لجلالِ قدرِكَ تخضعُ الأقدارُ | |
|
| وبيُمْنِ جَدِّكَ يحكمُ المِقْدارُ |
|
والدهرُ كيف أمرتَهُ لك طَيِّعٌ | |
|
| واللّهُ حيثُ حللتَهُ لك جارُ |
|
ولك البسيطةُ حيثُ مدَّ غِطاءَهُ | |
|
| ليلٌ وما كشفَ الغِطاءَ نَهارُ |
|
والفَيْلقُ الجَرّارُ بينَ يديهِ من | |
|
| سطواتِ بأسِكَ فيلَقٌ جَرَّارُ |
|
ومَهابةٌ ممزوجةٌ بمحبَّةٍ | |
|
| دانتْ لها الأشرارُ والأخيَارُ |
|
طابتْ بكَ الأيامُ والدُّنيا بما | |
|
| فيها وطابَ بذكرِكَ الأَخبارُ |
|
هذا هو العصرُ الذي سبقتْ بهِ ال | |
|
| بُشرَى وجاءَ بذكرهِ الآثارُ |
|
ولَّى ظلامُ الظُّلمِ فيهِ فما لهُ | |
|
| أثَرٌ وشاعَ بعدلِه الأنوارُ |
|
رقَّتْ حواشيهِ وراقَ رُواؤُهُ | |
|
|
عمَّ البريّةَ والبسيطةَ عدلُهُ | |
|
| فالخَلْقُ شخصٌ والبسيطةُ دارُ |
|
شكراً فقد آتاكَ ما لم يُؤْتِهِ | |
|
| أحداً سِواكَ الواحدُ القَهَّارُ |
|
ورآكَ إذْ ولَّاكَ أمرَ عِبادهِ | |
|
| تَدعُ الذي تهوَى لِما يختارُ |
|
تُعطِي وتَمْنَعُ من تشاءُ بإذنِهِ | |
|
| وبكفِّكَ الأرزاقُ والأعمارُ |
|
ينساقُ نحوَكَ ما تُرِيدُ بعزمةٍ | |
|
| ما كدَّها الإِيرادُ والإصدَارُ |
|
تتفاوتُ الأقدارُ ما بينَ الوَرى | |
|
| فإِذا ذُكِرْتَ تساوتِ الأقدَارُ |
|
وإِذا هَمَمْتَ جَرى القضاءُ بما تَرى | |
|
| فكأنكَ المُتحكِّمُ المختارُ |
|
وأسوتَ جُرْحَ الحادثاتِ وطالما | |
|
| كنَّا وجُرْحُ الحادثاتِ جُبَارُ |
|
جرَّدْتَ عزمَك للجِهَادِ فقبلَ أنْ | |
|
| جَرَّدْتَ سيفَك زُلْزِلَ الكُفَّارُ |
|
طَرَقْتهُمُ من حَدِّ بأسِكَ رَوْعةٌ | |
|
| هُدّتْ لها الأمصارُ والأَعصارُ |
|
وَلَوَ اَنّها رامتْ عِتاقَ الطيرِ لم | |
|
| تَثْبُت على شَعَفاتِها الأوكارُ |
|
خَيلٌ بأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وراءَها | |
|
| نَقْعٌ كمُرْتكِمِ الغَمامِ مُثَارُ |
|
نشأتْ بأعلى الشامِ من سَرَعانها | |
|
| سُحُبٌ لها العلقُ المشاعُ قَطارُ |
|
رِيعَ العدوُّ وقد أحسَّ بِقُرْبِها | |
|
| فالجنبُ نابٍ والرُقَادُ غِرارُ |
|
وغدا الذي كفرَ الجميلَ وجاملَ ال | |
|
| كُفَّارَ أحسنُ حالتيهِ إِسَارُ |
|
في رأسِ شاهقةِ المرامِ منيعةٍ | |
|
| والقِدُّ طَوقٌ والحديدُ سِوَارُ |
|
وجنى على عُصَبِ النِفاق كما جَنَى | |
|
| في الغابرينَ على ثَمُودَ قُدَارُ |
|
وعلى خليجِ الرومِ منكَ مَهابَةٌ | |
|
| من خوفِها يتطامنُ التيارُ |
|
لا البيدُ بِيْدٌ إذ تَهُمُّ بنهضَةٍ | |
|
| نحو الخليجِ ولا البِحارُ بِحَارُ |
|
|
| خطراً تقاصَرُ دونه الأخطارُ |
|
يومٌ يقوتُ المُرْهَفاتِ وقد غدتْ | |
|
| غرثَى ويُروي السُمْرَ وهي حِرارُ |
|
وبأرضِ بُرقةَ والصعيدِ روائعٌ | |
|
| لِلَهيبِها في الخافقَيْنِ شرارُ |
|
وإِذا عَدا فرعونُ فيها واعتَدى | |
|
| فعصا الكليم لواؤُكَ الخَطَّارُ |
|
عَلَمٌ بهِ نُصِرَ الهُدى فكأنَّهُ | |
|
| عَلَمُ النبيِّ وحولَهُ الأنصارُ |
|
تتلقّفُ الإفْكَ الذي سُحِرتْ به ال | |
|
| ألبابُ والأبصارُ والأفكارُ |
|
أيَّدْتَ دينَ الهاشميَّ فلم يضِعْ | |
|
| لبني الشريعةِ عندَ سيفِك ثارُ |
|
وهتكتَ سِتْرَ الباطنيّةِ بعدَما | |
|
| لُطَّتْ وراءَ غُيوبِها الأستارُ |
|
ملكوا قِلاعَ الأرضِ واتَّسقَتْ لهمْ | |
|
| حِيَلٌ يَضِلُّ بمثلِها الأغمارُ |
|
غرَّتهمُ الأقدارُ إذ أملَتْ لهمْ | |
|
| فتكاملَ الآثامُ والأوزارُ |
|
حكَّمتَ سيفَكَ فيهمُ فصدعْتَهُمْ | |
|
| صدعَ الزُجاجةِ صَكَّها الأحجارُ |
|
وأخذتَ ثأرَ الدينِ منهمْ بعدَمَا | |
|
| شاطَ الدماءُ وضاعفَ الأوتارُ |
|
دبُّوا الضَّراءَ مخاتلينَ وأَعْمَلوا | |
|
| أفكارَهُمْ في الكفرِ وهو سِرَارُ |
|
ففتكتَ جهراً لا طِعانُكَ خِلْسَةٌ | |
|
| في المارقينَ ولا الضِرابُ ضِمَارُ |
|
لما رأوكَ ولم يَرْوا لنفوسِهمْ | |
|
| أنْ يُقْدِموا عندَ اللِّقاءِ وحاروا |
|
بعثُوا أَناسِيَّ الحِداق فما انثنتْ | |
|
| إلا وأشفارُ الجفونِ شِفَارُ |
|
فلتهنأِ الأيامُ أنّك مالكُ ال | |
|
| دنيا وطوعُ مرادِكَ الأقدارُ |
|
يا مالكَ الدُّنيا الذي بشبيههِ | |
|
| عقُم الزمانُ وضنَّتِ الأدوارُ |
|
أوليتَنِي النِّعَمَ التي سارتْ بها ال | |
|
| ركبانُ وامتلأتْ بها الأقطارُ |
|
ورفعتَ ذكري بعد طُولِ خمولهِ | |
|
|
لا شرْكةٌ فيما اصطنعتَ ولا يَدٌ | |
|
| لِسواك فيها ذلَّةٌ وصَغَارُ |
|
وكفيتَني مِنَنَ الرِجالِ ولم يزلْ | |
|
| مِنَنُ الرجال يعافُها الأحرارُ |
|
فلأُفردنَّك بالمدائحِ إنَّها | |
|
| دررٌ وهنَّ على عُلاك نِثَارُ |
|
وَلأَشكرنَّ جميلَ ما أوليتَني | |
|
| شُكراً تسيرُ بذكرهِ الأشعارُ |
|
ولأطلِعَنّك إن بقيتُ على مدى | |
|
| سِرٍّ تقاصَرُ دونَه الأسرارُ |
|
فَبقِيتَ مرهوبَ الجَنابِ مؤمَّلاً | |
|
| من شأنِكَ الإغناءُ والإفقارُ |
|
أيامُك الأعيادُ وهي نواضرٌ | |
|
| زُهْرٌ وعودُكَ في العَلاء نُضَارُ |
|