عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > الجزائر > جواد الشبيبي > حان الطعان وصدر الرمح منحطم

الجزائر

مشاهدة
1129

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حان الطعان وصدر الرمح منحطم

حان الطعان وصدر الرمح منحطم
والضرب آن وحد السيف منثلم
وللجماهير آذان مفتحة
كي تسمع النصح لكن باغت الصمم
والنائمين وقد مرت لهم فرص
والنادمين ولم ينفعهم الندم
عافوا مواردهم تجري لشاربها
يا للرجال وفي آل الضحى اختصموا
توسطوا في التراخي عن حقوقهم
وما أفاقوا إلى أن ضاقت الأزم
كانوا إذا همّ قوم غيرهم عزموا
وها هم اليوم ما هموا ولا عزموا
أما رأوا هذه الدنيا وزينتها
لمن على الحزم منهم تقعد الحزم
والناس صنفان صنف للعلاء بنوا
معاقلاً بسماها تزهر الشيم
وآخرون بنوها غير دائمة
وان لها بالرخام الصلب قد دعموا
هذي البنايات في بغداد آخذة
دوراً يهدّ له الايوان والهرم
يروم رافعها لمس السماك أما
درى المصير الذي صارت له ارم
ليس البناء وان رصت قواعده
بثابت واساس العدل منهدم
يا جالبين من الآفاق زخرفها
الشعب يعبس منها وهي تبتسم
لو نتموها فأضحى من خلائقكم
سيان زخرفها المرصوف والكلم
من أي ميراث آباء لكم بلغوا
أمست تناطح أبراج السما الأطم
فهل لكم قد في فتح مملكة
أو موقف فيه منكم تثبت القدم
هذا النعيم الذي انصبت موارده
عليكم واستدارت حوله النعم
من دمعة العامل المحزون زهرتها
ورب نعمة قوم أصلها نقم
وجدتم بزمان كله نوب
ان الوجود الذي جئتم به عدم
سر لبنائكم في الأرض ما شهدت
تأثيره في المراعي قبله الأمم
يرتادها الشعب لكن خاب رائده
لا يظهر الشعب الا وهو منفطم
وما تراكم في الأجواء عارضه
إلا غدا برذاذ الترب ينسجم
جف الثرى وسحاب الموت منهمر
من فوقه والسيول الجارفات دم
همى الرباب حوالينا ومن فزع
كادت تلوذ بسفح الهضبة الاكم
علا وغشى محيا الأرض برقعه
فأصبحت دار أمن الخائف القمم
والجدب أخصب للأرواح من كلأ
تأتي وبيلا به الهتانة الديم
من يفزع الناس في الزورا برحمته
ان باغت الموحشان الظلم والظلم
عصر الرشيد استمع ان كنت ذا اذن
ان الأمين بهذا العصر متهم
احفظ حياتك فيها والحياء معاً
فما بها اليوم مأمون ومعتصم
ياباسطاً بديار العرب مأدبة
تحشى بسم ولكن فوقه الدسم
أكرهت طبعك فيها وهو ينكرها
واين منك يكون العطف والكرم
هذي الوليمة عمر الدهر ما نسيت
وكيف تنسى وفي أطباقها الألم
أريتهم من خيال السحر كاذبه
وعن حقيقة ما نسعى إليه عموا
ومذ نأى الشك منهم هاج شعبكم
وكان ما علموه غير ما علموا
يخلد المجد للأجيال آيته
شعب تضامن فيه الطفل والهرم
ولا تجهم يوماً وجه سيرته
ما دام ينشر فيه العلم والعلم
ماج العراق ببأس الناهضين به
فالخصم مضطرب والعزم مضطرم
وأقدموا فأقامت عرش عاصمة
إيمانهم وبحبل الوحدة اعتصموا
في ذمة العرب الآساد موطنهم
أضحى يصان وفيه تخفر الذمم
وفي الفرات مناجيد مواقفهم
مع العدى بجبين الدهر ترتسم
الباقيات مع الدنيا مخلدة
يخطها لهم في لوخها القلم
تدونت بعواليهم وقائعهم
ومن مراسمها الأشلاء والرمم
ما حصنوا الوطن المحبوب فارتكزت
حرابهم فيه سوراً والضبا الحذم
ومازجوه ثرى طابت منابته
حتى تعانقت الأطواد والهمم
عرب هموا عقدوا الأكليل مؤتلقاً
على مليك له البطحاء والحرم
وسائل وهو يدري حين يسألني
من رصع التاج بالأعمال قلت هم
لكن مع الأسف المبكي تقاطعهم
فثم لا رحمة فيهم ولا رحم
وأصبحوا شيعا للقابضين على
زمامها وبرغم الوحدة انقسموا
حي الفرات وحي النازلين على
ضفافه حيث يعلو العز والشيم
وبين ذي الكفل والفيحاء ملحمة
فيها تباشرت العقبان والرخم
جاء العداة لها عصراً بفيلقهم
فزايلوها فراراً بعدما اعتصموا
والعارضيات فيها عاد خصمهم
يؤمها ناكصاً لما به اصطدموا
أصاخ للمدفع الهدار جمعهم
كأنما الرعد في آذانهم نغم
فاسكتوه بزجر من بنادقهم
فيه شجا ليس يلتئم
والرعب ساق اساراهم وقد قدرت
عيونهم راعها في الهجعة الحلم
تسلسل الجيش مأسوراً وقادته
خافوا مقارنة الاصفاد فانهزموا
مذنبات العوالي في متونهم
فأينما انحرفوا عن شهبها رجموا
وللمئات أمام الغزو هرولة
كما تساق أمام السائق النعم
لا يحسبن العوالي ان دولتنا
فتية فلكم شابت بها لمم
فقل لمن سار عينا في شوارعها
قف بالديار التي لم يعفها القدم
لا ترتبي بالثوى فيها فكم كحلت
فيها عيون عدى كي يبصروا فعموا
أين العتاد الذي أضحى يسوره
شوك الحديد واين الظل والخيم
أما الجبال فسل عنها مساقطها
تجبك من حولها الارسان واللجم
ضراغم البأس في آجالها حكمت
والحكم لِلّه فانظر من بها احتكموا
تظلم العربي المحض عندهم
يبقى سدى أتظن القوم ما فهموا
خالوا فصاحته من بينهم وطنا
كأنما العرب في أوطانهم عجم
ونائب يملأ الكرسي قلت له
ماذا السكوت تكلم أيها الصنم
الحامل الراس لم تسمع له اذن
والصاقل الوجه ما في صفحتية فم
بم استحل من العمال راتبه
وفي السكوت انقضت أيامه الحرم
يا قابضين برغم الحق حامته
ومالكم صلة فيه ولا رحم
وهذه الأرض لم تنكر بنوته
ولم يكن راعه لولاكم اليتم
تطلع الحائر النائي باطيبه
وابن البلاد أمام العدل منفطم
خير البلاد التي أحرار بقعتها
بما يطيقون من أعلائها خدم
جواد الشبيبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/10 12:57:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com