إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أعطِني شبابي الأوّل |
لأهدمه حجراً حجراً |
أعدْ لي طفولتي وألعابي ودرّاجتي |
لأرجمَ بها وجه الوطن! |
حيث لا فرق عندي |
بين قصور البغايا وأوكار القدّيسين |
بين لحية الجنّة ومكنسةِ النار |
بين ذهولي الواقف كعمود الكهرباء |
وذهابكَ المستبد! |
ولكنك أخذت أشياءنا المشتركة |
أخذت الفجر والريح والبحار |
وتركت لي الانتظارَ والأشرعة |
ولم أزل بعدكَ أتعلّم |
كيف يُمزج الوطن العربي بالملح والعار |
كيف يكون الفرق بسيطاً |
بين حباليَ الصوتيّة |
وحبال المشنقة!! |
سألتَ كلَّ ما يكره السلطان من أسئلة |
طلبتَ وطناً لسريرك ومخدّةً لأحلامك المتعبة |
فأعطوكَ قبراً لذرّيّتكَ البائسة |
طلبت قَطْر الله أو كأساً من بحار البهجة |
فأعطوكَ عطش الواحات ودموع الأصدقاء |
قتلوك وأنت تمسح الذلّ عن مرآتك الجارحة |
قتلوك |
بينما كان الله والوطن |
ينظرون عبر الشاشة الصغيرة! |
وهذا التراب |
الذي لم تُشْبعه أجسادنا منذ آدم |
ملوّثٌ بالحبّ والكبرياء |
والآن |
وبعد ألف طعنةٍ في الظهر |
سأعود للماضي طفلاً متوحشاً |
أُهجّي حروف اللعنة البربريّة |
فنم يا صاحبي كما لم تنم من قبل |
وتذكّرْ |
أن تلك المدن المنثورة كالشامات |
لا تتذكّر |
إلا بطولات من مات على فِراش! |