مُذْ أمطرت صدرها غيثاً على جسدي | |
|
| اسْتَبْدَلَتْ وَسَنَ العينينِ بالسَهَدِ |
|
وَكُنْتُ مِنْ قَبْلُ مَزهواً بما اكتَنَزَتْ | |
|
| كفي نساءً وكم فاخرتُ بالعددِ |
|
كَمْ قبلةٍ قَبْلَها قَبَّلْتُ دونَ هوىً | |
|
| لَكنَّ قُبْلَتَها قَدْ أَشْعَلَتْ كبدي |
|
في خصرها دارَتِ الأكوانُ دورَتَها | |
|
| وَنَهْدُها قطةٌ بيضاءُ وسط يدي |
|
لما دنوتُ دَنَتْ ما كنتُ غيرَ لظىً | |
|
| و لم تكن غيرَ بُركاني وَمُتَّقدي |
|
عيونُها غابةٌ خضراءُ تسكنني | |
|
| وجسْمُها عنفوانُ الريحِ في بلدي |
|
...........................................
|
...........................................
|
والله إن الذي قَدْ قُلْتُ عَنْ جَسَدٍ | |
|
| ما مرَّ يوماً ببالي أو بمعتقدي |
|
إني لأكذبُ ما أَحْبَبْتُ لا جسداً | |
|
| ولا نهوداً ولا ثغراً وَلَمْ أكَدِ |
|
أحْبَبْتُ فيها جمالَ الروحِ .... بَهْجَتَها | |
|
| أحْبَبْتُ فيها حديثاً رائعاً وَنَدي |
|
أَحْبَبْتُ في ليلها شِعراً تُمَوسِقُهُ | |
|
| على مَقامِ الغَرامِ الرائِعِ الغَرِدِ |
|
أحْبَبْتُ ضِحْكَتَها .... أفراحَها... ولكم | |
|
| أحْبَبْتُ نَزْعَتَها لِلْحُزْنِ والنَكَدِ |
|
وكيفَ لا وهي حُلْمٌ عِشْتُ في وَلَهٍ | |
|
| أرنو إليهِ فلا يُبقي على جَلَدي |
|
أسيرُ طفلاً على دَرْبِ الغرامِ إلى | |
|
| ميعادها جدُّ مشتاقٍ وجدُّ صدي |
|
أُبَعْثِرُ العُمْرَ والأحلامُ تَجْمَعُهُ | |
|
| حتى تَكادُ تذوبُ الروحُ مِنْ كَمَدِ |
|
واستعين على كَمِّ البكاءِ بما | |
|
| كَفُّ القصائدِ خَطَّتْ في كتاب غدي |
|
وحينَ جاءَتْ ..أَتَتْ دُنيايَ راكضةً | |
|
| تَقولُ قُمْ وانْفُضِ الأحزانَ يا ولدي |
|
مازالَ في عُمْرِكَ المذبوحِ مُتَّسَعٌ | |
|
| لكي تُحِبَّ فَدَعْ أقوالَ مُنْتَقِدِ |
|
خُذها وَدَعْهُمْ فلا نصحٌ ولا أملٌ | |
|
| منهم فما قيل قد قالوه عن حسدِ |
|
خُذْها لِتُنْسيكَ ما في القَلْبِ مِنْ أَلَمٍ | |
|
| فالحُبُّ يَبْقى وَيَمْضي الحُزْنُ كالزبدِ |
|
هيَ الفراتُ وَروحُ الماءِ تَسْكُنُها | |
|
| فادْخُلْ بِروحِكَ واغْرَقْ فيهِ للأبدِ |
|