عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حسن قويدر > حمدا لمن أودع في الاحداق

مصر

مشاهدة
1033

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حمدا لمن أودع في الاحداق

حمدا لمن أودع في الاحداق
سوادها السارى الى الآماق
وزين الخدود بالاشراق
مصبوغة بصبغة الخلاق
كفضة قد موّهت بالتبر
ثم صلاة الله والتسليم
مالاح وجه مشرق وسيم
أوفاح ثغر ضاحك بسيم
أوهب يوما للقا نسيم
على نبىّ جاءنا باليسر
وبعد فاسمع أنت شرح حالى
لي قصة طعم لماها حالى
كنت من الحب زمانا خالى
ولم يمرّ ذكره ببالى
حتى بليت وأنا لم أدر
رأيت بدرا فوق غصن مائس
يخطر في خضر من الملابس
ويسحر العقل بطرف ناعس
وهو بشوش بالوجه غير عابس
كان ماء الحسن منه يجري
خاطرت لما أن رأيته خطر
وحار فكرى في بها ذاك الحور
وقلت لا والله ما هذا بشر
ومن بشمس قاسه أو بقمر
فليس عندى بالقياس يدري
قلت أريد سيدى أن أسألك
من أنت سبحان الذى قد عدّ لك
يا من بحسنه فؤادي قد ملك
فقال مملوك فقلت بل ملك
ان صح فيك يا جميل حزري
تقول مملوك وأنت مالك
تهتك الاحرار في جمالك
دل على أصلك حسن خالك
والشعر قد أنبأنى عن حالك
فوق جبين فاق ضوء الفجر
أخبرني أن اسمه محمد
وكل اسم للمسمى يشهد
فقلت أنى لك حقا أحمد
ولم يكن هذا الجمال يوجد
الا أنيط حمده بالشكر
سألته من النهار كم مضى
من ساعة فلاح برق أومضا
والابتسام من علامات الرضا
والثغر سال منه معسول الرضا
وقال يا مولاى لست أدري
لأنّ ساعتى لدى الساعاتى
فقلت هذى أبرك الساعات
مشاهد الحسن تلك الذات
فإنه من أعظم اللذات
فصرت نشوانا بغير خمر
فلفظه العذب لقلبى قوت
كأنه الدرّ أو الياقوت
وسحره الى النهى مثبوت
يعجز عن مثاله هاروت
وهو الحلال من صنوف السحر
وكم حوى الثغر من الجمال
اذ نظمت في جوفه اللآلى
منسوقة جلت عن المثال
وحليت بريقه الزلال
فالحسن مجموع بذاك الثغر
في الخدّ منه جنة ونار
والثغر فيه الشهد والعقار
والشعر ليل تحته النهار
فكيف لا تفتضح الاقار
وتختفي من حسن هذا البدر
ان قيل بدر قلت ذا قريب
وكامل في الحسن لا يغيب
والبدر فيه كلف يعيب
وذا الرشا جماله عجيب
والفرق ظاهر لدى من يدري
إن كان فيه العاذلون لاموا
وليس في الخد النقى لام
والورد لم يحفف به نمام
فلو رأوه مرّة لهاموا
وقبلوا في ذا الجميل عذري
كان قوس حاجبيه نون
لكنه بقتلتى مقرون
وصارم اللحظ به المنون
فكيف أنجو منه والعيون
علىّ تسطو والىّ تغري
أعطافه نشوى بلا مدام
وخدّه مثل فؤادي دامى
وخصره لحم بلا عظام
ولم يزل منى الفؤاد ظامى
للرشف من تلك الشفاه الحمر
عقرب مسك فوق خدّه التوى
وجمرة الخدّ بها القلب اكتوى
جمال هذا الظبى قد هدّ القوى
وليس لى غير الوصال من دوا
فاسمح به يا بدر واكسب أجري
وليس في الوصال فعل الفحشا
كن آمنا والله مما تخشى
ولا تطع لعاذل قد وشى
واعلم بأنى قد طويت الاحشا
عليك فردا يا وحيد العصر
وأننى أقنع بالسلام
وبحديث ثغرك البسام
لا خير في مرتكب الآثام
وعادل عن سنة الاسلام
فانه مفتضح في الحشر
فقال لي يا مرحبا واهلا
أدخل تجد عندى مكانها سهلا
يا درولا تقل الىّ مهلا
واشرب شراباً عللا ونهلا
في ساعة تعدل كلّ العمر
أدخلنى لصحن تلك الدار
وقال لى دار هو الدارى
حين رأى دمع عيونى جارى
وقال للوشاة هذا جارى
ولم يقل هذا محب عذري
خاف من اللوم والاعتراض
فقال هل تدخل للرياض
قلت نعم أشفى بدا أمراضى
يا حبذا ان كنت أنت راضى
يا غرّة في وجه هذا الدهر
فضم راحة له براحتى
فكان هذا سببا لراحتى
وماش ينثنى بغصن القامة
حتى دخلنا روضة الحسن التى
فاح شذاها عبقا كالعطر
جعلته كقبلتى أمامى
مشاهدا للخصر والقوام
ما راعنى شخص من الانام
غير عيون الزهر في الاكمام
تلحظنى شزرا بعين الغدر
فقال لطب نفسا فقد زال الألم
والصفو من كل الجهات قد ألم
كأنه يتلو على القلب ألم
نشرح لك الصدر بهذه النعم
روض ووجه حسن ونهر
فخفقت في القلب رايات الفرج
وامتلأ الصدر سرورا وانشرح
وقد سمعت بلبل الأيك صدح
يقول قد داوى الحبيب ماجرح
وهذه أسنى خصال البرّ
أغصانها لما رأته قد بدى
خرّت اليه ركعا وسجدا
تقول يا من بالبها تفرّدا
القرب منك هو غاية الهدى
والبعد عنك هو عين الخسر
واستترت شمس الضحى لما ظهر
قائلة لا تدرك الشمس القمر
وأغدق السحب علنا بالمطر
فلا ترى الاشبائك الدرر
قد خجلت منه فولت تجري
ومذبكى المزن بلا أجفان
تبسم الزهر على الأغصان
فالتهبت شقائق النعمان
فهل رأيت النار في الجنان
أم هل نظرت الماء فوق الجمر
وشخص النرجس في الأحداق
واحمرّ حدّ الورد للتلاقى
وكلل الدرّ على الأوراق
ومالت الأغصان للعناق
وحمل الموز لواء النصر
وصفق الماء على الأنهار
وصدحت بلابل الأطيار
ورقص الغصن على الأشجار
ينثر للدّرهم والدينار
حتى كسا الارض بساط الزهر
والريح تدنى مبسم الشقيق
من ثغره الممزوج بالرحيق
تذيقه طعم سلاف الريق
معطرا بنشره العبيق
وكلّ طيب طىّ ذاك النشر
وبسطت أكفها الدوالى
تقول يا من ريقه دوالى
يا كاملا في الحسن والجمال
قد شبهوا وجهك بالهلال
وهو قلامة بهذا الظفر
لم أنس اذ تنافس الأزهار
ودهشوا من حسنه وحاروا
وظلموا في حكمهم وجاروا
تشبهوا به وهذا عار
لأن هذا بالمليح يزري
قال الشقيق أنا مثل الخدّ
ورثت لونى عن أبى وجدّي
ونسبتى تنبيكم عن مجدى
لكن الى النعمان ليست تجدي
فأنا منسوب لهذا البدر
والياسمين صاح في الرياض
يقول شطر الحسن في بياضي
فعرضي من أشرف الأعراض
وأرجى يشفى من الأمراض
من ذا الذى يشبه هذا غيري
والنوفر الرطب يقول جسمي
كجسمه في حدّه والرسم
لكنني مخالف في الاسم
من أجل هذا حكموا بوسمي
وغرّقونى وسط هذا البحر
فابتدر النرجس اذ يقول
هذا الكلام كله فضول
طرفى كطرف ذا الرشا مذبول
والعين للقلب هي الرسول
وكم بها تغزلوا في الشعر
سمعهم بنفسج فثارا
كأنه يطلب منهم ثارا
وقال أنا أشبه العذار
حين بحسنه العذارى
وصار وجهه كلون الحبر
فشمر الغصن عن الساق وقد
جرّد سيفا لرقابهم وقد
وقال جمرى بكلامكم وقد
أنا الذي أشبه أعطافا وقد
أحملكم وتجهلون قدري
وكثر الخصام واللجاج
واختلفوا في أمرهم وهاجوا
واضطربوا في رأيهم وماجوا
ورجعوا للحق ثم عاجوا
فأبصروا الهدى بعين الفكر
فجعلوا الورد عليهم قاضي
وكلهم بما يقول راضي
لأنه لم يقض بالاغراض
وسالم من سائر الأمراض
ذو شوكة وهو جليل القدر
قالوا له يا عادلا يأبى الرشا
من ذا الذى يشبه فينا ذا الرشا
فقال قولا للعقول أدهشا
هل فيكم غصن رطيب قد مشا
وفوقه كلّ صنوف الزهر
دعواكم يا أيها الزهور
كما زعمتم باطل وزور
وكلكم بنفسه مغرور
وواجب في حقه التعزير
من جملة التعزير لوم الحرّ
الحسن شيء ما له مثيل
وكل وجه حازه جميل
والنفس دائما له تميل
وصاحب العزله ذليل
في قيد أسر نهيه والأمر
قالوا نراك غير عدل في القضا
جرى علينا في الرضا يك القضا
فلا تكن عن الصواب معرضا
واحكم لنا بالعدل واترك ما مضى
فأنت أولى بجميل الذكر
فصاح فيهم وهو ذو فصاحه
وشاح بعد أن رمى وشاحه
وقد تبدى حاملا سلاحه
وقال في قطف الزهور راحه
من فوق هاتيك الغصون الخضر
من شبه الجمال بالجنى جنى
وكان عندى مستحقا للجنا
لو كان فضل الله يأتى بالمنى
كما زعمتم كنت لا شك أنا
أحق منكم لو جهلت قدرى
من لم يكن يعرف قدر نفسه
وقد تعدّى طور أهل جنسه
يهدم عالى قدره من أسه
حتى يرى الوحشة بعد أنسه
والذل بعد عزه والفخر
لما بدا الحق لديهم وجلا
ارتعد الغصن الرطيب وجلا
وأطبق النرجس جفنا خجلا
واستررا النوفر في الماعجلا
والورس صار ذا خدود صفر
أما البنفسج ومن قفاه
لسانه سلوه من قفاه
فاعترفوا بذنبهم وفاهوا
والكل منهم صار يدنى فاه
من الحبيب لاثما للثغر
ومذ رأيت الورد قد أباحا
قطف الزهور قلبى استراحا
قصرت أجنى كل زهر لاحا
وأقطف النسرين والاقاحا
حتى ملأت منه ملء حجري
وسرت ما بين الرياض والنهر
أقتطف النور وأجتنى الزهر
ونجم اقبالى وسعدى قد ظهر
وناظرى في ذلك الوقت القمر
يفتر حسنا عن نجوم زهر
وحين لاح البدر في إشراق
وكمل السرور بالتلاقى
وأطفئت لواعج الأشواق
سطا عليّ صارم الفراق
أراد نحري عامدا في نحري
وما كفاه أن سطا وصالا
وقطع الأحشاء والأوصالا
حتى بجوره عليّ مالا
حملني من الغرام مالا
فوق فؤادى ليس فوق ظهري
فصرت أشكو للحبيب ما بي
وقلت قد تزايد الجوى بي
ودمع عينى ملأ الجوابي
ولم أطق ردّ إلى الجواب
والصبر صار طعمه كالصبر
يا أيها النشوان من خمر الصبا
يا غصن بان هزه ريح الصبا
يا من له مال فؤادى وصبا
يا من به حملت نفسى وصبا
في أىّ شرع تستحل أسري
يا شادنا بلحظه الاسد أسر
يا جسم شمس فوق وجه قر
يا درّة صيغت على شكل البشر
يا قرة العين ويانور البصر
كيف احتيالى فيك ضاع صبري
ياظبى قاع في فؤادى يرعى
من ذا الذى أباح قتلى شرعا
أرسلت فوق الجيد منك فرعا
صارت به أهل الغرام صرعى
لا يعرفون خالدا من عمرو
يا من يفوق البدر في كمال
هل لك ميل في الهوى كمالي
أنت الحبيب وسواك مالي
لو أنني أنفقت فيك مالي
بنظرة اليك أغنت فقري
يا حاضرا في القلب لا يغيب
يا من له في مهجتي نصيب
والله انّ العيش لا يطيب
ان غبت عنى أيها الحبيب
أبكى بكا الخنسا لفقد صخر
ان غبت عنى لم تغب عن بالي
ولوغدا الجسم رسيما بالي
أوزرتنى ترى مكانا خالي
هيهات ان كنت ترى خيالي
كسوتنى اليوم ثياب الضرّ
ارحم محبا أمره قد شاعا
وسرّه بين الوشاة ذاعا
وصبره عند الفراق ضاعا
وقلبه بنظرة قد باعا
وليس هذا فيك بيع غدر
فقال لا بدّ من الفراق
ولو رقانا اليوم ألف راقي
قلت إذا يا ناعس الأحداق
فهل يكون بعده تلاقي
فقال إن اليسر ضدّ العسر
خرجت والطير عليّ نائحه
والمزن تبكى بدموع سائحه
والنهر حنّ والرعود صائحه
والزهر ضاعت منه تلك الرائحه
والماء رق لى وولى يجرى
والماء صب فلهذ اولى
لا يعرف الشوق الشديد إلا
والبرق للسيف الصقيل سلا
كذا النسيم قد غدا معتلا
مما ألاقى من أسا وقهر
وأشمت البين بى الأزهارا
فأظهرت سرورها إظهارا
وفككت من طوقها الأزرارا
وجعلت تلحظني جهارا
كأنها تأمن خطب الدهر
وكدر الدهر سريع إن صفا
وهل رأيت الدهر يوما أنصفا
إنّ النوى صيرني على شفا
والحب داء لم يكن له شفا
إلا الوصال بعد طول الهجر
ثم أراد سيدي وداعي
حين دعاه باعث وداعي
فلم أكن بشاخص وداعي
الأعلى العين التي تراعي
ما تشتهى مع أنها لم تدري
طرفى هو الذى علىّ قد جنى
وهو الذى من روضة الحسن جنى
يا ناظرى أوقعتنى في ذا العنا
من ذا الذى في الحب قد نال المنى
وكم به من ساكن في القبر
بنظرة الى جميل قد خطر
توقعنى وأنت في كل خطر
لأكحلنّ الجفن منك بالسهر
مع أدمع لو سابقت وقع المطر
لسبقت والسبق وصف الحمر
في نظرى لوجهه دوائي
مع أنّ هذا هو أصل دائي
أطلقت طرفي ناظر أو رائي
فكنت رامقا إلى ورائي
وعن أمامى لم أكن ذا خبر
فارقت من أحبه لا عن رضا
وفى فؤادى حرّ نيران الغضا
والصبر منى عند ذلك انقضى
لكننى سلمت أمرى للقضا
وقلت ما قدّر سوف يجري
فصرت أمشى مشية المقيد
والشوق غالب على تجلدي
ولم أميز بين أمسى وغدي
وكبدى وضعت فوقه يدي
حتى انصلت من حرّنار صدري
القلبجاره ودمعى جاري
وكان ذا وعدا علىّ جاري
لو كان هذا الامر باختياري
ما كنت أبقى في لهيب النار
ما حيلتى والحب أمر قسري
قلبى بسهم لحظه أصابا
فقلت والله لقد أصابا
مستعذبا في حبه العذابا
وجانحا له بقلب ذابا
والحبّ ضرب من ضروب السحر
لما رأيت ذا الغزال التركي
بسهم لحظه أراد فتكي
رمى به قلبى بغير شك
فقلت قد أخرجته عن ملكي
بطيب نفس وانشراح صدري
ظمآن قلبى لم يجد بلالا
إن قلت صل جاوبنى بلالا
وتاه في ثوب البهاد لالا
فما رأيت مثله غزالا
ألحاظه تفعل فعل الخمر
ان قلت يا بدر الجاصل صالا
من أجل ذا جسمى غدا صلصالا
وصار دمعى بالدما سلسالا
طوعا اذا قلت له سل سالا
فالدمع نهر والحشا في جمر
ما آن منك يا جميل وكفى
أن صار دمعى مثل غيث وكفا
ظننت لو حالى اليك وصفا
لرق لى قلبك حقا وصفا
لو كان أقسى من صميم الصخر
يا أدمعى وقع الغمام ناظري
انسان عينى قد نأى عن ناظري
من أجله قلت لنفسى خاطري
أهدى اليه من بنات خاطري
بكرا يديعة بغير مهر
بحر القوافى غصت في الليالي
حتى ظفرت منه باللآلي
فرائدا عديمة المثال
رقت وراقت فهى كالزلال
للكبد الظمآن وقت الخرّ
نظمتها عقدا بالازدواج
أشرق مثل الكوكب الوهاج
جعلتها كالورد في الدياجي
مذبات طرفى في الغرام ساجي
وخير معشوق بنات الفكر
ما حسنها والله من أوصافي
بل من جمال رائق أوصافي
فهو الذى بالغ في انصافي
وأخرج الدّر من الأصداف
لولاه ما فهت بنظم الشعر
مبدؤها يحمد والختام
كأنما المسك لها ختام
في اصبع الدهر هي الختام
وهي لآل زانها النظام
تزهو فتهز وبعقود الدرّ
حسن قويدر
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/09/16 11:55:59 مساءً
التعديل: الاثنين 2013/09/16 11:56:35 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com