هَلْ نَعَيْتُم لِلْبُحْتُرِيِّ بَيَانَهْ | |
|
| أوْ بَكَيْتُم لِمَعْبَدٍ أَلْحَانَهْ |
|
أوْ رَأَيتُم رَوْضَ الْقَريضِ هَشِيماً | |
|
| بعْدَ مَا قَصَّف الرَّدَى ريحانَه |
|
فُزِّعَتْ طَيْرُه فَحَوَّمْنَ يَبكِينَ | |
|
| ذُبُولَ الْخَمِيلَةِ الْفيْنَانَهَ |
|
كُنَّ في ظِلِّهَا يُغَنِّينَ لِلشَّرْ | |
|
| قِ وَيُنْهِضْنَ لِلْعُلاَ شُبَّانَه |
|
كُنَّ في ظلِّها يُحَيِّينَ مَجْداً | |
|
| صَاعِداً ضَلَّتِ النُّجُومُ مَكَانَه |
|
كُنَّ في ظِلِّها يُنَاغِينَ آما | |
|
| لاً ويَبْعَثْنَ هِمَّةً وَهْنَانَهْ |
|
أَيُّهَا الطَّيْرُ ضَنَّ مَاءُ الْقَوافِي | |
|
| فَبذَلْنَا دُمُوعَنَا الهَتَّانَهْ |
|
مَاتَ يَا طَيْرُ صَادحٌ تَسْجُدُ الطَّيْرُ | |
|
| إِذَا رَجَّعَ الصَّدَى تَحْنَانَهْ |
|
نَبَرَاتٌ تَخَالُهَا صَوْتَ دَاوُ | |
|
| دَ بِلَفْظٍ تَخَالُهُ تِبْيَانَهْ |
|
عَلَّمَتْ الابْتِسَامَ زنْبَقَةَ الْوَا | |
|
| دِي وَأوْحَتْ لِغُصْنِهِ مَيَلانَهْ |
|
مَاتَ شَوْقي وَكانَ أنفَذَ سَهْمٍ | |
|
| صَائِبِ الرَّمْيِ مِنْ سِهَامِ الكِنَانَهْ |
|
اِبْكِ لِلشَّمْسِ في السَّماءِ أَخَاهَا | |
|
| وَابْكِ لِلدَّهْرِ قَلْبَهُ وَلِسَانَهْ |
|
وَابْكِهِ لِلنُّجُوم كَم سَامَرتْهُ | |
|
| مَالِئاتٍ بِوَحْيها آذَانَهْ |
|
وَابْكِ لِلرَّوْضِ وَاصِفاً يَخْجَلُ الرَّوْ | |
|
| ضُ إذَا هَزَّ بِالْيَرَاعِ بَنَانَهْ |
|
وَابْكِهِ لِلْخَيالِ صَفْواً نَقِيّاً | |
|
| إنَّهُ كانَ في الْوَرَى تَرْجُمَانَه |
|
مَلأَ الشَّرْقَ مَوْتُ مَنْ مَلأَ الشَّرْ | |
|
| قَ حَيَاةً وَقُوَّةً وَزَكانَهْ |
|
كَمْ يَتِيمٍِ مِنَ الْمعَانِي غَرِيبٍ | |
|
| مَسَحَتْ كَفُّهُ عَلَيْهِ فَصَانَه |
|
وَشَمُوسٍ رَنَا إلَيْهِ فَأَلْقَى | |
|
| رَأْسَهُ خَاضِعاً وَأعْطَى عنَانَهْ |
|
ونَفُورٍ أزْرَى بصَيَّادِهِ الطبِ | |
|
| وأَعْيَا قِسِيَّهُ وَسِنَانَهْ |
|
نَظْرَةٌ تَلْتَقي بِهِ يَنْهَبُ الْوَا | |
|
| دِي وأُخْرَى تَراهُ يطْوِي رِعَانَهْ |
|
تَسْبِقُ السَّهْمَ عينُهُ فَتَرَاهُ | |
|
| يَتَلَوَّى تَلوِّيَ الخَيْزُرانَه |
|
ثمَّ يَخْفَى فَلاَ تَرَاهُ عُيُونٌ | |
|
| ثُمَّ يَبْدُو فَلاَ تَشُكَّ عِيَانَه |
|
أَجْهَدَ الْفَارِسَ المُلِحَّ وَأفْنَى | |
|
| نَبْلَهُ حَوْلَهُ وَأضْنَى حِصَانَه |
|
وَهْوَ يَعْدُو لاَ الرَّأْسُ مَالَ مِنَ الأَيْنِ | |
|
| وَلا قَلْبُهُ شَكَا خَفَقَانَهْ |
|
مَدَّ شَوْقي إِلَيْهِ نَظْرَةَ سِحْرٍ | |
|
| عَوَّقَتْ دُونَ شَوْطِهِ جَريَانَه |
|
فَأَتَى مِشْيَةَ المُقَيَّدِ يَسْعَى | |
|
| بَيْنَ هَوْلٍ وَذِلَّةٍ وَاسْتِكَانَه |
|
غَزَلٌ كالشَّبَابِ ينْضَحُ آما | |
|
| لاً ويهْتزُّ في حلىً فَتَّانَهْ |
|
تَسْمعُ الْحُبَّ في نَواحِيهِ هَمْساً | |
|
| يتَناجَى ويَشْتَكي أشْجَانَه |
|
وتُحِسُّ الْهَوَى يرِفُّ حناناً | |
|
| شَرَكُ الحُبِّ أنْ تُحِسَّ حَنَانَه |
|
وإِذَا جَالَ وَاصِفاً رَاعَك الْحُسنُ | |
|
| وَأكْبَرْتَ فنَّهُ وافْتِنَانَه |
|
صُوَرٌ زَيْتُها بَيَانٌ سَرِيُّ | |
|
| مَزَجَ اللّهُ وَحْدَهُ أَلْوَانَه |
|
لَوْ رُفَائِيلُ راءها غَالَهُ الْبَهْرُ | |
|
| وَأَلْقَى ألْوَاحَهُ وَدِهَانَه |
|
عالِمٌ بِالنُّفُوسِ ما غَاصَ مِيلٌ | |
|
| في خَفَايَا النُّفُوسِ حتَّى أبَانَه |
|
أَوْدَعَ الدَّهْرُ مِسْمَعَيْهِ عَنِ الكَوْ | |
|
| نِ حَدِيثاً فلَمْ يُطِقْ كِتْمَانَهْ |
|
ذَأكَ سِرُّ الإِلَه يختَصُّ مَنْ شَا | |
|
| ءَ بآثارِ فَضْلِهِ سُبْحَانَه |
|
وَرِثَاءٌ لوْ كَان يَسْمَعُهُ المَيْتُ | |
|
| لأَحْيَا بِسِحْرِهِ جُثْمَانَه |
|
عَرَفَ المَوْتَ والْحَياةَ جَميعاً | |
|
| ورَأى بَعْدَ حَيْرَةٍ بُرْهانَه |
|
والرّوَايَاتُ أدْهَشَتْ كلَّ لُبٍ | |
|
| ثُمَّ أَرْبَتْ فَأَدْهَشَتْ شَيْطَانَه |
|
يُغْمِضُ الْعَيْنَ في اضْطِرَابٍ إذَأ حَسَّ | |
|
| طُروقَ الإلْهَام أَوْ غِشْيَانَه |
|
ثُمَّ يُمْلي كَأَنهُ مِنْ كِتابٍ | |
|
| قَارِىءٌ في سُهولَةٍ ومَرَانَهْ |
|
جَوْهَرِيٌّ وَدَّ الكَواعِبُ لَوْ يَشْرِينَ | |
|
| يوماً بِحُسْنِهنَّ جُمَانَه |
|
زَانَ مِصْراً بلؤلىءٍ يَبْهَرُ الْعَيْنَ | |
|
| وَأوْلَى تَارِيخَهَا عِقْبَانَهْ |
|
كَانَ صَبّاً بِمِصْرَ كَمْ هَامَ شَوْقاً | |
|
| بِرُبَاهَا وَبَثَّهَا أَحْزانَهْ |
|
دَفَنَ اللَّهْوَ وَالصِّبا في ثَرَاهَا | |
|
| وَطَوَى مِنْ شَبابِه عُنْفُوَانَه |
|
هِيَ بُسْتَانهُ فَغَرَّدَ فِيهِ | |
|
| وحَبَا كُلَّ قَلْبِهِ بُسْتانَه |
|
يحْرُسُ الْفَنَّ في ظِلالِ نَوَاحِيهِ | |
|
| وَيَرْمِي عَنْ دَوْحِهِ غِرْبَانَه |
|
يَعْشَقُ النِّيلَ والْخَمَائِلُ تَهْتَزُّ | |
|
| بِشَطَّيْه خُضْرَةً وَلَدَانَهْ |
|
يَعْشَقُ النِّيلَ وَالْجزِيرةُ تُغْرِيهِ | |
|
| وَقَدْ لَفَّ حَوْلَهَا أرْدانَهْ |
|
يَعْشَقُ الْجسْرَ والسَّفَائِنُ تَهْفُو | |
|
| حَوْلَهُ كَالْحَمائِم الظَّمْآنهْ |
|
وَيُحِبُّ السَّوَادَ مِنْ عَيْنِ شَمْسٍ | |
|
| مَالِئاً مِنْ رُوَائِهِ أَجْفَانَه |
|
كُلُّ شَيءٍ بِمِصْرَ يَبْهَرُ عَيْنَيْهِ | |
|
| جَمَالاً ويَسْتَثِيرُ جَنَانَه |
|
كُلَّمَا هَزَّهُ إِلَى الشِّعْرِ شَوْقٌ | |
|
| جَذَبَ الْحُبُّ نَحْوَهَا وِجْدَانَه |
|
فَشَدَا بِاسْمِهَا كَمَا تَصْدحُ الطَّيْرُ | |
|
| وَقَدْ شمَّرَ الدُّجَى طَيْلَسَانَه |
|
وَجَلا مَجْدَهَا الْقَدِيمَ جَدِيداً | |
|
| بَعْدَ مَا هَدَّمَ الْبِلَى أَرْكَانَهْ |
|
في خُشُوعٍ يُشِيدُ باسمْ فُؤَادٍ | |
|
| مِثْلَمَا رَدَّدَ المُصَلِّي أَذَانَهْ |
|
مَلِكٌ مَدَّ لِلْفُنُونِ يَمِيناً | |
|
| عَلَّمَتْ كُلَّ مُحْسِنٍ إِحْسَانَهْ |
|
نَظْرَةٌ مِنْهُ زَادَت الشِّعْرَ زَهْواً | |
|
| وَأعَادَتْ لِعَهْدِهِ رَيْعَانَه |
|
نَحْنُ في ظِلِّ تَاجِهِ في زَمَانٍ | |
|
| وَدَّ هَارُونُ أَنْ يَكُونَ زَمَانَه |
|
أَوَّلُ السَّابِقينَ شَوْقِي إذَا جَا | |
|
| لَ ذَوُو السَّبْقِ يَبْتغونَ رِهَانَه |
|
شِعْرهُ حِكْمَةٌ وَصِدْقُ خَيَالٍ | |
|
| وَجَمَالٌ وَرَوْعَةٌ وَرَصَانَه |
|
وَمَعَانٍ شَوْقِيَّةٌ في سِيَاقٍ | |
|
| بُحْتُرِيٍ وَرِقَّةٌ في مَتَانَهْ |
|
يَا مُجِيرَ الْفُصْحَى وَقَدْ عَقّهَا | |
|
| الدَّهْرُ وأَغْرَى بِقَوْمِها حِدْثَانَه |
|
نَزَلَتْ في ذَرَاكَ رَوْضاً مَرِيعاً | |
|
| هَدَلَ النَّوْرُ والْجَنَى أَغْصَانَه |
|
واستَعادَتْ حُسْن الشَّبَابِ وَكَانَتْ | |
|
| رَمَقاً بَيْنَ كَبْرَةٍ وَزَمَانَهْ |
|
وَحَمَتْهَا يَدَاكَ مِنْ شَرِّ باغٍ | |
|
| في زَمَانٍ طَغَتْ عَلَيْهِ الرَّطَانَه |
|
ذَكَّرَتْهَا رَنَّاتُ صَوْتِكَ قَوْماً | |
|
| سَلَفُوا مِنْ هَوَازِنٍ وَكِنَانَهْ |
|
رَفَعَتْ مِصْرُ رَايَةَ الشِّعْرِ في الشَّرْ | |
|
| قِ وَأوْلَتْ أَمِيرَهُ صَوْلَجَانَهْ |
|
وَمَشَى الدَّهْرُ في الْوُفُودِ إِلَى | |
|
| الْبَيْعَةِ يَحْتَثُّ نَحْوَهُ رُكْبَانَه |
|
وَرَأَيْنَا بِكُلِّ أُفْقٍ رَنِيناً | |
|
| رَدَّدَتْه الْقَصَائِدُ الرَّنَّانَه |
|
هَكَذَا كُلُّ مَنْ يُرِيدُ خُلُوداً | |
|
| يَجْعَلُ الْكَوْنَ كلَّهُ مَيْدَانَهْ |
|
هَكَذَا فَلْيَسِرْ إِلَى الْمَجْدِ مَنْ شَا | |
|
| ءَ وَيَرْفَعْ بِذِكْرِهِ أَوْطَانَه |
|
خُلُقٌ كَالنَّدَى وَقَدْ نَقَّطَ الزَّهْرَ | |
|
| فحَلَّى وَشْيَ الرِّياضِ وَزَانَه |
|
وَصِباً يَمْلأُ الزَّمَانَ ابْتِسَاماً | |
|
| وَحِجاً يَمْلأُ الزَّمَانَ رَزَانَه |
|
وَسَمَاحٌ يَلْقَى الصَّرِيخَ بِوَجْهٍ | |
|
| تَحْسُدُ الشَّمْسُ في الضُّحَا لَمَعَانَه |
|
شَمَمٌ في تَوَاضُعٍ وَحَياءٌ | |
|
| في وَقَار وفِطْنَةٌ في لَقَانَه |
|
وَحَدِيثٌ حُلْوٌ لَهُ رَوْعَةُ الشِّعْرِ | |
|
| فَلَوْ كَانَ ذَا قَوَافٍ لَكَانَهْ |
|
وَيَقِينٌ باللّه ما مَسَّهُ الضَّعْفُ | |
|
| وَلاَ طَائِفٌ مِنَ الشَّكِّ شَانَه |
|
هُوَ في الشَّمْسِ والْكَوَاكِب نُورٌ | |
|
| وَهْوَ في الأَرْض وَالْجِبَالِ رَكَانَه |
|
مَلَكَ الدِّينُ قَلْبَهُ وَهَوَاهُ | |
|
| وَجَلاَ الشِّعْرُ سَاطِعاً إِيمَانَه |
|
يَمْدَحُ الْمُصْطَفَى فَتَلْمَحُ حُبّاً | |
|
| عَاصِفاً آخِذاً عَلَيْهِ كِيَانَه |
|
وَتَرَاهُ يَذُودُ عَنْ آلِهِ الْغُرِّ | |
|
| وَفَاءً لِحُبِّهِمْ وَصِيانَهْ |
|
حَسْبُهُ أَنْ يَجِيءَ في مَوْقِفِ الْحَشْرِ | |
|
| فَيَلْقَاهُ مَالِئاً مِيزَانَه |
|
طَوَّفَتْ حَوْلَهُ الْمَلاَئِكةُ الطُّهْرُ | |
|
| وَمَسَّتْ بِطِيبِها أَكْفَانَهْ |
|
إنَّ مَعْنَى الْحَيَاةِ فِيهِ مِنَ الْمَوْ | |
|
| تِ مَعَأنٍ لَوْ يَفْهَمُ الْمَرءُ شانهْ |
|
يُهْدَمُ الْمَرْءُ كُلَّ يومٍ وَيُبْنَى | |
|
| ثم يَهْوِي فَلاَ تَرَى بُنْيَانَه |
|
نَحْنُ حَبٌّ في قَبْضَةِ الدَّهْرِ يُلقيهِ | |
|
| وَيَجْنِيه مُدْرِكاً إِبَّانَه |
|
نَحْنُ في دَوْحَةِ الأَمَاني زَهْرٌ | |
|
| يَهْصِرُ الْمَوتُ لِلْبِلَى أَفْنَانَه |
|
إِن هَذِي الْحَيَاةَ بَحْرٌ وَكُلٌّ | |
|
| بالِغٌ بَعْدَ سَبْحِهِ شُطْآنه |
|
قَدْ قَضَى اللّهُ أَنْ نَكُونَ فَكُنَّا | |
|
| وَقَضَينَا وَمَا قَضَيْنَا لُبَانَه |
|
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الْكَرِيمُ لَقَدْ كُنْتَ | |
|
| سَوَادَ الْعُيُونِ أَوْ إِنْسَانَه |
|
نَمْ قَرِيراً في جَنَّةِ الْخُلْدِ وَانْعَمْ | |
|
| بِرِضَا اللّه وَاغْتَنِمْ غُفْرَانَهْ |
|
وَالْتَمِسْ نَفْحَةَ الرَّسُولِ وَطَارِحْ | |
|
| في أَفَانِينِ مَدْحِهِ حَسَّانَه |
|
كَيْفَ يُوفي الشِّعْرُ الَّذِي مَلَك | |
|
| الشِّعْرَ وألْقَى لِغَيْرِهِ أَوْزَانَه |
|
وَرِثَاءُ الْبَيَانِ جُهْدُ مُقِلٍ | |
|
| لِلَّذِي خَلَّدَ الزَّمَانُ بَيَانَه |
|