دَعني وَشَأني فَجسمي بِالهَوى نُحلا | |
|
| لا يَنجع النصح في من قلبُهُ رحلا |
|
الغَربُ مُذ زارَهُ حيى مَشارِقُهُ | |
|
| وودَّ للمنتَهى أَلّا يفارقهُ |
|
هَذا وَداعي فاني هاجرٌ وَطني | |
|
| لا تعذلّني فَلا اصغى لِمَن عذلا |
|
يا حاديَ العيس لا ترفق براحلتي | |
|
| شرّق وغِرّب عسى ان ندرك الاملا |
|
يَنأى المزارُ عَلى الواتي وَلَو رشاءً | |
|
| فكيف يدنو مِن الواهي إِذا كَسلا |
|
شأوي بَعيدٌ إِذا ادركتهُ جذلت | |
|
| روحي وَالّا فَقل ما ابعد الجَزلا |
|
مِن أمَّ قَوماً سراةً لا يَرى تعباً | |
|
| في طيهِ البيدَ بل يَسري بِها عجلا |
|
قَلبي شها العرب يَستقصي مآثرهم | |
|
| وَباتَ منشغفاً في حبهم ثَملا |
|
قَومٌ كرامٌ بنوا للمجد اعمدة | |
|
| مِن فَوقِها لهبُ نيران القَرى اشتعلا |
|
وتوجوا العقل بالادابِ بَل نَسَجوا | |
|
| للفَضل وَالحسن من اشعارهم حللا |
|
منهم جريرٌ واوسٌ والخَليل وَمن | |
|
| فاقوا ذكاءً وعلماً للعقولِ جلا |
|
والاصمعيُّ وَسحبانٌ وَعنترةٌ | |
|
| وَقَيسُ رَأيٍ وَقسٌّ مِن غدوا مثلا |
|
وَالبَحرُ حيّاهُ لَما شامَ بارِقُهُ | |
|
| وَالدُرُّ فيهِ تَمَنّى أَن يعانقهُ |
|
جلّوا وَلَكنهم حلُّوا عَلى سَفرٍ | |
|
| هَيهات هَيهات تَلقى مِنهم رجلا |
|
عرَّجتُ يَوماً عَلى تلك الرُبوع فَلَم | |
|
| ابصر رُبوعاً وَلا رَسماً وَلا طللا |
|
ناديتُ مَن لي بهادٍ استعين بهِ | |
|
| علّي اصادف مِن أَنسابهم بَدلا |
|
فَقالَ خلي الا خَلِّ الركاب هُنا | |
|
| وَاستقبل الركب في الابحار وارتحلا |
|
وَاستوضح المَجد في باريس مِن عربٍ | |
|
| تَجد رَشيداً وَريث المَجد مذ نجلا |
|
ذا استغرق الفضل في تَقسي أَسهمِهِ | |
|
| فَرضاً وَرَداً فَاضحى افضل الفَضلا |
|
وَاحرز المَجد بالتعصيب اجمعهُ | |
|
| إِذ لا مزاحمَ في ما حازَهُ وَعَلا |
|
فَردٌ بِهِ اجتَمَعت أَوصاف مَن سَلَفوا | |
|
| وَفاقَهُم رفعةً تَسمو عَلى زُحلا |
|
دارَت عَلى رَأبِهِ الآراءُ قاطِبَةً | |
|
| كَما تَدورُ عَلى قطبٍ يَقي الخَللا |
|
يخلّصُ الماءَ مِن راحٍ بِهِ امتَزَجَت | |
|
| وَيَمزجُ الصَبرَ مِن أَخلاقِهِ عَسَلا |
|
وَترقيةُ المَعارف في حماهُ | |
|
| تُبينُ مَلامِحَ العصرِ الجديدِ |
|
لَمّا رَأى الدُرَّ في فيهِ وَقبضَتِهِ
|
إِذا تَوالَت صُروف الدَهرِ هشَّ لَها | |
|
| وَقالَ في صَرفِها حالاً أَنا ابن جَلا |
|
ايّانَ يَنزل يَشعشع حَولَ منزِلِهِ | |
|
| مِن نيّرات الحجي نورٌ لِمَن دَخَلا |
|
يُرجى لقاهُ وَيَخشى مِن مَهابَتِهِ | |
|
| لَكنَّ فيهِ اِبتِساماً يَبعدُ الوَجلا |
|
يُجيبُ مِن أَمَّهُ مُستَنجِداً بنعم | |
|
| في كلِّ ما حُلَّ لا يَدري الجَواب بَلا |
|
حَوى من أَمَّهُ مُستَنجِداً بنعم | |
|
| ومنهلَ العلمِ مِن سنِّ الصَبا نَهنلا |
|
في كلِ فَنٍّ لَهُ بِاللَهِ سابِقَةٌ | |
|
| غَنّى الهزارُ بِها بالاوج مجتَذِلا |
|
بالنظم وَالنَثرِ وَالاملاءِ ابرعُ من | |
|
| اَملى وَانشأَ مَنثوراً وَمُرتَجلا |
|
أَلفاظُهُ الدرُّ في سلكِ البَيان غلَت | |
|
| وَمثل ناظِمها في ذا الزَمان غَلا |
|
لِلّهِ شَهمٌ تَباريني مَناقبهُ | |
|
| اعدُّ الفاً اَرى الفين قَد وَصَلا |
|
ذُو همَّةٍ ترهب الاساد نهضتها | |
|
| وَقدرهُ عِندَ أَرباب النُهى فَضلا |
|
نادتهُ روما فَلَبّى مِن وداعتِهِ | |
|
| شبه الحَمامة في فُلكٍ لساعتِه |
|
لاحَت عَلى صَدرِهِ المَلأن مِن حكمٍ | |
|
| نعمى المُلوك الَّتي حلَّت محل عَلا |
|
اجارهُ اللَه مِن عَين الحَسودِ عَلى | |
|
| هَذا الكَمال الَّذي في شَخصِهِ كَملا |
|