للّه يومٌ جَرَى باليُمْن طائرُه | |
|
| ورُدِّدت في فَمِ الدّنْيا بَشَائرُه |
|
يومٌ تَحلّى بِحُسْن الوَعْدِ أوّلُه | |
|
| كما تَلأْلأَ بالإنْجازِ آخِرُه |
|
ترقَّبَتْ مصرُ فيه الصُّبْحَ مبتسما | |
|
| يلُوحُ بالْخَير والإسعادِ سَافرُه |
|
يومٌ أعادَ إلى الأيّام نَضْرَتَها | |
|
| كما أعادَ جَمالَ الرَوْض ماطُره |
|
يوم تجلَّى به الفاروقُ مُؤْتَلِقاً | |
|
| كالبَدْر يجتذب الأبصارَ باهرُه |
|
بدَا فكبَّرَتِ الدّنيا لِموْلِدِه | |
|
| واستبشرَ الدِّينُ واهتَّزتْ مَنَابرُه |
|
سُلالةُ الشَّرَفِ العالي وصفْوتُه | |
|
| ونُخْبَةُ الْجَوْهَر الصَّافي ونَادِرُه |
|
زينُ الشَّبابِ لهُم من هَدْيه قَبَسٌ | |
|
| ما ضلَّ فيه طريقَ المَجْد عابِرُه |
|
أقامَ في كلِّ قلْبٍ فَهْوَ حَلُّتُهُ | |
|
| وحَلَّ في كُلّ طَرْفٍ فَهْوَ نَاظرُه |
|
رقَّتْ شَمَائلهُ عزَّتْ أَوَائلُه | |
|
| لاحَتْ مَخَايلُه طابَتْ عَناصرُه |
|
فَارُوقُ يابْنَ الأُلَى شادُوا بِهمَّتِهم | |
|
| مُلْكاً عَلَى الدّهْرِ لا تَبلَى مَفَاخِرُه |
|
آثارُهم تبهَرُ الأيْامَ جِدَّتُها | |
|
| والنيلُ يَشْهَدُ ماضِيه وحاضِرُه |
|
راضوا الْجَمُوحَ فأعطاهُمْ مَقَادتَه | |
|
| وذلَّلوا الصَّعْبَ حتى لاَنَ نافرُه |
|
يا ابْن الْمَلِيكِ الّذِي عَمّتْ فَوَاضِلُه | |
|
| وكللَتْ هَامَةَ الدُّنيا مآثرُه |
|
أحْيا لَنا المجْدَ حتَّى عادَ دَارِسُه | |
|
| وأشْرَقَتْ في رُبا الوَادِي أزاهرُه |
|
جَرَت على ألْسُنِ الأيّام مِدْحَتُه | |
|
| حتى توَّهمْتُ أنَّ الدّهْرَ شاعِرُه |
|
المُلْكُ في ظلِّه طَابتْ مَشارِعُه | |
|
| والدِّينُ في عَهْدِه قَامَتْ شَعَائِرُه |
|
فانظر تجدْ أملاً في كلِّ ناحيةٍ | |
|
| العزمُ يمليه والْحُسنَى تُؤازرُه |
|
فاروقُ أنت لآمال الشباب حمىً | |
|
| وباعثُ المثل الأعلى وناشرُه |
|
لما دُعيتَ أميراً للصعيد زهت | |
|
| به القبائلُ وازدانت حواضرُه |
|
وعاده مجدُه الخالي يشافِهُه | |
|
| وجاء تاريخُه الماضي يُسامرُه |
|
لا زلت قرَّةَ عين الملك تحرسُه | |
|
| عينُ المهيمنِ والدنيا تُظاهرُه |
|
ودام ملكُ فؤادٍ في علاً وسناً | |
|
|