إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مُتَّئداً يخطرُ في الطُّرقاتِ |
يُراقبنا عن كثبٍ |
يتأمَّلُ خفقَ الأحلامِ |
ويقرأُ في دمنا ما نكتبُ عن غدِنا |
مُتَّشحاً بالليلِ ... من الغيبِ رسولاً |
يحملُ في كفّيهِ نحيباً |
ينشرُهُ بجنونٍ في الطُّرقاتْ |
كان الحاضرَ من أمَدٍ |
كان الحاضرَ في لغةِ الماءْ |
كان المُتفرِّدَ في سطوتهِ ... |
والسيّدَ باسم الماءْ |
وله في عصفِ الرّيحِ مدائنُ |
قوَّضها ذات مساءْ |
الأرضُ بكفّيهِ |
يهزُّ مواقعَ فيها كيف يشاءْ |
صخَبٌ ... يتلوهُ الصَّمتُ ... |
ورائحةُ الخوفِ المُتعفِّنِ تحتَ الرَّدمِ بقاياهُ |
الموجُ الهادرُ صهوتهُ |
غنّى من خللِ الموجِ الأسودِ |
مُحتفياً بالنّصرِ على كِبَرٍ |
أُغنيةَ تسونامي |
تسونامي كانت تحلمُ |
ما كانت تعلمُ أنَّ نهايتَها |
سرٌّ أودعهُ في الموجِ سيجتاحُ بدايتَها |
هو ذاك المتربِّصُ |
طوّافاً في الأرضِ |
يُرتِّبُ في الغرفِ السّودِ ضحاياهُ |
ساديُّ السّطوةِ |
يوصِدُ بابَ الرّأفةِ |
يفتحُ أبوابَ الدَّمعِ |
ويُنشىءُ دولتهُ فوقَ رمالِ الحزنِ |
رماديُّ اللونِ |
تميمتهُ قنديلٌ مُطفأُ |
والأسبابُ توابعهُ |
تدرُجُ إثرَ خُطاهُ جنوداً |
يأمُرُها وقتَ يشاءُ لإعلاءِ مسلَّتِهِ |
ياهذا القادمُ من فوضى الويلاتِ ... تريَّثْ |
لكأنّي بكَ ترقُبُني |
أنا لا أخشاكَ ... تريّث |
أنظِرني لغدٍ ... |
فغداً ... سأُعيدُ قراءةَ ما أكتبُ من شعرِ الليلةِ |
علّي أُمسكُ بعض هِناتٍ في شعري |
وأُغيِّرُ بعض الكلماتْ |
وغداً ... أنظِرني لغدٍ |
فالموعد بعد غدٍ لأُصافحَ ظِلّي |
بعد غدٍ ... في مقهى الفانوسِ |
ستشتعلُ الرَّغَباتْ |
والطِّفلةُ!!! |
ما يصبحُ حالُ الطّفلةِ ذات الخمسةِ أعوامٍ؟ |
رقّتها لا تحتملُ الفقدَ |
فأمهلني حتى تكبرَ بلقيسُ |
لتُدركَ من أنتَ |
وتعلمَ أنَّ الصَّبرَ وِجاءٌ في النّكَباتْ |
انا لا أخشاكَ ولكنّي ... |
أخشى أن أخذلَ قافيتي |
وتشكَّ بحبي فاتنتي |
والدَّمع بعيني طفلتِيَ الصُّغرى |
أخشاهُ |
إذا ما سرتُ بدربكَ للظُّلُماتْ |
يا القادمُ من قلب الطوفانِ ... تريّثْ |
ما برحَ الحسّونُ يغني |
والوردُ يُرتِّلُ آياتِ العشقِ شذىً ... ويصلّي |
ما آنَ قِطافُكَ بعدُ |
فما نضجَ التفاحُ على شجرٍ |
بعدَ قليلٍ ... |
ستعودُ الغِربانُ لموطِنها |
والصَّمتُ يُخبِّىءُ في الرَّملِ خسارتَهُ |
بعدَ قليلٍ ... |
يُؤلِمُكَ الفجرُ |
وأعلمُ أنَّ الفجرَ بعينيكَ غُبارٌ |
أعلمُ أنَّ اللونَ الأخضرَ مِلءَ المرجِ حِصارٌ |
يمتدُّ إليكَ |
فتفجَأَهُ بخريفٍ في الظَّهرِ |
لأنَّكَ عنوانُ خطيئتنا الاولى |
جبّارٌ في الأرضِ |
بشرعكَ يغدو الحبُّ هباءً |
والحُلمُ بلا معنى |
ما آنَ قطافُكَ بعدُ |
فهيِّىءْ برزخَكَ السرِّيَّ وجمِّلهُ |
ليومٍ ... |
حين يصيرُ اللوزُ يباساً |
والقصبُ الأخضرُ نايْ |
فلديَّ مآربُ ما فتِئَت ترتدُّ |
وترنو لسوايْ |
وهناكَ بقيَّةُ موّالٍ |
وحروفٌ من غير نقاطٍ |
هو فجرٌ ... |
أنبأَني الشّعرُ بهِ من ليلٍ |
أرقبُهُ برُؤايْ |
لا تعجلْ |
بهدوءٍ ... |
بعدَ تمامِ الفجرِ تعالَ |
ومن غيرِ كلامٍ |
سأسيرُ معك |
لكنّي رغماً عنكَ |
سأَحفرُ في جسدِ الأرضِ خُطايْ |