هَجَرَتنا وهَجَرْنا زَيْنَبا | |
|
| وصَحا القَلْبُ الذي كان صَبَا |
|
طالما سُقْتُ فُؤادِي نَحْوها | |
|
| فَنَبَتْ عنه مِطَالاً ونَبا |
|
ودعوتُ الوَجْدَ للَّهْوِ بها | |
|
| فأَبَتْ دَلاً عليه وأَبَى |
|
نَعَبَ البَيْنُ بِنَا سقياً له | |
|
| فاسْتَعَدْتُ البَيْنَ لمّا نَعبا |
|
ومضَى الشَوْقُ فما جادتْ له | |
|
| مُقْلَتي بالدَّمْع لمّا ذَهَبا |
|
عَلِقتْ غَيْرِي وتَرْجُو صِلَتي | |
|
| عَجَباً ممّا تُرَجِّي عَجَبا |
|
هل يَحُلُّ الغِمْدَ سَيْفانِ معاً | |
|
| أو يضُمُّ الغِيلُ إِلاَ أَغْلَبا |
|
إنَّ هذا الْحُسْنَ كالماءِ إذَا | |
|
| كَثُر النَّاهِلُ مِنْه نَضَبا |
|
وهو مِثْلُ الزَّهْرِ إِنْ أكْثرْتِ مِنْ | |
|
| شَمِّهِ يا زَيْنُ أمْسَى حَطَبا |
|
وهو مِثْلُ المَال إنْ أَسْرفْتِ في | |
|
| بَذْلهِ للسَّائِليه سُلِبَا |
|
قَدُّك المائِسُ قد بَغَّضَ لي | |
|
| كُلَّ غُصْنٍ بَيْنَ أَنْفاسِ الصَّبا |
|
وجَنَى خَدَّيْكِ قد زَهَّدَني | |
|
| في حَديثِ الوَرْدِ يُزْهَى في الرُّبا |
|
أبْصَروا البَدرَ فقالُوا وَجْهُها | |
|
| فتَغَشَّيْتُ بثَوْبي هَرَبا |
|
فاحتَجِبْ يا بدرُ عن أَعْيُننا | |
|
| وعَزِيزٌ عِنْدنا أَنْ تُحْجَبا |
|
أَنَا يا زَيْنَبُ ماءٌ فإِذا | |
|
| هِجْتِنِي صِرْتُ لَظىً مُلْتَهِبا |
|
أَرْكَبُ المَرْكَبَ صَعْباً خَشِناً | |
|
| إِنْ دَعَتْني هِمَّتي أنْ أرْكَبا |
|
ضارباً في سُبُلِ المَجْدِ ولَوْ | |
|
| رَصَفُوها بالعَوالي والظُّبا |
|