ذُكِرَ الغَضا فَتلهب الأَحشاءُ | |
|
| وَبَكى العَقيقُ وَما يَحير بُكاءُ |
|
غَنّى بترداد الحنين فَهامت ال | |
|
| ورقاء حيث بَكَت لَهُ العَيناءُ |
|
هاج الهَوى مِنهُ فؤاداً شيقاً | |
|
|
صحب الجُنون جَوىً وَفارق عَقله | |
|
| في حيرة راحَت بِهِ الرَوحاء |
|
وَثَوى الأَسى في صَدره فَأَباده | |
|
| مَيتاً وَما رقّت لَهُ الأَحياء |
|
وَلَوى بِهِ سَفح اللَوى عَن سَلوةٍ | |
|
| وَأَبى عَلَيهِ إباءه الإبواء |
|
وَعَلى شُؤون الجزع أَضحى جازعاً | |
|
| إِذ جرّعته شُؤونَه الجَرعاء |
|
|
|
وَلَكَم يُعالج لاعجاً مِن عالج | |
|
| وَجواه حَيثُ أَحبة وَجَواء |
|
أَمسى بكاظمة الفُؤاد وَأَصبَحَت | |
|
| تِلكَ القباب يَصونهن قباء |
|
تِلكَ المَعاهد وَالرُسوم حدودها | |
|
| في القَلب فهوَ مَع الفِناء فِناء |
|
فَتوقد الشفقُ الوَضوحُ بِناره | |
|
|
عجبت تَصاريف الرِياح لفكره | |
|
|
مُذ أَوحشته آنساتُ الإنس كَم | |
|
| أَنست بِهِ الآجام وَالفَيفاء |
|
|
|
تتصرف الأَكدار في أَفكاره | |
|
| إِن لاحَ في لَوح الضَمير صَفاء |
|
وَتُجزِّئُ الأَحزانُ جَوهرَ عَقله | |
|
| مَهما تُعارضُ رَأيَه الآراء |
|
وَتخاله ذا جِنَّة مِما جَرى | |
|
| وَلربما خضعت لَهُ العقلاء |
|
وَيبين بَين تَجاهل وَتجهُّل | |
|
| عرفت بِهِ حَق الهَوى العرفاء |
|
لِلّه أَيُّ هَوى تَجمَّع في حَشىً | |
|
| مُتفرقٍ وَلَهُ الهيام ثَواء |
|
يُطرَى وَيَطرَبُ وَحدَه في وَجده | |
|
| فَيروعه الإِطراب وَالإِطراء |
|
وَلطالما أَلهاه عَن مَولاه مِن | |
|
| هَذا الوُجود وَأَهله أَهواء |
|
وَلطالما أَغرى بنور جَبينه | |
|
| صبحٌ وَخبعجت السَرى لَيلاء |
|
كَم فرّ مِن أَلم الفراق إِلى اللقا | |
|
| فَإِذا الَّذي اجتلب الفراق لقاء |
|
وَلَقد كَفته تجاربٌ في طيها | |
|
| عبرٌ تحذِّر ما دَهى الإِغراء |
|
يا قَلب كم هَذا التَقلب في الهَوى | |
|
| أَتعبت نَفسك وَالجَميع عَناء |
|
هَل في الأَنام مِن الأَمان حَقيقة | |
|
| أَو في الوُجود عَلى الوَفا أَمناء |
|
إِن الَّذي تَرجوه مِن هَذا المُنى | |
|
| قَد رَدَّ عَنهُ قَبلنا القدماء |
|
ما الود إلا عارضٌ يَفنى وَإِن | |
|
| بَقيت جَواهر فَهيَ طينٌ ماء |
|
فَإليك عَمّا أَنتَ فيهِ حالم | |
|
| فَالناس عَن ذَنب الوَفا بُرآء |
|
إِن الأَنام وَإِن رَأَيت جسومهم | |
|
| إنساً فَإِن قُلوبهم حرباء |
|
لَم يَصف قَلب فيهِ طَبع تَقلّب | |
|
|
فَدَع النَديم وَما دَعا مِن أُنسه | |
|
| إِن النَدامة ما يَرى الندماء |
|
وَاخلع إِذاً ثَوب الخَلاعة وَاتّئد | |
|
| فَلربما هانَت بِها العظماء |
|
وَاختر مرير الصَبر عَن حُلو الهَوى | |
|
| فَالحُلو داء وَالمَرير دَواء |
|
وَانظر سِواك كَما يَراك فللفتى | |
|
| بِالنَفس عَن كُل الوَرى استغناء |
|
وَالبس مَع التَقوى العفاف تجملاً | |
|
| إِن التقى بَعد العَفاف بَهاء |
|
لا تَشتغل بِالغَير عَنكَ فَربما | |
|
| تَتَقلب الأَدوار وَالخلصاء |
|
|
| فَحقيقة العَيش النَضير فَناء |
|
إِن اللَيالي إِن تسالم معشراً | |
|
|
وَالدَهر إن يُسألْ يجبْ عَن كُنه ما | |
|
| لَقيَ الرِجالُ وَجرّب النبهاء |
|
فاقرأ عَلى الدُنيا دروسَ تجارب | |
|
| أَبقى الحَكيم وَصنف الأُدباء |
|
فَاليَومُ يَكتبُ وَالعُصور صَحائفٌ | |
|
| وَالعُمر يَنشرُ وَالنُهى قرّاء |
|
ما خَلف الآباء فيهِ سيرةً | |
|
|
فَارض النَصيح وَلِنْ لتغنم نَصحه | |
|
| فَبِلينها تَتقوّم العَوجاء |
|
وَاصحب رِجال الحَق تبلغْ ما تَشا | |
|
| فَبجمعها تَتَجسم الأَجزاء |
|
لم تَرض عَنكَ الناس أَجمع إِنَّما | |
|
| فَلترض عَنكَ السادة الحُنفاء |
|
وَاربأ بنفسك إِن أَردت سَلامة | |
|
| فَلَقَد بَدا خافٍ وَزال غِطاء |
|
وَالجأ لأعتاب النَبي المُصطَفى | |
|
| فَهوَ الرَجاء إِذا اِستَحال رَجاء |
|
وَانزل بِها حُصناً حَصيناً يُرتَجى | |
|
| إِن همهَمت بجيوشها الأَرزاء |
|
وَاقصد بِهِ طوداً عَليّاً وَاعتصم | |
|
| إِن أَرسلت طوفانَها الدهياء |
|
وَالزم بِهِ رُكناً شَديداً تَتَقي | |
|
| بِجنابه إِن عَمَّت الأَسواء |
|
فَهوَ الَّذي تُرجَى هدايةُ نُوره | |
|
| إِن تكفهرَّ بجُونها الدَهماء |
|
وَهوَ الَّذي تَأتَمُّ ساحتَه إِذا | |
|
| ضاقَت بِكَ الساحات وَالأَرجاء |
|
إِن الَّذي سمك السماء أَقامه | |
|
| باب العياذ إِذا دَهت لأواء |
|
أَحيى بِهِ مَيتَ القُلوب فَأَبصرت | |
|
| نَهجَ النَجاة الأَعيُنُ العَمياء |
|
شِيدت بِهِ أَعلامُ أَبيات الهُدى | |
|
| فَأَقامَها وَرَمى الضَلالَ عَفاء |
|
|
| مِن بَعد ما أَودى بِها الإغفاء |
|
بِجَوامع الكلم الكِرام وَما تَلا | |
|
| خضعَ الفَصيحُ وَأذعنَ البلغاء |
|
كَم أَعجَمَ العربيْ الفَصيحُ بَلاغةً | |
|
| وَأَتَت إِلَيهِ فَأَفصَحَت عَجماء |
|
كَم محنة سَوداء جلّى ليلها | |
|
| فَأَزالها وَلَهُ اليد البَيضاء |
|
خمدت بِهِ نارُ المجوس لِأَنَّها | |
|
| سطعت لَها بقدومه الأَضواء |
|
وَتزلزل الإيوان يعلن أَنَّهُ | |
|
| سيُظلُّه علَمٌ لهُ وَلواء |
|
وَاسأل بني سعد عَن الأَمر الَّذي | |
|
| شَهدت بِما شهدت لَهُ البَيداء |
|
وَتنزّل القرآن في الغار الَّذي | |
|
|
|
| من ضمنها المعراج وَالإِسراء |
|
أَسفاً لِمَن آذاه أَقربُ قومِه | |
|
| فَتقربت لَولائه البُعَداء |
|
هم حكَّموه قَبل بعثته فَما | |
|
| أَغراهم إِذ حَقَّت الأَنباء |
|
كَتبوا القَطيعة في الصحيفة بَينَهُم | |
|
| فَإِذا بِها مجلوَّةٌ وَضّاء |
|
عَجَباً لجَزْع الجِذْع عِندَ فراقه | |
|
| أَيحنّ نبتٌ وَالقُلوب جفاء |
|
جحد الطغاة حُقوق مَولاهم وَكَم | |
|
| قَد سبّحت في كَفه الحَصباء |
|
همّوا فَهاجرَ ثم طابَت طيبة | |
|
| وَتَأيد المَنصور وَالنصراء |
|
وَليومِ بَدرٍ أَيُّ فَخرٍ دائمٍ | |
|
| حَيث التظت بِأُوارها الهيجاء |
|
نَزلت مَلائكة السَماء تحفُّه | |
|
| فَكأنما تِلكَ الدِيار سَماء |
|
|
|
إِن عُلِّمَ الأَسماءَ آدمَ قبلها | |
|
| فهوَ الَّذي عُلِمت بِهِ الأَسماء |
|
أَبدى وَأَيَّد كُل حَق غامض | |
|
|
علمت بهِ الجهلاء سرَّ وجودها | |
|
|
وَهدى الأَنامَ فجمعت أَشتاتهم | |
|
| وَعَلى اليَقين تحبب الأَعداء |
|
جمع المفرّقَ عدلُه وَلطالما | |
|
| قَد فرّقت بِالباطل الحُلَفاء |
|
ضحك اليقين على بكاء الشك إِذ | |
|
|
دانَت لدين اللَه وَهوَ نبيه ال | |
|
| دنيا وَساد المعشرُ النجباء |
|
وَلكَم مخالفةُ القُلوب تَألفت | |
|
| بِالحَق إِذ شمل الجَميع إِخاء |
|
وَضع الموازينَ الحقيقةَ بيننا | |
|
| بِالقَسط وهيَ الشرعة الغَراء |
|
يا قبلة الحاجات إِني مُقبلٌ | |
|
| بكَ مُستَجير وَالخَصيم قَضاء |
|
سمعاً رَسولَ اللَه دَعوةَ ضارعٍ | |
|
| يدنيه مِنكَ تذللٌ وَنِداء |
|
حرِّر عُبيدَك من متَاعب أَسره | |
|
| بيد الهَوى فإلى مَتى وَيساء |
|
كُن عونه في ضيق صَدرٍ غاله | |
|
| فَالمَوت فيهِ وَالحَياة سَواء |
|
وَاصفح بعفوك عن ذُنوب طالما | |
|
|
فَلئن مَضى ما قَد مَضى لسبيله | |
|
| وَعدت وَعَدَّت شدةٌ وَرخاء |
|
فَلَقد صحوت كما ثملت وَقد بَدا | |
|
|
وَلَقد رَجعت إِلَيك أَرجو بعدَ ما | |
|
|
فاقبَل بحقك مُقبلاً بذنوبه | |
|
|
|
|
|
| تمحو الهُموم فتَثبُتُ السراء |
|
وَأَقول حسبي مدح طَه المُصطَفى | |
|
| نَصراً إِذا ما ذلت النصراء |
|
عجباً لمثلي كَيفَ يمدح سيداً | |
|
|
إِن الذي جاء الكِتاب بمدحه | |
|
| هيهات تُحسن مدحَه الشعراء |
|
صلى عَليهِ اللَه ما سرَتِ الصبا | |
|
| وَترنمت في عُودها الورقاء |
|