عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جواد البلاغي > أطعت الهوى فيهم فعاصاني الصبر

العراق

مشاهدة
875

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أطعت الهوى فيهم فعاصاني الصبر

أطعت الهوى فيهم فعاصاني الصبر
فها أنا مالي فيه نهي ولا أمر
أنست بهم سهل القفار ووعرها
فما راعني منهن سهل ولا وعر
أخا سفر سيان اغتنم السرى
من الليل تغليساً إذا عرس السفر
بذاملة ما أنكرت ألم الجوى
وما صدها عن قصدها مهمه قفر
يضيق بها صدر الفضا فكأنها
بصدر مذيع عي عن كتمه السر
تحن إذا ذكرتها بديارهم
حنين مشوق هاج لوعته الذكر
وشملالة أعديتها بصبابتي
إذا هاجها شوق الديار فلا نكر
أروح وقلبي للواعج والجوى
مباح وأجفاني عليها الكرى حجر
وأحمل أوزار الغرام كأنه
غرام به ينحط عن كاهلي الوزر
وكم لذلي خلع العذار وإن يكن
لحبي آل المصطفى فهو لي عذر
علقت بهم طفلاً فكانت تمائمي
مودتهم لا ما يقلده النحر
ومازج دري حبهم يوم ساغ لي
ولولا مزاج الحب ما ساغ لي در
نعمت بحبيهم ولكن بليتي
بينهم والبين مطعمه مر
ونائين تدنيهم إلى صبابتي
فعن أعيني غابوا وفي كبدي قروا
فمن نازح قد غيب الرمس شخصه
ومن غائب قد حان من دونه الستر
أطال زمان البين والصبر خانني
وما يصنع الولهان إن خانه الصبر
إلام وكم تنكى بقلبي جراحة
من البين لا يأتي على قعرها سبر
فكم سائل عنه تسيل مدامعي
بتذكاره وكفا كما يكف القطر
فيا سائلاً سمعاً لآية معجز
بآياته لا ما يزخرفه الشعر
إذا رضت صعب الفكر تهدي فقد كبا
لعاً لك في دحض العثار بك الفكر
فما الحجر في التقليد إلا حجارة
وليس بغير الجد يصفو لك الحجر
لتدرك فيه الحسن والقبح مثل ما
يحس بحس الذائق الحلو والمر
فان قلت بالعدل الذي قال ذو النهى
به وله يهدي بمحكمه الذكر
ودنت بتنزيه الإله وانه
غني فلا يلجيه في فعله فقر
وجانبت قول الجبر علماً بأنه
ينوب اصول الدين من وهمه كسر
وأقررت لِلّه اللطيف بأنه
حكيم له في كل أفعاله سر
وأوجبت باللطف الإمام وانه
به من عصاة الخلق ينقطع العذر
وعاينت فيمن مات فهو لذي الحجى
شفاء إذا أعيى بأدوائه الصدر
تؤسس بنيان الصواب على التقى
ويطلع من افق اليقين لك الفجر
وفي خبر الثقلين هاد إلى الذي
تنازع فيه الناس والتبس الأمر
إذا قال خير الرسل لن يتفرقا
فكيف اذن يخلو من العنزة العصر
وما ان تمسكتم تنبيك إنهم
هم السادة الهادون والقادة الغر
ولما انطوى عصر الخلافة وانتهى
فلف بساط العدل وابتدأ الشر
وزاد يزيد الدين نقصا وبعده
دهى بالوليد القرد أم الهدى عقر
تنادي لإحياء الهدى عنزة الهدى
فما عاقهم قتل ولا هالهم ضر
وكم بذلوا في الوعظ والزجر جهدهم
ولم يجد بالغاوين وعظ ولا زجر
وكم ندبوا لِلّه سراً وجهرة
وقد خلصا منهم له السر والجهر
إلى أن تفانوا كابراً بعد كابر
وما دولة إلا وفيها لهم وتر
ولا مثل يوم الطف يوم فجيعة
لذكراه في الأيام ينقصم الظهر
يذيب سويدا القلب حزناً فعاذر
إذا سفحت من ذوبهاالادمع الحمر
ومذ اعذروا بالنصح لِلّه والدعا
إليه وآذان الورى صكها وقر
وشاء إليه العرش ان يعضد الهدى
ويظهر من مكنون اسمائه وفر
تألب احزاب الضلال لقتله
عصائب يغريها به البغي والغدر
وهموا به خبطا كموسى وجده ال
خليل فأضحى ربح همهم الخسر
فأغشاهم عنه وغشاه نوره
وكانوا بما هموا لجدهم العثر
وقام لخمس بالامامة آية
كعيسى ويحيى آية وله الفخر
إذا أم معصوم من الآل زاخر
من العلم لا ساجي العباب ولا نزر
وكان كداوود فسل هيثميكم
أهل بعد هذا في امامته نكر
وغاب بأمر اللَه للأجل الذي
يراه له في علمه وله الجهر
وواعده ان يحيى الدين سيفه
وفيه لآل المصطفى يدرك الوتر
ويخدمه الأملاك جنداً وانه
يشد له بالروح في ملكه الأزر
وان جميع الأرض ترجع ملكه
ويملؤها قسطاً ويرتفع المكر
وان ليس بين الناس من هو قادر
على قتلة وهو المؤيده النصر
فأيقن ان الوعد حق وانه
إلى وقت عيسى يستطيل له العمر
فسلم تفويضاً إلى اللَه صابراً
وعن أمره منه النهوض أو الصبر
ولم يك من خوف الأذاة اختفاؤه
ولكن بامر اللَه خير له الستر
وحاشاه من جبن ولكن هو الذي
غداً يختشيه من حوى البر والبحر
ويرهب منه الباسلون جميعهم
وتعنو له حتى المثقفة السمر
أكل اختفاء خلت من خيفة الأذى
فرب اختفاء فيه يستنزل النصر
وكل فرار خلت جبنا فربما
يفر أخو بأس ليمكنه الكر
فكم قد تمادت للنبيين غيبة
على موعد فيها إلى ربهم فروا
وان بيوم الغار والشعب قبله
غناء كما يغني عن الخبر الخبر
ولم أدر لم انكرت كون اختفائه
بأمر الذي يعيا بحكمته الفكر
أتحصر أمر اللَه بالعجز أم لدى
اقامة ما لفقت أقعدك الحصر
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل
به أحد إلا أخو السفه الغمر
ودونك أمر الأنبياء وما لقوا
ففيه لذي عينين يتضح الأمر
فمنهم فريق قد سقاهم حمامهم
بكأس الهوان القتل والذبح والنشر
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه
على غيرهم كلا فهذا هو الكفر
وكم مختف بين الشعاب وهارب
إلى اللَه في الأجيال يألفه النسر
فهلا بدا بين الورى متحملا
مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر
وإن كنت في ريب لطول بقائه
فهل رابك الدجال والصالح الخضر
أيرضى لبيب أن يعمر كافر
ويأباه في باق ليحمي به الكفر
ودونك أبناء النبي به تزد
بآحادها خبراً وآحادها كثر
فكم في ينابيع المودة منهل
نمير به يشفي لوارده الصدر
وفي غيره كم من حديث مسلسل
به يفطن الساهي ويستبصر الغر
ومن بين أسفار التواريخ عندكم
يؤلف في تأريخ مولده سفر
وكم قال من أعلامكم مثل قولنا
به عارف بحر وذو خبرة حبر
فكم في يواقيت البيان كفاية
يقلد من فصل الخطاب بها النحر
وذي روضة الأحباب فيها مطالب ال
سؤول وفي كل الفصول لها نشر
مناقب آل المصطفى لشواهد ال
نبوة فيها وهي تذكرة ذكر
وذا الشيخ أضحى في فتوحاته له
على كل تأريخ بتأريخه نصر
ولاح بمرقاة الهداية في المكا
شفات لدى مرآة أسراره السر
وللحسن الشيخ العراقي قصة
بسبع لياليها له ارتفع الستر
وصدقه الخواص فيما يقوله
وكل لديكم عارف ثقة بر
وعنه شفاها قد روى أحمد البلا
ذري وفي أخباره لكم خبر
وما أسعد السرداب حظاً ولا تقل
له الفضل عن أم القرى وله الفخر
لئن غاب في السرداب يوماً فإنما
غدا أفقاً من خطه يضرب الستر
وها هو بين الناس كالشمس ضمها
سحاب ومنها يشرق البر والبحر
به تدفع الجلى ويستنزل الحبا
وتستنبت الغبرا ويستكشف الضر
كما قيل في الابدال والقطب انهم
بهم تدفع الجلى ويستنزل القطر
ولا عجب ان كان في كل حجة
يحج وفيه يسعد النحر والنفر
ويعرفه بيت الحرام وركنه
وزمزم والاستار والخيف والحجر
ولكنه عن أعين الناس غائب
كما غاب بين الناس الياس والخضر
وقولك هذا الوقت داع لمثله
ففيه توالى الظلم وانتشر الشر
يعيبك فيه السامعون فإنه
لعمرك قول عن معائب يفتر
فما أنت والداعي فدعه مسلما
لعلم عليم عنه لا يعزب الذر
وقد جاء في الآثار ان ظهوره
يكون إذا ما جاء بالعجب الدهر
ويعرو أناساً قد تمادوا بغيهم
من القذف بعد المسخ والخسف ما يعرو
وتغدو الورى إذ كان يقتادها العمى
ويحملها من جهلها المركب الوعر
حيارى بلا دين وذو الدين قابض
على دينه ضعفا كما يقبض الجمر
فكيف وهذا الدين يزهر روضه
وينفح من حافات زاهره النشر
وها هم ملوك المسلمين وعدلهم
بكل رباط فيه يبتسم الثغر
وذي راية التوحيد يخفق ظلها
حميداً ومن عبدالحميد لها نشر
وهذا أمير المؤمنين وعدله
وذي علماء الأمة الأنجم الزهر
فدع عنك وهما تهت في ظلماته
ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر
وان شئت تقريب المدى فلربما
يكل بمضمار الجياد بك الفكر
فمذ قادنا هادي الدلييل بما قضى
به العقل والنقل اليقينان والذكر
إلى عصمة الهادين آل محمد
وانهم في عصرهم لهم الأمر
وقد جاء في الآثار عن كل واحد
أحاديث يعيى عن تواترها الحصر
تعرفنا ابن العسكري وإنه
هو القائم المهدي والواتر الوتر
تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المدى
بنور الهدى والحمد لِلّه والشكر
جواد البلاغي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/08/08 03:41:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com