عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي الجارم > ضلّ شعري وندّ عني بياني

مصر

مشاهدة
964

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ضلّ شعري وندّ عني بياني

ضلّ شعري وندّ عني بياني
ما على الشاعرين لو أرشداني
ضاع في ظلمةِ المشيبِ أنيناً
وبكى في الصبا بياضَ الأماني
مِزْهَرٌ أنَّ في قِفارِ فلاةِ
وابنُ غصنٍ شدا بلا أغصان
بين قومٍ ما رَنَّ في سمعِهم أح
لَى نشيداً من أصفرٍ رنّان
صدَفتهم عن خالدِ الفنِّ أضغا
ثٌ وزَهْوٌ من كاذبِ العيش فاني
هاتِ سمعاً أُسْمِعْكَ رائعَ أَنغا
مي وإلاَّ فاذهبْ ودعني وشاني
أنا في أمةٍ بها جدولُ الضر
بِ طغَى سيلُه على الأذهَانِ
إن رأَوْا صفحةً بها بيتُ شعرٍ
تركوه يبكي على كلِّ باني
صِحْتُ فيهم فعاد صوتي مع الري
حِ وعادت حزينةً ألحاني
في كسادِ القريضِ أخفيتُ دُرِّي
وخَزنتُ الغريبَ من مَرْجاني
وتمنّيتُ كلَّ شيءٍ على الل
هِ سوى أن أعيشَ من أوزاني
كلُّ شِبْرٍ بمصر خِصْبٌ على الهرَّا
جِ جدبُ الثرى على الفنّان
سكت العندليبُ في وحشةِ الدَّوْ
حِ وغنَّتْ نواعقُ الغِرْبان
فسمعنا من النشوز أفاني
نَ يروِّعْنَ صادحَ الأفنان
أسمَعونا برغمنا فصبرنا
ثم ثُرْنا غيْظاً على الآذَانِ
جلبوا للقريضِ ثوباً من الغَر
بِ ولم يجلِبوا سوى الأكفان
ثم قالوا مجدِّدون فأهلاً
بصناديدِ أخرياتِ الزمان
لا تثوروا على تُراثِ امرىء القيْ
سِ وصونوا ديباجةَ الذُبياني
واتركوا هذه المعاولَ باللّ
هِ فإني أخشى على البنيان
واحفظوا اللفظَ والأساليبَ والذو
قَ وهاتوا ما شئتُمُ من معاني
ما لسانُ القريضِ من عربيٍ
كلسانِ القريضِ من طُمْطُماني
إنّما الشعرُ قطعةٌ منكَ ليست
من دماءِ اللاتين واليونان
كلُّ فنٍّ له مكانٌ وأهلٌ
إن غَدا العلمُ ما له من مَكانِ
إن رأيتم أُخُوّةَ العودِ للجز
بنِد فابكوا سُلالةَ العيدان
لا يهُزُّ النخيلَ إلاّ حَنانُ الن
ايِ في صمتِ ليلةٍ من حنان
وِجْهَةُ الشرقِ غيرُها وجهةُ الغ
ربِ فأَنَّى وكيف يلتقيان
أين عهدُ الشباب واللّهوِ يا شع
رُ وأين الهَوى وأين المغاني
ذبُل الوردُ وانقضى مَوْسِمُ الريح
انِ واحسرتا على الريحان
وانطوَى مجلسُ الصحابِ بمن في
ه وما فيه من أمانٍ لِدان
كان أشهى للنفسِ من حَسْوَة الكأ
سِ وأحلَى من صادحاتِ الأغاني
لم تَدُرْ كأسُه على واغلٍ فَدْ
مٍ ولا واكلٍ عن المجدِ وانِي
يُنْثَرُ الشعرُ فيه كالزهرِ ريّا
نَ بلحنٍ من الصبا ريّان
كان فيه شوقي وكان أبو الحف
ظِ وحفنى وجملةُ الإخوان
وإمامُ العبدِ الذي كان رمزاً
لتآخي المصريِّ والسوداني
كان شوقي يُصْغِي وما كان يُصْغِي
هو في عالَمٍ من الفنِّ ثاني
كلّما مدّ رأسَه يرقُبُ الوح
يَ رأيتَ العينينِ تختلجان
ثم يُغْضي مُهمهِماً مثلما جرّ
بتَ بالْجَسِّ شادياتِ المثاني
ينظِمُ الشعرَ وهو يلقى الأحادي
ثَ فيأتي بآبداتِ البيان
رُوحُه في السماءِ وهو على الأر
ضِ كلا العَالمَيْنِ مختلفانِ
هو شوقي جسماً يُرَى ويُناجي
وهو في الشعرِ طائفٌ نوراني
شركسيٌّ أعيا على العُرْبِ مَأْتا
هُ فَحسّانُ ليس بالْحسّان
وله في المديح ما لم يُداني
ه ابنُ عَبْدانَ في بني حَمْدان
حكمةٌ مَشْرِقيّةٌ في خيالٍ
فارسيّ في منطقٍ عدناني
ينثُرُ الدرَّ عبقريّاً عجيباً
ليس من مَسْقَطِ ولا من عُمان
أنا بالدرِّ أخبرُ الناسِ لكن
ذلك النوعُ ندّ عن إمكاني
فاسألا كلَّ جوهرِيّ فإن قا
ل لديهِ مِثْلٌ له فاسألاني
يا خليلي لا تَهيجا لي الذك
رَى فقد نالني الذي قد كفَاني
ناولاني باللّه ديوانَ شوقي
لأراه كعهده ويراني
ثم سيرا على الأصابع في صمْ
تٍ وفي حضرةِ الأميرِ دعاني
مَرّةً أَلتقِي به أملدَ الع
ودِ نضيرَ الصبا طليق العِنان
بين راحٍ وروضةٍ وغدير
وحِسانٍ مضَى زمانُ الْحِسان
ووجوهُ الآمالِ أزهَى من الزهْ
رِ وغصنُ الشبابِ في رَيْعان
غَزَلٌ أذهل الغواني عن الحس
نِ ومن أين مثلُه للغواني
حين يشدو يُصغِي له الطيرُ حيرا
نَ مغيظاً مسائلاً مَن حكاني
ذاك صوتٌ به خُصِصْتُ من الل
هِ فمن أين جاء للإنسانِ
يصِفُ الجسر والجزيرةُ تهت
زُّ حَواليْهِ هِزَّةَ النشوان
في ثيابٍ من الطبيعة وشّا
ها كما شاء مُبدِعُ الألوان
ويَرى حبّه للدولةِ عثما
نَ شعاراً لصادقِ الإيمان
ذاك شعرُ الشبابِ والدارُ دارٌ
وأيادي العباسِ بيضٌ دواني
ثم ألقاه وهو في الأسرِ يشكو
فيُثير الكمينَ من أشجاني
ويناجِي شعره نائح الطَلْ
حِ فيُبكيه مثلَما أبكاني
زُحِمتْ مصرُ بالبُغاثِ من الطي
رِ وعِيقَ الشادي عن الطيران
أسروه ليحبسوا صوتَه العا
لي فنادَى بصوته الخافِقَانِ
احبسوا السيلَ إن قدرتم وسُدّوا
إن أردتم منافذَ البركان
ودعوا الشعرَ فهو طيرٌ من الفِرْ
دوسِ يأبَى مَسيسَه بالبنان
ثم طار الهَزَارُ للعُش غِرِّي
داً وعاد الغريبُ للأوطان
عاد زِريابُ بعد أن زاد أوتا
راً لأوتارِ عوده المِرْنان
فتغنّى بمصرُ في موكبِ الشر
قِ وعزِّ التاجيْنِ والصوْلجان
وشدا بالشموسِ من عبدِ شمسٍ
والغطاريفِ من بني مَرْوان
ألهب العزم في بني مصرَ ناراً
أيُّ خيرٍ في هذه النيران
ودعا بالشبابِ فابتدروا السبْ
قَ وآمَالُ مصرَ في الشبّانِ
والرواياتُ أعجزتْ كلّ شيطا
نٍ وأعيت في وصفِها شيطاني
حكمةُ الشَّيْبِ في مِراس التجاري
بِ وفكرٌ أمضى شَباً من سِنان
جَنتِ السِّنُّ ما جنت غير عقلٍ
زاد بالسِّنِّ صَوْلةً ولسان
كلما هدّتِ الليالي قُواه
بلغ الشعرُ قِمّة العُنفوان
شعرُ شوقي وديعةُ الزمنِ البا
قي وشوقي وديعةُ الرحمن
قد شُغِلْنا عن حافظٍ بأمير الشع
ر ويلي لو كان يدري لحاني
كان يجري على أعنّة شوقي
ويُعاني من رَكْضه ما يُعاني
لا الجوادانِ في النجار سواءٌ
حين تبلوهما ولا الفارسَانِ
يُلْهبُ الشعرَ حافظٌ أرعنَ السو
طِ وشوقي في آخرِ الميدان
ليت شعرَ القريضِ أيُّ سِباق
بين شعريْهما وأيُّ رِهان
حافظٌ زيَّن القريضَ بفنٍّ
بُحْتُرِيّ عذبٍ رشيق المباني
لفظُه في يديه يختار منه
صَحْفةُ الدرِّ في يَدَيْ دِهْقَان
ولكم قد أعاد بيتاً مراراً
باحثاً عن فريدةٍ من جُمان
يتقَرّى في الشعر مَيل الجم
اهيرِ ليحظَى بصيحةِ استحسان
جال في حَوْمةِ السياسة وثَّا
باً فأذكَى حماسةَ الفِتيان
ورمَى الاحتلالَ حرّاً جريئاً
وتحدَّى العميدَ ثَبْتَ الْجَنانِ
في زمانٍ قد ذلَّ كلُّ إباءٍ
فيه وانقاد كلُّ صعبِ الْحِران
وظّفوه فأسكتوه فألقَى
شعْرَهُ في مَهامِه النِّسيان
ويحَ هذا الكِرْوانِ هل راقه الحب
سُ وأغراه عسجدُ القضبان
هَشّموا نابَي ابن بُرْدٍ وحالوا
بين كاس الطلا وبين ابنِ هاني
كان شوقي وحافظٌ إن دجَى الخط
بُ شعاعيْنِ في الدُّجَى يلمعان
فهما في أواخرِ الليلِ فجرا
نِ وفي أُولَياتِه شَفَقان
أيها الشاعرانِ قد صَوّح الدوْ
حُ وولّت بشاشةُ البستان
وخلا الربْعُ لا قراعُ كئوسِ
ضاحكات ولا رنين قِيَانِ
وتولَّى القُطّانُ لم يبق إلاَّ
حسراتٌ لفُرقةِ القُطّان
ومضَى الرَّكْب بالرفاقِ وخلاَّ
نِي وحيداً أبكي على خُلاّني
أيها الشاعران في جنّةِ الْخُلْ
دِ هَناءً بالْخُلْدِ والرِّضوان
مهِّدا لي إلى جِواركما مَثْ
وىً إذا آن للرحيلِ أواني
علي الجارم
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/11 01:57:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com