إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أُطوِّفُ فيها كأنّي غريبٌ |
وما كنت بالأمس فيها غريبا |
أُطوِّفُ فيها ... وأبحثُ عنها |
أُفتِّشُ عن حلوةٍ رفَّ قلبي لها منذ عامين |
كان العناقُ شهياً على ضفّةِ النّهرِ |
عشتارُ كانت عروساً تشِعُّ جمالاً |
وأحلى الصّبايا اكتمالاً |
تُسبِّحُ كلُّ الملائكِ في مقلتيها |
ومن راحتيها ... |
نشقتُ طُيوبَ الحضاراتِ من راحتيها |
غفوتُ على صدرِها ساعة ً |
وحلمتُ بأمسي التليد ... بأمجاد قومي |
تناءى لسمعي صهيلُ الخيولِ ... صليلُ السّيوفِ |
فأدركتُ معنىً قديماً تركناهُ في الجُّبِّ |
يدعونهُ الانتصارُ |
وعشتارُ كانت على ضفَّةِ الحبِّ |
أحلى الصبايا اكتمالاً |
وأسألُ عنها ... |
وجوهٌ تسربلُ بالرُّعبِ |
تغشو ملامحها لعنةُ الحربِ |
طفتُ الشّوارعَ |
يدوي صفيرُ الهزيمةِ |
قنبلةٌ تتهيّأُ للانفجار |
تصوّبُ لي فوّهاتُ البنادقِ |
من أنتَ؟ |
...... |
يمرُّ التّتارُ ... |
يمرّونَ فوقَ انكساراتِ أحلامنا |
فوقَ جسر الخيانةِ زهواً لساحاتنا |
فوقَ أشلاءِ أطفالنا |
يعبرون المُروءَةَ فينا |
يخطّونَ تاريخنا |
يشربون على الجّسرِ نخب انتصارٍ |
يمرُّ التّتارُ |
ويملأُ روحي الغبارُ |
على طرف الجّسرِ |
يمنعُ عنّي الطّريقَإلى الكرخِ |
أذكرُ حلماً قديماً ... |
عيونُ المها بين الرّصافةِ والجّسرِ |
لكنني ألمحُ اليومَ في غصَّةٍ رمَداً في العيونِ |
وخابت ظنوني |
ودجلةُ يغمضُ عينيهِ |
يُغرقهُ الطَّميُ |
روَّعهُ ما رأى من هوانٍ على ضفّتيهِ |
نشيجُ الخسارةِ يوغلُ في كلِّ ركنٍ |
سديمٌ يغطّي سماءَ المدينةِ |
عقبانُ ترصدُ ما يتعالى من النّخلِ |
حكرٌ عليهم سماءٌ وأرضٌ |
ما لنا في وهاد التّرقّبِ غير اجترار الأماني |
وغير المكوثِ طويلاً بأرصفةِ الإنتظارِ |