حتامَ تأسى والحِمامُ محتمٍ |
وعلامَ تأسف وهو أمرٌ مبرمُ |
وإلامَ تذرى من جفونكَ عندما |
أيَرُدّ ما قد فات هذا العندمُ |
حُكْمٌ على كلِ البريةِ نافذٌ |
فجنوحُ نفسكَ للبقاءِ تحكّمُ |
أمرٌ تساوَى الكلُ فيهِ فعابث |
من بات يعترضُ الزمانَ وينقمُ |
طال الحدادُ وهل ترى في طولهِ |
إلا أسىً نيرانهُ تتضرمُ |
قلب يروّعه النوى وحشاشةَ |
تشكو الجوى وقُوي تهدّ وتهدمُ |
وأضالع تجفو المهاد وأعين |
تهوَى السهادَ ومهجةً تتألمُ |
وتحسرٌ لا ينتهي وتكدر |
وكآبةً تنمو وجسمٌ يسقمُ |
هوّن عليكَ فما البكاءَ براجعٍ |
شيئاً وهل يجدي السقيمَ تألّمُ |
والحرُّ يلقىَ بالرضا حكمَ القضا |
وإذا استفزتهُ الطبيعةُ يكتمُ |
يبغي التخلص ما استطاع سبيلهُ |
فإذا الأمورُ تحكمت يستسلمُ |
أودى الأمينَ وسوفَ نودي بعدَهُ |
والصبرُ أليقُ يا سليمُ وأسلمُ |
يا ليتَ شعري أيّ شيء فاتهُ |
هل في زمانكَ لابن آدمَ مغنمُ |
قل لي بعيشك هل رأيتَ منعماً |
عمّ الشقاءُ فليس ثَمَ منعّمُ |
أرِني امرءاً في دهرهِ لا يشتكي |
أمراً وينجد في الأمورِ ويتهمُ |
ها أنت ذاك وأنت من ندري بهِ |
وفّاكَ هذا الدهرُ ما لا يلزمُ |
لم يوفك الدهرُ الحقوقَ وكلنا |
يدري بذا والأصلِ يتلوهُ ابنُمُ |
من جرّب الأيامَ لم يحزن على |
ماضٍ ولم يفرح بشيءٍ يقدمُ |
سيانِ عند العارفينَ بأمرها |
عرس تشدّ له الرحال ومأتمُ |
هي سنّة الدنيا وليس بممكنٍ |
تبديلها أبداً ومثلكَ يعلمُ |
لكن هو الإنسانُ يذهل فكرهُ |
والله يحفظ من يشاءُ ويعصمُ |