتهداً
لَيلاً نَهاراً وَاضنى جفنهُ السهرُ
مِن كُلِّ فَنٍّ جَنى اَحلى خلاصتِهِ
فَكانَ كَالنَحلِ لَكن ما بِهِ إِبرُ
قَد طالَما كان في الاسفارِ يَنعشنا
بالعودِ وَالآن طالَ البينُ وَالسَفَرُ
فاهجم كُل يَومٍ للتَداني
وَيَلقى بَينَنا الدَهرُ الحَجابا
راقَ النعيم لَهُ فاختارهُ سكناً
مغادراً كل ما في الأَرض يَعتبرُ
واحسرتاهُ عَلَيهِ فَهُوَ وَدَّعني
يَوم ارتحالي وَعَن قَلبي نَأى الحَصَرُ
فَلَم افز بِاللقا حَتّى اودّعهُ
في يَوم رحلتِهِ وَالقَلب منكسرُ
ماذا أَقولُ وَللراثين سابقةٌ
في ما يُرثّى فَلم يُبقوا وَلَم يذروا
ابقى لَنا اللَهُ في انجالِه عوضاً
فالاصلُ عَنهُ يعيضُ الفرع وَالثمرُ
لا زالَ يَحيا بِهم تذكارهُ ابداً
وَفَضلهُ في صُدور الناس مدَّخرُ
وَإِذ تَجَرَّعَ كاس الحزن مصطبراً
وَما بَدا مِنهُ في أَوصابِهِ ضجرُ
ناجاهُ مَولاهُ مِن أَوجِ السَعادَةِ في
عامٍ يُؤَرَّخُ خُذ آجار مَن صَبَروا
جرمانوس الشمالي
بواسطة: ملآذ الزايري
التعديل بواسطة: ملآذ الزايري
الإضافة: السبت 2013/08/03 10:53:25 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com