عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي الجارم > طُموحٌ وإلاّ ما صِراعُ الكتائبِ

مصر

مشاهدة
698

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

طُموحٌ وإلاّ ما صِراعُ الكتائبِ

طُموحٌ وإلاّ ما صِراعُ الكتائبِ
وعَزمٌ وإلاّ فيمَ حَثُّ الركَائبِ
إذا المجد لم يترك وراءَكَ صَيحةً
مُدَوِّيةً فالمجدُ أوهامُ كاذبِ
يخوضُ الهمامُ العبقري بِعزمهِ
ظلامَ الفيافِي في ظلامِ الغَياهبِ
وأرْوَعُ ما تهفو له العينُ رايةٌ
تُداعبها الأرواحُ في كَفِّ غَالبِ
وكم بَطلٍ في الأرضِ غابَ وذكرهُ
يُحلِّق في الآفاقِ ليسَ بغائبِ
يُدونُه الميلادُ بينَ لِداتِهِ
ويكتُبه التاريخُ بينَ الكواكبِ
وما مَاتَ من أبقى لمصر مجادةً
تُطاول أعنانَ السماءِ بغَاربِ
حَماهَا بعزمٍ لو رأَتْه قواضبٌ
لأضحَى سناهُ حسرة في القواضبِ
ومن مثل إبراهيم إن حمى الوغَى
وأمطرت الأرضُ السماءَ بحاصبِ
صَواعِقُ تلقى للحتوفِ صَواعقاً
وسُحْبُ عُجَاجٍ تلتقي بسحائبِ
وزمزمةٌ تُنسى الرعودَ هزيمَها
وتثقب آذانَ النجومِ الثواقبِ
سلُوا عنه عكا إنَّها إن تكلَّمتْ
معَاقلُها حدثتكُمْ بالعجائبِ
رماهَا بجيشٍ لو رمَى مشرِقَ الضُحى
لفر حسيرَ الطرفِ نَحو المغاربِ
رماهَا فتىً لا يعرف الشك رأيه
ويعرف بالإلهَام سرَّ العواقبِ
ممنعةٌ ما راضَها عزمُ قائدٍ
وعذراءُ لم تَظْفَرْ بها كَفُّ خَاطبِ
أتاها بنوبارتٌ يُداوي ندوبَهُ
وآبَ يصُك الوجه صَكَّ النوادبِ
أتاهَا يجُر الذيْلَ في تيه واثقٍ
فعادَ يَجُر الذيْلَ في خِزي خَائبِ
رآهَا وفي العنقودِ والكرم ما اشْتهَى
وأيْنَ من العنقُودِ أيدِي الثعالبِ
وكم وضَعت مِنْ إصْبع فوقَ أنفها
وكم غمزَتْ أسوارُهَا بالحواجبِ
رأت فاتحَ الدنْيا يفرُّ جبانةً
ويُلْقِي على الأقدارِ نظرةَ عاتبِ
ولكنَّ إبراهيم في الروْعِ كوكبٌ
إذا انقضّ فالآطام لُعبة لاعبِ
ويوم نصيبين التي قامَ حولها
بنُو التركِ والألمانُ حُمْرَ المخالبِ
عَلاهَا فتى مصرِ بضربةِ فيصلٍ
ولكنَّها للنصرِ ضربة لازبِ
فريعَ لها البوسفورُ وارتّج عرشَه
وصاحت ذئابُ الشر من كلِّ جانبِ
أبى الغربُ أن تختالَ للشرقِ رايةٌ
وأن يقفَ المسلوبُ في وجهِ سالبِ
أيُدْعَى سليلُ الشرقِ للشرق غَاصِباً
ومغتالُه في الغربِ ليسَ بغاصبِ
سياسَةُ حِقْدٍ أيَن من نفثاتِهَا
لعاب الأفَاعِي أو سموم العقاربِ
حنَاناً لإبراهيم لاقى كتائِباً
من الكيدِ لم تَعْرِف نضَالَ الكتائبِ
غزُوه بجيشٍ بالدهاءِ مُحارِبٌ
ولكنّه بالسيف غير محاربِ
فما ليَّنُوا منه قناةً صليبةً
ولا كدّرُوا من صفو تلك المناقبِ
عرفنا لحامِي القبلتيْنِ جهادَهُ
وكَمْ هانَ مطلوبٌ لعزّةِ طَالبِ
له العُرْبُ ألقتْ في إباءٍ زِمَامَها
وكانت سَراباً لا يُنالُ لشاربِ
فوحدهَا في دولةٍ عربيةٍ
تُزاحم في ركب العُلا بالمناكبِ
يقولون قِفْ بالجيش ماذَا تريدُه
وماذا تُرجِّي من وَرَاءِ السباسبِ
فقالَ إلى أَنْ تنتهي الضادُ أنتهي
وحيث تسيرُ العُرْبُ تسري نجائِبي
لقد زُهيت مصر بباعثِ شعبِها
لكسب المعَالي واقتناءِ الرغائبِ
وكَمْ كتبَ التاريخُ لابن محمدٍ
خَوالِدَ والتاريخُ أصدَقُ كاتبِ
وكَمْ صانَ مصراً من بنيه مملكٌ
بعيد منال العزمِ جَمّ المطَالبِ
شمائلُ فاروقٍ وعزّةُ ملكِه
تَزِيدُ جَلالاً في جلال المناسبِ
علي الجارم
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2013/09/10 10:52:15 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com