ساقَ السُرورُ إِلى القُلوبِ جنائِبا | |
|
| لِلقاءِ حبرٍ كانَ عَنا غائِبا |
|
عرقا عَلى بعدها غرقى بانعمِهِ | |
|
| ابقى لَها الذكر حيّاً لَيسَ يَنقطعُ |
|
في مَركز الحَقِّ مَرفوعٌ عَلى علمٍ | |
|
| يَقضي وَكُلٌّ بِما يَقضيهِ يَقتنِعُ |
|
صَعب المَشاكل بِالحُسنى يحللهُ | |
|
| وَصَدرهُ الرَحب بَحراً واسِعاً يسعُ |
|
وَجُملة القَول مِمّا لا خِلافَ بِهِ | |
|
| لِوَجهِ يوسف نجم الصُبح يَتبعُ |
|
اضحى لِعَكا بِهِ سورٌ يَحصّنُها | |
|
| مِن حُسن تَقواهُ عَنها الضرُّ يَمتنعُ |
|
حبرٌ نَقيٌّ وَديعٌ كَالحَمامِ وَفي | |
|
| صَدِّ النَوازل لَيثٌ ما بِهِ جَزَعُ |
|
عُلومُهُ وَالحجى بَحران قَد مُرِجا | |
|
| وَالدُرُّ من فيهِ شبه السيلِ يَندفعُ |
|
وَبان في بولس المختار عَن ثقةٍ | |
|
| حَق السِياسَةِ فَهوَ الفاضلُ الوَرعُ |
|
حماةُ تَبغي حماهُ وَهُوَ مسعدها | |
|
| في كُلِّ خَطبٍ فَلا بَأساً وَلا هَلَع |
|
يَقولُ ما قالَ ذاكَ المُصطفى قَدَماً | |
|
| قَولاً عَلى صَفحاتِ القَلبِ يَنطبعُ |
|
بسمت لطلعتِهِ الثُغورُ وَرحَّبَت | |
|
| فُسَحُ الصُدورِ بِهِ وَلاقت آئِبا |
|
اني وَإِن كُنت بَينَ الرُسل اصغرهم | |
|
| فَإِنني صانعٌ خَيراً كَما صَنَعوا |
|
لِلّهِ اربعة الاحبار ما خُلِقُوا | |
|
| إِلّا كَأربعة الانهارِ وَاجتمعوا |
|
كَأنهم انهر الفَردوس وَاتَخذوا | |
|
| مِن فَيضِ ذيّالك اليَنبوع ما جَمَعوا |
|
اَنهار ماء الحَياة الفائِضون عَلى | |
|
| أَرض النُفوس الَّتي باليمنِ تزدرعُ |
|
طَليعةٌ مِن سُراة القَوم باسلةٌ | |
|
| بباترِ الحَق هام البُطل قَد قَطَعوا |
|
أَفعالهم سلمت مِن كُلِّ شائبةٍ | |
|
| وَقدرهم في صُدور الجَمع مُرتفعُ |
|
هُم دَوحة الفَضل ما اشهى ثِمارهُم | |
|
| سَقياً وَرعياً لِمَن في ظلهم رتعوا |
|
يَكفيكَ كُرسيَّ انطاكيةٍ شَرفاً | |
|
| إِذ فيكَ بولس بالسادات مُجتمعُ |
|
ضاهيتَ غُرفة صهيون الَّتي جَمَعت | |
|
| يَسوع وَالرُسل لَمّا للجهادِ دَعوا |
|
وَالرَوحُ حلَّ عَلَيهُم شبه السنة | |
|
| مِن نارِ حبٍّ وبِالانذار قَد شَرَعوا |
|
وَكُلُّهُم لنصىِ الحقِّ ساعٍ | |
|
| وَدفعِ البَغيِ بِالعَزمِ الشَديدِ |
|
وَتَلألأت تلكَ البُدورُ وَزحزحت | |
|
| عَنها السُتور وَقابلتُهُ كَتائِبا |
|
مِنهُم جُنوناً وَمِنهُم الشَمال كَما | |
|
| اَوحى الالهُ البهم حينما اِقتَرَعوا |
|
فيهُم تَرى ما رَأى ذاكَ الحَبيب لَدى | |
|
| رُؤيا المَنائِرِ وَالاوهام تندفعُ |
|
باي برجٍ بَدوا حَتّى نُؤرّخهم | |
|
| اَجبتُ قل في ذُرى لُبنان قَد طَلَعوا |
|
هُم الكَواكب في يُمنى الَّذي قدُمت | |
|
| أَيّامهُ وَلَهُ الايامُ تختضعُ |
|
ذا مسعد الدين وَالدُنيا وَركنُهُما | |
|
| وَمَن لَدَيهِ اسودُ البيدِ تَتضعُ |
|
مِن صَدرُهُ صادق التاريخ ضمَّ بِهِ | |
|
| سَل ما بَدا لَك عَمَّن في الوَرى فَرعوا |
|
كَأَنَّهُ كانَ في الاعصارِ اجمعَها | |
|
| وَكُل عَصرٍ لَهُ استنسابُهُ يَدعُ |
|
يا رَب صنهُ وَايّد عزَّ غبطتِهِ | |
|
| مَع مَن عَلَيهُم يَديهِ بِالرضا يَضعُ |
|